الكاتب: وليد سالم
في كتاب مرجعي، ميز عالم الاجتماع التاريخي مايكل مان بين الديمقراطية القائمة على المساواة بين كل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والجنسية وغير ذلك من أشكال التمييز، وبين الديمقراطية الاثنية القائمة على التمييز بين إثنية عليا تتبنى الدولة قوميتها وهويتها، وبين إثنيات أدنى يتم التعامل مع مكوناتها على أنهم/ن أفراد لا يستحقون اكثر من حقوق دينية ومدنية ، فيما يحرمون من الحقوق المدنية والسياسية. وقد اطلق مان اسم " ديمقراطية المستوطنين" على الشكل الأعلى لهذه " الديمقراطية" الأخيرة، وأطلق عليها وصف&39; الديمقراطية' باتت تتآكل. لننظر مثلا إلى العمل المتواصل لإفقاد القضاء سلطته ، وإلى المساعي لإخراج اليسار ومنظمات المجتمع المدني عن الشرعية في اسرائيل، جنبا الى جنب مع تحويل الكنيست الى مجرد جهاز للمصادقة على قرارات الائتلاف الحكومي بدلا من أن يكون رقيبا عليه كما أشار لذلك الباحث أنطوان شلحت عدة مرات.