السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصواريخ قسمت اسرائيل زمانيا ومكانيا والاحتلال يستهدف منازل قادة حماس

نشر بتاريخ: 25/03/2019 ( آخر تحديث: 25/03/2019 الساعة: 21:33 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام



قبل سفره للولايات المتحدة الامريكية للقاء ترامب والحصول على توقيع ضم الجولان السورية . التقى نتانياهو بالتلفزيون الاسرائيلي ووجه تهديدا لحركة حماس ان لا يخطئوا الحساب بالاعتقاد ان فترة الانتخابات قد تسمح لهم بقصف اسرائيل وبالفعل تحقق الكابوس ووقع الصاروخ على كفار سابا على بعد 80 كم .
نتانياهو يتعرض لموجة صراخ عالية من الجنرالات الذين يطالبونه بالرد على غزة ، ولكنه يعرف أن غزة ستكون نهاية ولايته الانتخابية ، لذلك تعمّد تبريد الحادثة لمدة 12 ساعة وترك الجمهور الاسرائيلي يأكل نفسه وترك الجنرالات يغرقون في توقعاتهم وتحليلاتهم .
12 ساعة من البث المباشر كانت كفيلة أن يكف الاسرائيليين عن التهديد باعادة احتلال غزة والانتباه مرة اخرى الى بنك الاهداف المطلوب حتى توصلوا الى نتيجة ان الهدف هو مقرات حماس ومنازل قادة حماس من دون أن يكون بها سكان .

المحللون العسكريون المقربون من هيئة الاركان يرون ان القصف الاسرائيلي لن ينتهي خلال ساعتين مثل كل مرة ، وانه قد يستمر يومين حتى تطلب حماس وقف اطلاق النار وتنظر خلفها فلا ترى سوى دمارا كبيرا .

الحلقة المفقودة عند الاسرائيليين هي مستوى رد حماس وهل سيكون الرد بقصف تل ابيب أم ستكتفي حماس بقصف مستوطنات غلاف غزة . وفي حال ردت حماس بقصف تل ابيب فان التدهور الميداني سيتحول الى حرب . ونتانياهو يستطيع البدء بحرب ولكنه لن يستطيع القرار بنهايتها .
الجهات العسكرية في اسرائيل أمرت وسائل الاعلام العبرية باستخدام مصطلح ( تصعيد ) ولم تستخدم هذه المرة مصطلح " عملية " ولا مصطلح "حرب " . وهي محاولة عسكرية وسياسية اسرائيلية لتحجيم ما يبحدث ووضع اطار محدد له ، زمانيا ومكانيا .

قبل اسبوعين على الانتخابات لا يوجد أي منطق في التحليل ، ولا قواعد لعب واضحة . اسرائيل ضعيفة أمنيا ، وحماس ضعيفة ومحاصرة ، والسلطة ضعيفة . ومصر قوية وهي التي تتعزز مكانتها وقوة تأثيرها أكثر من اي وقت مضى .
الساعات القادمة والايام القادمة ستعيد للعناوين سياسة اسرائيل بشكل واضح : المزيد من عزل غزة والمزيد من الضغط اللامنتهي على السلطة ، المزيد من الارهاق والحصار على الفلسطينيين .. المزيد من تدخل مصر والاردن في ملفات القضية الفلسطينية .