الأربعاء: 05/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

"صفقة القرن" نتانياهو يشترط ضم الضفة الغربية !

نشر بتاريخ: 06/04/2019 ( آخر تحديث: 06/04/2019 الساعة: 23:12 )

الكاتب: جبريل عوده

تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو للقناة "13" العبرية، حول شروطه الثلاثة لتمرير صفقة القرن الأمريكية والتي أبلغها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولمستشاره الخاص جاريد كوشنر وللمبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات، موضحاً للطباخين الثلاثة للصفقة المشؤومة بأن لن يتراجع عن تلك الشروط.

في مقدمة هذه شروط نتانياهو عدم تقسيم مدينة القدس المحتلة، وهذا الشرط يتوافق مع القرار الأمريكي بالإعتراف بالسيادة الصهيونية على مدينة القدس، إجراء نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، وبذلك ينسف نتانياهو بموافقة ترامب الأساس لأي تسوية سياسية وفقاً للمبادرة العربية القائمة على رؤية حل الدولتين، ويكون تمسك السلطة والأنظمة العربية بالمبادرة العربية للسلام تعبيراً عن حالة الهزيمة والخنوع، علماً بأن الرفض الصهيوني للمبادرة العربية، جاء من الهالك أرئيل شارون حين إعلانها في قمة بيروت عام 2002، وسار على خطاه من جاء بعد من القادة الصهاينة.

وكذلك شرط نتانياهو الثاني للقبول بصفقة القرن، عدم إخلاء أي مستوطن من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، وأن جميع المستوطنات في الكتل الاستيطانية وخارجها يجب أن تبقى تحت السيادة الصهيونية، وهذا يؤكد الرؤية الليكودية التي تسعى إلى ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني , فلا ينفصل هذا التوجه عن قرار اللجنة المركزية لحزب الليكود بتاريخ 31-12-2017م، بفرض السيادة الصهيوني على الضفة الغربية وغور الأردن، ومما لاشك فيه بأن إدارة ترامب تتساوق مع الرؤية الصهيونية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا ما فضحه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي العالمي عن حقوق الإنسان ,والذي نزع صفة الأراضي المحتلة عن الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك تتشابك خيوط المؤامرة الصهيوأمريكية ضد القضية الفلسطينية.

الشرط الثالث لنتانياهو هو السيطرة على الحدود مع الأردن، بمعني أن تكون حدود الكيان الصهيوني الشرقية عند نهر الأردن، ويرتبط ذلك بالعقيدة الأمنية الصهيونية وليس جديد بالطرح, فلقد تمسكوا به في كل مراحل المفاوضات على مدار أكثر من ربع قرن، ويكشف نواياهم المبيتة بعد تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة حقيقية لهم، ولو على جزء من أرض فلسطين.

نتانياهو خلال اللقاء الصحفي من القناة العبرية "13"، تمنى أن يصدر قرار من الأرعن ترامب يعترف به بأن الضفة تخضع للسيادة الصهيونية , من أجل أن يتسنى له ضمها بإعتراف أمريكي , وأطلق وعداً إنتخابياً بأن يحقق ذلك المطلب أو الأمنية في فترته القادمة كرئيس لحكومة الإحتلال .

أمام ما تقدم وقد إنكشفت المؤامرة التي تستهدف قضيتنا الوطنية وحقوقنا الراسخة والثابتة , وأمام تنكر راعي السلام الأمريكي علناً عن الحياد المصطنع , لينقلب إلى شريك في العدوان على الهوية الفلسطينية , فلقد إنتهت إكذوبة " السلام " وأوهام التعايش , الذي يعشش في عقول عاجزة عن الإنتصار لحقوق الشعب الفلسطيني, فتستسلم للخرافة , وقد بددت مشروعنا الوطني التحرري لصالح إدارة ذليلة ومهانة تحت إرادة بساطير المحتل , وغرست الإنقسام كأداة قتل في خاصرة قضيتنا الوطنية , بعد أن ولجت نفق الضباع المظلم بحثاً عن سلطة الوهم الأوسلوية , ألسنا بحاجة إلى إستفاقة وطنية حقيقية , تنتشل قضيتنا من مستنقع التيه , إلى ربيع الثورة وشتاء الغضب الفلسطيني , تعيد الكل الوطني إلى ميادين الكرامة والعنفوان والتضحية من أجل فلسطين , لتكون العودة الحقيقة إلى جذور القضية , المرتكزة على الحرية وكنس للمحتل , فلا تفاوض يعيد الأوطان ولا تنازل يؤسس للدولة , فلسطين كاملة بلا نقصان من بحرها إلى نهرها , هي وطن الفلسطينيين لا بديل عنه .

تتداعى الشعوب إلى الوحدة في أوقات الأزمات الكبرى أو الحوادث والملمات الصعبة التي تستهدف الأوطان ,يتناسى الجميع خلافاتهم وإختلافاتهم , يتوحدون خلف راية الوطن وحقهم في الوجود كأمة أو كشعب يحمل هوية واحدة , فيقف الكل الوطني كسد منيع في مواجهة أي إختراقات أجنبية معادية , وتُعزز الوحدة ويزداد التلاحم والترابط والتعاضد , وتسود في العلاقات الوطنية اللغة التي التوحد الصف وتشحذ الهمم , وتسيطر لغة القواسم المشتركة وفي طليعتها الإصطفاف موحدين أمام واجب تحرير فلسطين, وبذلك تغيب كل التناقضات لصالح الهموم الواحدة والتطلعات الوطنية الجامعة , لسنا بدعاً من الشعوب , فلماذا تتأخر وحدتنا وقد إنفضحت مؤامرات العدو؟, لم يعد أمامنا إلا الوحدة والمقاومة طريقاً لإسقاط المؤامرة وإنتزاع الحقوق وتحرير الوطن .