نشر بتاريخ: 09/04/2019 ( آخر تحديث: 09/04/2019 الساعة: 21:59 )
الكاتب: ميرا رياض فرج
وَطني ...
أرفَعُ رأسي لأنّ في وطني جريحٌ قد قاوَمَ حتَّى آخرِ نَفَسٍ لديه ..
قاومَ إلِى أن سَمِعَ شَهَقاتِهِ الأخيرة
قاوَمَ حتَّى رَأى مَلَكَ الموتِ أمامه يحدّثه بكلماته الرَّزينة
قاوَمَ حتَّى سَمِعَ أُمَّهُ تُذكِّرهُ بالشَّهادَتيْن
أَرفَعُ رأسي لِأنَّ وَطني يَملِكُ شُهداءٌ فضّلوا المَماتَ على أَنْ يروا وطَنَهُم يَموت
ماتوا ورائِحَةُ المِسكِ تَفوحُ في ساحَةِ المعركة
ماتو وطهارَتُهم واضِحةٌ وضوحَ يَراعَ الفِلَسطينيّ
أَرفَعُ رأسي لأنَّ وَطني فيهِ أسيرٌ صابرٌ على الملحِ
وَالماء
لأنَّ فيهِ أسيرٌ يُقاوم التّعذيبَ ولكنّه لا يَذلُّ هَيبَتَه
لأنَّ في وَطني أسيرٌ احتُجِزَ أَعوامٌ فَقَط أَنهاها في
التَّفكيرِ بِكيفَ سيبدَأُ من جديد
لحظة أيُّ جديد ؟!
وَهل في وَطَني فُرصَةٌ لِصَفحَةٍ بَيضاء ؟!
وَوَطني أَصلُهُ صَفحَةٌ مَطوِيَّةٌ مَنسيَّة بيْنَ كِتابَ
التَّاريخِ العَتيق
رَغْمَ أَنَّ إِخوانَ وَطني قَد ذاقوا جَميعَ أَطعِمَةَ المُرِّ
مِنْ حَرقٍ
مِنْ فُراقٍ
مِنْ دَهرِ دماءٍ
مِنْ سَماعِ آهاتٍ
مِنْ تَركِ أَيادٍ
وَلكِنَّهُم لَم يَكتَسِحوا يَوْمَاً
إِذِ استَكبروا عَلى الفِيَلَةِ رافيعينَ رُؤوسَهُم بِغرور فَهُم
مِنْ فِلَسطين
الَّتي عاشَت أَسى لِسنين
أَيُّهَ الإِسرائيليُّ العَفِنُ المُتَحَجِّرُ البَغيض
سَيأتي يَومٌ وَتذهَبَ للجَحيم