نشر بتاريخ: 07/04/2019 ( آخر تحديث: 07/04/2019 الساعة: 09:55 )
الكاتب: ربحي دولة
هو فوزٌ كبير لحركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابي والنقابي لحركة فتح وحصولها على ثلاثين مقعدا من اصل واحد واربعين فيما حصلت الكتلة الإسلامية تحالف حماس والجهاد في "الجامعة فقط" على 11 مقعداً وسقوط مدوي لقوى اليسار التي لم تحصل على نسبة الحسم.
كُلنا نُدرك قوة حركة فتح في الشارع الفلسطيني ومدى شعبيتها مُنذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا ... ولا شك أن قوتها اكتسبتها بفعل قوة العمل وصدق القول مع جماهير شعبنا في كل المراحل، ففي ظل المواجهة العسكرية مع الاحتلال كانت رجالات "فتح" قائدة العمل العسكري النوعي ضد الاحتلال وكان مقاتلوها أصحاب الفعل القوي الموجع في العمق الصهيوني سواء العمليات التي كانت تنطلق من الخارج الفلسطيني أو من المجموعات الفدائية التي تعمل في الداخل المحتل.
واستمرت "فتح" في قيادة العمل العسكري منه والسياسي في الوقت التي كانت باقي الفصائل أدوار مهمة على الرغم من تذبذب المواقف بين فترة وأخرى، وبعد توقيع المنظمة اتفاقية أوسلو وتشكيل السلطة الوطنية قادت فتح هذه السلطة بشراكة خجولة من بعض الفصائل الفلسطينية وامتناع البعض من الاشتراك على الرغم من انتفاعهم من الامتيازات التي منحتها السلطة الوطنية لهم.
هنا بدأت "فتح" تخسر التأييد الكبير الذي كانت تحصل عليه نتيجة الوضع السياسي والاقتصادي الذي مر به شعبنا وعدم تحقيق نتائج سياسية ملموسة بسبب تنكر دولة الاحتلال لكل التزاماتها وأيضا خسرت هذا التأييد نتيجة بعض التصرفات التي كانت تصدر سواء من أفراد أو مسؤولين في ظل انشغال الجميع بالسلطة.
هنا كانت "حماس" تعد العدة وتقوم برسم مخططاتها في كيفية الانقضاض على الحكم وبنت قوتها وحصلت على دعم جماهيري بسبب رفعها شعار "المقاومة"، وبدأت تسوق لنفسها ولبست نفسها ثوب الدين الذي استهوى مشاعر ابناء شعبنا الفلسطيني.
ومن هنا بدأت فتح وشبيبتها مرحلة التراجع وبدأت تخسر الانتخابات في الجامعات والمعاهد والعديد من البلديات الكبيرة التي فازت بها حماس أو فاز اليسار بدعم من حماس في المواقع المسيحية وكانت الخسارة الكبرى هي انتخابات المجلس التشريعي الذي فازت حماس بغالبية ساحقة ولم تكتفي حماس بهذا الفوز بل ذهبت الى أبعد من ذلك عندما سيطرت على قطاع غزة بقوة السلاح.. ففي قطاع غزة وما قامت به حماس من ممارسات بحق شعبنا.
بدأت "حماس" تتراجع كونها لم تُعد على شعبنا إلا الدمار والقتل والإعاقات وبعد انكشاف حماس ومخططاتها ومفاوضاتها وتنسيقها مع الاحتلال والصفقات التي عقدتها دون اَي مقابل سياسي سوى بعض التسهيلات التي تمكنها من استمرار السيطرة وتوسيع الفجوة بين شقي الوطن وبعد ما قامت حماس من اعتداء سافر بحق اهلنا في القطاع الذين ضاقت بهم الحياة وخرجوا الى الشارع تحت شعار "بدنا نعيش" شعار لقمة العيش الذي لا يهان من يطلب العيش بكرامة قامت أجهزة حماس بالقتل والضرب وتكسير الأطراف والاعتداء على النساء والأطفال والممتلكات .. انكشفت حماس أمام الشعب الذي تعاطف معها وانكشف الخداع والكذب الذي مارسته لعشرات السنين ليعود شعبنا الى الحقيقة الساطعة للوقوف الى جانب من صدقهم القول والفعل وعادت فتح الى مكانها الطبيعي والطليعي لتقود مسيرة هذا الشعب لتحقيق الهدف الذي وضعته منذ انطلاقتها وهو تحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.