الأربعاء: 05/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

وكالة معا ازمة أموال او ازمة إعلام ؟!!!

نشر بتاريخ: 01/04/2019 ( آخر تحديث: 01/04/2019 الساعة: 09:25 )

الكاتب: عوني المشني

لست خبيرا اعلاميا، تقييمي من موقعي كشخص من الجمهور، مهتم سياسيا واعلاميا الى حد ما، اجتهد بقدر ما يسعفني اهتمامي المتواضع، وكالة معا محاولة متواضعة ولكن طموحة، مهنية ولكنها ليست محايدة، ملتزمة بقضايا الوطن ولكن موضوعية، فقيرة بمواردها مقارنة بوسائل الاعلام ولكنها ثرية ببرامجها. استطاعت ان تشق طريقها وسط حيتان الاعلام الموجهة لشعبنا الفلسطيني مثل الجزيرة والعربية والاعلام الاسرائيلي، تفوقت على ذاتها في متابعة المشهد الاسرائيلي وإضاءت مناطق كانت مظلمة للجمهور الفلسطيني في هذا المشهد. تطورت من محطة بث تلفزيوني محلية الى وكالة أنباء ومحطة فضائية وغطت كل مناحي الوطن وبشكل متواصل.
وكالة معا فيها ثغرات ونواقص، بعضها موضوعي بحكم الظروف والخبرة، بعضها بفعل الاحتلال والتعسف، بعضها بفعل الادارة، لكنها بالمجمل نموذج تفوق على نفسه وحقق نجاحا يستحق الاحترام وربما اكثر.
وكالة معا شكلت نقطة مضيئة في الاعلام الفلسطيني، وحاولت ان ترتق الثقة المتهتكة ما بين جمهور متشكك وقيادة نخبوية متعالية، قدمت راي الشارع بانحياز ولكنها اعادت تقديم راي النخب بتفهم ما، النقد لها من واقع الطموح الكبير، والمديح لها من باب الفشل الإعلامي الفلسطيني الذريع، بالمقارنة هي قصة نجاح، بالموضوعية هي حلم تحقق بالمثابرة، بالادراك لتعقيدات الوضع هي هي تحدي صارخ لكل عوائق الفشل .
ان تتحمل وكالة معا ديون فهذا امر طبيعي في ظل تعدد وضخامة المهام، وكانت امام أمرين اما تقليص دورها او تحمل اعباء اكبر من قدرتها المالية فاختارت الثانية، ربما لثقتها ان من يمتلك المال لن يتركها تغرق في ديونها، ربما لتخطيط اصابه عوار، ربما لتغير في ظروف التمويل، قد ننتقدها ونعتب عليها، لكن ان نتركها تغرق بل ونهدد باغلاقها او نسمح باغلاقها فذلك امر اقل ما يقول فيه انه يليق باعداء النجاح.
لا نريد ان نفتح ملفات كبيرة، نعرف التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، نعرف ان الاعلام الرسمي بحاجة الى معا، ونعرف ان الشارع الفلسطيني بحاجة الى معا، ونعرف ان الضرورة تقتضي استمرار معا، ونعرف ان إغلاق معا يساهم في زيادة التردي الاعلام الفلسطيني.
معا لا تطلب المستحيل، ولا تطلب تبرعا، هنا فان تغطية الاعلام الفلسطيني لديون معا يأتي من باب "الفرض الواجب"، ويكفي واحد بالمائة فقط بل اقل من ذلك من ميزانية التلفزيون الفلسطيني ليغطي ليس ديون معا بل وميزانيتها كاملة رغم ان ما تقدمه معا مقارنة بالتلفزيون الفلسطيني هي ذاتها النسبة معكوسة ولصالح معا.
بدون تفاصيل قد تغضب البعض وتكشف عورات الاخرين فان العمل على استمرار معا هو في صلب العمل الوطني في صلب دعم المهنية، في صلب فكرة تطوير الاعلام الفلسطيني، معا مساحة ضوء اتسعت وتتسع في وسط إعلام ظلامي ومظلم لا اعتقد ان من مصلحة اي وطني ان تطفأ.