نشر بتاريخ: 07/05/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
لنا أن نعتزل من كل شيء، إلا من قوة الايمان وأصالة الانتماء، فالايمان الراسخ في القلب لا يقتلع، وفلسطين التي استحكمت في الروح منذ بلوغ الوعي لا تنتزع.
لقد كان لي مشوار بين البداية والختام، توقفت عند العديد من المحطات المفصلية الصعبة وفوجئت بالكثير من المشاهد والمواقف التي جعلتني أرى بعض الأسماء والأشخاص ليس كما كنت أراهم من قبل، إلا أنني احترمت وما زلت أحترم العديد من القادة والمناضلين الذين تعاملوا بمسؤولية وحرص على مصلحة الوطن.
أنحني بكل مشواري المتواصع أمام عظمة الشهداء ملائكة الفداء والعطاء، وأمام أسرى الحرية سدنة العهد وحراس المجد، الذين قدموا من التضحيات ما يكفي لاجتثاث الظلم والقهر من عالم بأكمله، وما زالوا من خنادقهم وبكل عزتهم يرقبون لحظة جلاء المحتل وإشراقة الشمس وانبلاج الفجر.
لكل عمل خاتمة، ولكن النهاية لن تأتي إلا بالوصول إلى الحرية لشعبنا التي بدأنا وواصلنا من أجلها مسيرة الأجيال، وكلما حاكمت تجربتي بضمير المناضل أشكر الله الذي أكرمني وأعانني حتى ختمت كما بدأت.
الوفاء قد لا يقابل بالوفاء، وقد تتبعثر المبادئ والقيم، وترتطم الأمانة بالدجل، ويصطدم التفوق بالفشل، ولكن الوفاء للأرض يسمو على أي وفاء، والانتماء للشعب يعلو على كل الأشياء، والتاريخ لا يسجل بالشعارات والكلمات، فرب كلمة دويها أدهى من الرعد ولكنها جوفاء، ورب صمت ليس كمثله شيء إلا كبرياء المناضل وعزة النفس وكرامة الشهداء.