الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أموال الضرائب هل هي مأزق إسرائيلي ام أداة لتمرير صفقة القرن؟

نشر بتاريخ: 03/05/2019 ( آخر تحديث: 03/05/2019 الساعة: 15:29 )

الكاتب: ماجد سعيد

هل انقلب السحر على الساحر كما يقولون حتى تنشغل إسرائيل في الازمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية؟ ولماذا يبحث نتنياهو عن طريقة لاقناع الرئيس عباس بالموافقة على استلام أموال الضرائب بعد خصم مستحقات اسر الشهداء والجرحى؟
إسرائيل ومن جانب واحد حولت أموال الضرائب الى حساب الخزينة الفلسطينية بشكل سري كما قالوا، والسلطة اعادتها مرة أخرى من حيث أتت بشكل علني.
التقارير التي قدمتها الجهات الأمنية الإسرائيلية للمستوى السياسي عن وضع السلطة الفلسطينية وإمكانية انهيارها نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة والمخاوف من ان ترتد هذه الازمة على إسرائيل نتيجة تراجع قدرة الامن الفلسطيني على أداء مهامه وإمكانية انفجار الوضع الميداني، أسباب ساقتها تلك الجهات وأعلنت عنها بشكل واضح، لكنها لم تقل ان وجود السلطة بضعفها الحالي مصلحة إسرائيلية اكثر من انهيارها، او ان انهيارها سيولد الفوضى وهذه الفوضى ستستفيد منها إسرائيل مثلما استفادت من سابقاتها كما يرى متطرفون في اليمين الإسرائيلي.
إسرائيل التي لا تبحث عن انقاذ السلطة الفلسطينية بقدر تشريع وتجريم العمل النضالي الفلسطيني عالميا، لم تتوقف عند محاولات اقناع السلطة بشكل مباشر عندما اجتمع وزير المالية فيها مع وزير الشؤون المدنية الفلسطينية لاقناعه باستلام السلطة للاموال، وانما امتدت المحاولات بعد إصرار السلطة على عدم القبول بذلك الى الاتحاد الاوروبي الذي عرض على رئيس الوزراء الفلسطيني خلال اجتماع الدول المانحة بدفع مخصصات الأسرى وفقا لأوضاعهم الاقتصادية، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية أيضا.
السلطة تصر على ان تعود الامور الى ما كانت عليه قبل ثلاثة اشهر، واصرارها نابع من رفض تجريم النضال الفلسطيني عبر معاقبة عائلات اسر الشهداء والأسرى من ناحية وعدم فتح الباب امام إسرائيل لاقتطاع مزيد من أموال الضرائب كلما ارادت ذلك من ناحية اخرى.
هناك من يرى في إسرائيل ان افقار السلطة الفلسطينية وايصالها الى حافة الانهيار هو واجب وضرورة في هذه المرحلة التي تسبق طرح خطة "صفقة القرن"، كي يكون الامر وكأن الصفقة جاءت لإنقاذ الحال، بعد ان كان كل شيء ينهار، من ناحية انخفاض مستوى المعيشة وارتفاع نسب البطالة وانعدام الامن والهدوء في الشارع الفلسطيني، وهذا ما لاحظناه سابقا عندما كان كوشنير يتباكى على الوضع المأساوي في قطاع غزة اثناء التحضير لمؤتمر انقاذ غزة الذي عقد في البيت الأبيض لجمع المليارات فيما المخفي فكان دولة غزة كجزء من الخطة الاميركية.
ان الخطة الاميركية الإسرائيلية القائمة على المال والاقتصاد لن تكون رابحة في تركيع الفلسطينيين حتى وان تماهى معها طرف فلسطيني لا يرى الا نفسه في المعادلة، لكن القيادة مطالبة أيضا بعدم الوقوف عند اللاءات والتقدم باستراتيجية شاملة تنقذ الحالة الفلسطينية في الضفة وغزة من الانهيار والتشرذم.