نشر بتاريخ: 12/03/2019 ( آخر تحديث: 12/03/2019 الساعة: 13:26 )
الكاتب: جميل السلحوت
يوم السبت 9-3-2019 شاركت بصحبة الأديبين ديمة جمعة السّمّان وابراهيم جوهر، والصّحفيّ محمد صبيح في ندوة ثقافيّة في متحف الدّكتور الرّاحل أديب حسين في بلدة الرّامة الجليليّة التي تتربّع في حضن جبل حيدر في الجليل الفلسطينيّ، وذلك بدعوة كريمة من النّاشطة الثّقافيّة الشّابّة نسب أديب حسين، التي هي واحدة من زهرات بلادنا، وتتّصف بمزايا حميدة نتمنّاها لبناتنا كلّهن.
وأديبتنا نسب تنحدر من عائلة كريمة عريقة، فعمّها الأديب المعروف د. نبيه القاسم، وابن عمّها الشاعر الكبير الرّاحل سميح القاسم. وأديبتنا نسب الفلسطينيّة المتجذّرة التي درست علم الصّيدلة وتعمل بها، أديبة مطبوعة منذ طفولتها، فقد صدرت لها رواية وهي طالبة في المرحلة الثّانوية، كما صدر لها عدد من من المجموعات القصصيّة، وكونها درست تعليمها الجامعيّ في القدس وعاشت ولا تزال فيها، وحصلت على ماجستير في الدّراسات المقدسيّة، فقد صدر لها كتاب" أسرار أبقتها القدس معي" وهي عبارة عن يوميّات لها في القدس، تميّزت بها بشكل بائن، وكأنّها تعرف القدس أكثر ممّن ولدوا وترعرعوا فيها.
هذه النّسب التي تحمل هموم شعبها ووطنها، وفيّة للمرحوم والدها الذي توفيّ وهي في السّادسة من عمرها، فارتأت أن تُخلّد اسمه وأن تواصل مسيرته، من خلال تأسيس متحف تراثيّ في بناء قديم ورثته عن الأجداد يحمل اسم الرّاحل والدها، وجمعت فيه ما تيسّر لها من مقتنيات تراثيّة. وتسعى أن يكون مركزا ثقافيّا لأبناء بلدتها وشعبها خاصّة، وشاهدا على حضارة شعبها المتجذّرة في هذا الوطن. وهي تعمل على استكمال ما بدأه والدها عن تاريخ الرّامة وعائلاتها الذي عاجله الموت قبل أن ينهيه.
وكان في استقبالنا بصحبة نسب الأب جورج حنّا الذي سعدنا بلقائه، والذي غادرنا لارتباطه بمناسبة دينيّة. وفي المتحف الذي زرته للمرّة الثّالثة التقينا بكوكبة من أبناء الرّامة، يتقدّمهم الأخت الفاضلة والدة نسب، وشقيقتها جنان، والأديب د. نبيه القاسم وزوجته، والشّيخ فراس عامر ووضّاح سميح القاسم، وبيان القاسم وغيرهم. تحدّثنا وأهلنا في الرّامة الذين أشعرونا بدفء اللقاء عن القدس وهمومها، وعن الخطر الدّاهم الذي يهدّد مسجدها الأقصى.
تناولنا الغداء في بيت نسب، ولم نفوّت الفرصة لزيارة ضريح الشّاعر الكبير سميح القاسم، فقرأنا الفاتحة على روحها لطّاهرة، وعدنا إلى بيت الدّكتور نبيه القاسم لنحتسي الشّاي، ومن شرفة البيت المجاور لبيت الشّاعر سميح القاسم شاهدنا البحر الأبيض المتوسّط وبحيرة طبريا، وامتدّت أمام ناظرينا أكثر من عشرين بلدة عربيّة.
وانتقلنا بصحبة نسب والدّكتور نبيه إلى مجد الكروم في لقاء ثقافيّ رائع وسط العشرات من أهلنا أبناء البلدة، دعانا إليه الأستاذ على منّاع مدير المكتبة.