السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فوز نتانياهو يدفع ابو مازن للزاوية ويستدعي استراتيجية جديدة

نشر بتاريخ: 10/04/2019 ( آخر تحديث: 10/04/2019 الساعة: 13:48 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

أسقط نتانياهو وترامب حل الدولتين، أسقطا الحل وكسرا أدوات التنفيذ وحشرا الرئيس عباس في زاوية القبول بسياسة الامر الواقع. ولم يتركا لمنظمة التحرير سوى التفكير في إستراتيجية جديدة تقوم على مبادئ جديدة ورؤية جديدة وأدوات جديدة.
مع فوز نتانياهو تموت المبادرة العربية السعودية موتا مؤلما وقاسيا ومهينا للعرب الذين تشبثوا بتلابيب نتانياهو دون جدوى. وتواصل حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل التنكيل بجثة اتفاق اوسلو وابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس وتدمير الاقتصاد وهدم المنازل وقتل الاطفال .
الاخطر في المشهد، أن نتانياهو لديه خطة يعمل على تنفيذها حرفيا منذ العام 2008. والأشد خطورة أن العرب ليس لديهم أية خطة سوى التوسل للسلام مع اسرائيل، وليس لديهم أدوات تليق بأي حل اّخر..
المعارضة ليس أفضل حالا من السلطة، فالمعارضة اكتفت بتحميل برنامج الشتيمة ضد الاحتلال ودأبت على ذلك. والسلطة قامت بتحميل اسطوانة حل الدولتين والبحث عن السلام وتواصل إسماع نفسها هذه الاسطوانة التي لا يسمعها الإسرائيليون.
في حال شكّل نتانياهو الحكومة القادمة في إسرائيل فان خطته المعلنة تقضي إقامة سلطة واهنة واهية ومحاصرة في غزة ( أكثر هوانا من سلطة الضفة الغربية وأكثر فقرا وأكثر إذلالا للجمهور هناك ).
وتقضي خطة نتانياهو ، ضم الضفة الغربية بدء بشرقي القدس ومرورا بغور الأردن بمناطق جيم وصولا إلى لحظة الذروة حيث يتذرع الاحتلال بأية عملية لإعادة احتلال المدن الفلسطينية في السنوات القادمة (هي تحتلها اصلا وتدخل اليها كل يوم وكل ساعة بلا حسيب او رقيب).
وبما أن منظمة التحرير تستبعد خيار العودة للكفاح المسلح والعمليات من جديد .. يبقى أمام الرئيس ابو مازن احتمالين فقط:
- الانتظار والمزيد من الانتظار والانتظار لعل معجزة تحدث.
- الإعلان عن إستراتيجية جديدة تشبه إستراتيجية القائمة العربية المشتركة داخل الخط الأخضر. وان يطالب الفلسطينيون في الضفة بالمساواة في الحقوق. وهي إستراتيجية تحتاج إلى اجتماعات طويلة للمجلسين الوطني والمركزي وتوافق عربي ودولي يستغرق التحضير لها سنتين على الأقل.