نشر بتاريخ: 29/03/2019 ( آخر تحديث: 29/03/2019 الساعة: 13:54 )
الكاتب: ماجد سعيد
هضبة الجولان وقبلها القدس إسرائيلية هكذا يريدهما ترامب، وهكذا ظلت تحلم إسرائيل، لكن هل توقف الحلم، وهل انتهى الرئيس الاميركي من مخطط تقسيم المنطقة وإعادة رسم الجغرافيا فيها؟
الإجابة تبدو في تصريحات السفير الاميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي قال ان واشنطن تتفهم حاجة اسرائيل لأن تكون لديها سيطرة أمنية غالبة في الضفة الغربية.
هذا الامر يعني ان واشنطن ذاهبة الى الاعتراف بسيادة إسرائيل على أكثر من ستين في المئة من أراضي الضفة الغربية وهي الأراضي التي يطلق عليها حسب اتفاق أوسلو المناطق "ج" وتسيطر عليها إسرائيل أمنيا واداريا ويسرى عليها قانون البناء والتنظيم الإسرائيلي وذلك من اجل تخصيص المساحات الواسعة لصالح المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال، على حساب البلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية التي تركت إدارة أمور الناس الحياتية فيها للسلطة الفلسطينية.
هذه الخطوات الاميركية هي بنود تضمنتها "صفقة القرن" غير المعلنة رسميا، وبالتالي فان الإدارة الاميركية تنفذ خطتها بشكل متسلسل على ارض الواقع دون النظر الى اي من الأطراف المعنية لاغية بذلك مبدأ التفاوض في عملية السلام التي تحولت هي الأخرى الى قرارات اميركية تلبي الرؤية الإسرائيلية.
لكن هل ينتهي الامر بإعلان سيادة إسرائيل على القدس والجولان وما يتحدث عنه السفير الاميركي من المناطق المسماة "ج" في الضفة الغربية وضمها لسيادة الاحتلال؟
الامر يبدو ليس كذلك، فاذا كان هناك فرض امر واقع على ما هو بيد إسرائيل من أراضي محتلة، فان الخطة التي تشمل اراض في الاقليم ستكون في اطار اتفاق مع الأطراف المعنية.
فخطة "صفقة القرن" كما بدا ظاهرا مما سرب منها او جرى الحديث عنه فانها ستعيد رسم خارطة المنطقة من جديد بالشراكة مع هذه الدول الاقليم، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة مع حكم ذاتي في الضفة الغربية.
هذه الدولة التي تعد مليوني نسمة في بقعة لا تتجاوز 365 كيلو مترا ومن اجل توفير مقومات الحياة فيها فان الخطة تقضي بتوسيع هذه الأراضي باتجاه سيناء المصرية على ان تأخذ القاهرة بديلا عنها من إسرائيل في صحراء النقب.
هذا المخطط يمكن افشاله اذا ما جرى التوافق وإعادة اللحمة الداخلية، لكن هذا التمني لا يبدو في متناول اليد، فطرفي الانقسام احدهما عاجز عن أي تأثير في السياسة الاميركية الإسرائيلية في ظل التمسك بخيار واحد اوحد وهو السلام المفقود، وتماهي الاخر مع هذه الخطة عبر البحث عن صيغ التهدئة طويلة الأمد التي تضمن استمرار حكمه، وبالتالي فان الامر الواقع الاميركي الإسرائيلي واقع لا محالة.