نشر بتاريخ: 12/04/2019 ( آخر تحديث: 12/04/2019 الساعة: 14:53 )
الكاتب: المتوكل طه
لم تعرف "جيه كيه جوان رولينغ" أنها تأخرت كثيراً عندما كتبت قصتها عن "هاري بوتر" ومدرسة السحرة! فثمة مَنْ أيقظ الساحرات الشريرات من نومهن، في الجيتو، بشموع اللهب الأسود! فرأينا العينين تومضان في العتمة، وأحسسنا أنفـَاس الموت البارد على الأعناق!
والقصة من أولها أن الساحرات قد رجعن إلى الدنيا، وركبن مكانس تلمودية، وهبطن على الجبل المقدّس، وبدأن بإيقاظ الموتى ليعودوا إلى الحياة بأجسادهم المتغضـّنة وأنفاسهم القاتلة ووجوههم المتشقـقة المرعبة، وبدأوا يلاحقون الأطفال ليطبخوهم على نارهم العنصرية، فيشربون دمهم ويتلمظـّون بلحمهم، عسى أن يكتسب الموتى من ذلك إهاباً جديداً وعروقاً أقوى وجلوداً أكثر نضرة، فلا يعودون على هيئة أموات خرجوا من قبورهم! لـٰكن الأطفال المتبصـّرين جسورون، ولهم أناشيد وقلوب شجاعة، فتصدّوا للهياكل المخيفة بحجارتهم وعبواتهم الزجاجية، وشهدنا عقوداً من الكرّ والفرّ بين جبهة الساحرات والموتى، من جهة، وجبهة الأطفال، من جهة أخرى.
كان دم الصغار هو دائرة الملح التي تمنع الساحرات من النفاذ إليهم، فكانت تصاب بالجنون، وتضطر لأن تأكل فطائر العقارب وتشرب دم الأفاعي والوطاويط ، والصغار يحصـّنون دوائرهم بالأغاني، وينقرون وجوه الموتى وأقفية الساحرات بمقاليعهم الصائبة، فيـُجنّ جنون الساحرات والموتى، ويلاحقون الأطفال من جديد، لعلهم يقبضون عليهم أو يُسكتوا أصواتهم الموقـّعة! وعندما تفشل الساحرات يبدأن بالتوسل إلى الأطفال، وبمناجاتهم بصوت خفيض أسيف ويرجونهم أن يكفوا عن قذفهم بالحصى، ويقـُلن لهم: توقفوا أيها الجيران، فإننا لن نمسـّكم بسوء، بل سنأخذكم لتلعبوا مع أطفالنا في الحديقة السحرية، وسترون ما أعددنا من ألعاب ومبانٍ وغابات في أرض السحر الموعودة!
يصدّق بعض الأطفال ما سمعوا من الساحرات! فيذهبون إليهن مصدّقين، وبعد أيام يرى زملاؤهم رؤوسَهم المقطوعة معلـّقة على جدران حديقة الدم!
وعزاؤنا أن أطفالنا اكتشفوا الفِرية والأكاذيب ، ولم يعودوا يصدّقون الساحرات .