الأربعاء: 05/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى يوم الارض.. الخيار الوحيد هو المقاومة

نشر بتاريخ: 30/03/2019 ( آخر تحديث: 30/03/2019 الساعة: 21:54 )

الكاتب: إبراهيم فوزي عودة

ما زال العرب عاجزون عن فك حصار يخالف كل الاعراف والقوانين الدولية . كيف سنثق بانهم سيكونون وسطاء ضغط على الجانب الاسرائيلي لتحرير كامل الارض واستعادة القدس . هل دخل العرب اسرى الهدف الامريكي ودائرة المخطط الصهيوني ؟
ان هذا الشلل الذي اصاب الامة العربية ليس مصادفة بل نتيجة سياساتهم المتبعة منذ فترة طويلة . تاركين القرار للعالم الغربي دون استنهاض لقوتهم وهي في فترة تراجع يجعل من هذه الفترة التاريخية في التاريخ العربي من أسوأ الفترات بل أسوأها حقيقة .
وماذا عن العجز الفلسطيني الذي ادخل نفسه ضمن القرار العربي والوصاية الدولية . ورميت مفاتيحه نصفها في الخليج والنصف الاخر في المحيط ، والامواج تتدفق من اجل التلاقي واذ بها موجة واحدة تغطي العالم العربي بلا حراك .
وفرض الامر الواقع اصبح امرا واقعا .فالمستوطنات تزحف على الارض الفلسطينية وعملية تفريغ القدس من مؤسساتها العربية ومن سكانها بالتضييق عليهم .والغريب ان ما نصل اليه من نتائج سياسية يفرض واقع معين لا نستطيع العودة الى سابقه ، حتى ان التغيير اصبح يجري يوميا وبالمقابل الانتظار والصمت العربي والعجز الفلسطيني .
وقرار ترامب الاخير حول الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان وسبقها اعلان القدس عاصمة اسرائيل يؤكد الاستهانة بالعالم العربي والعالم الاسلامي . وان الصمت عندما اعلن ترامب القدس عاصمة اسرائيل شجع للتمادي على الجولان . وسوف نتوقع اعلانات من قبل ترامب تعطي السيادة للمحتل على كل المناطق التي احتلت عام 1967 .
والغريب في الامر في ظل الاعلانات ما زالت المبادرة العربية للسلام مطروحة والاجدر بالعرب على الاقل سحبها . انه العجز العرب بامتياز .وبالتالي الخيار الوحيد هو المقاومة .
والذي يزيد الطين بله العجز في تحقيق الوحدة الوطنية . ان الوحدة عبارة عن شعار مرفوع من قبل الجميع بحيث اصبح مطلبا جماهيريا .ولكن رغم ذلك فالسائد في الساحة الفلسطينية غياب الوحدة الوطنية . والسؤال لماذا ؟ ان الاختلافات الايدولوجية ما زالت قائمة . ولكن هذه الاختلافات لا تمنع الوحدة الوطنية انما الواقع الموجود ومسؤولية انجاز الوحدة الوطنية تتطلب قيادة مسؤولة تجاه هذا الشعب واهدافه ضمن برنامج يتعامل مع الاحتياجات وينطلق من الثوابت . فعندما نتحدث عن قضية مصيرية للشعب الفلسطيني لا بد من اجماع فلسطيني ، لان اي قرار للمشاركة في ما يسمى العملية السلمية في اي وقت كان وما يتمخض عنها من انعكاسات على القضية الفلسطينية يتطلب اجماعا فلسطينيا .
وعندما نفشل في الاجماع او الوحدة مع ان الجميع يطرح شعار الوحدة والجميع ايضا يبدأ يطرح ما هو البديل ؟ وللأسف ان البديل هو نضال هذا الشعب الذي ما زال يقاوم ، رغم الحصار والظروف الخارجية والداخلية التي تحد من مقاومته بل وتجعلها تذهب سدى .
علينا في ذكرى يوم الارض ان نتذكر اننا ما زلنا نتحدث عن مرحلة تحرير الارض . وظني اننا عاجزون عنها بهذا الشلل العربي والعجز الفلسطيني في ظل غياب الوحدة الوطنية .