السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى متى يا حماس؟

نشر بتاريخ: 10/05/2019 ( آخر تحديث: 16/05/2019 الساعة: 11:48 )

الكاتب: ماجد سعيد

لم تكد تنتهي جولة المواجهة والتصعيد على جبهة غزة حتى سالت أقلام الكتاب تحليلا وتمحيصا فيما جرى ولماذا جرى وكيف جرى، اما الخبراء الامنيون الإسرائيليون وقادة في الفصائل الفلسطينية فراحوا يتحدثون عن جولة قادمة من المواجهة في القريب العاجل.
ربما يكون جميع الكتاب ومن قرأوا العدوان او المواجهة الأخيرة واتفق معهم في ذلك قالوا ان هذه الجولة كانت محسوبة في وقتها وأهدافها وحجمها وسقفها من إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فالاولى كان عدوانها وجل الاماكن التي استهدفتها محسوبة او حتى في سلاحها المستخدم الذي لم تدخل مقاتلات F 16 فيه الا بشكل محدود، وكذلك المقاومة حددت مداها باربعين كيلو مترا او أكثر قليلا في حالات ثم العودة الى هذا المدى، فهم يريدون عنب قطر وليس مقاتلة الناطور.
لا احد يختلف على المقاومة عندما تكون على قاعدة النضال من اجل الحرية والاستقلال، لكن ان تصبح هذه المقاومة للمساومات من اجل الدولار والكرسي فهذا ما يعتبر جريمة بحق الفلسطينيين، ممن يذهبون ضحايا مساومات محسوبة لا يهمها من يموت وكيف يموت من الشعب، واذا ما خرج العدو عن قواعد اللعبة وطال احد المقاومين او المساومين فهذا الذي يجعلهم يقفون ويهددون ويتوعدون مثلما حرك الاغتيال لاحد كوادر المقاومة ودفعها الى التهديد بتوسيع نطاق صواريخها وإمكانية ان تصل هذه الصواريخ الى تل ابيب، اما عدوانه على الأطفال والنساء الحوامل والامنين في بيوتهم فهؤلاء لن يكونوا سوى ارقام في وسائل الاعلام.
ان على الكتاب اليوم ان يصرخوا في وجه حماس والجهاد الإسلامي ويعاتبونهم على ما يفعلوه بهذا الشعب المقهور في غزة، عليهم ان يرفعوا صوتهم في وجه من يدير المواجهة من تحت الأرض ويبقي المدنيين فوقها وقودا لنيران هذه المواجهة، على عكس ابي عمار وصحبه الذين كانوا يتجولون بين مقاتليهم في شوارع بيروت، او حتى على عكس الاخر الذي نصفه بالجبان وهو يطلب من المدنيين الاختباء في الملاجئ المحصنة تحت الأرض فيما جيشه ففوقها.
على الكتاب ان يرفعوا صوتهم في وجه هذا القهر الذي قابلته حماس بالحديد والنار عندما قال الناس في غزة "بدنا انعيش"، وعليهم ان يسألوا حماس والجهاد لماذا يرهنون مليوني فلسطيني ويجازفون بحياتهم؟ وهل مصالح الحاكمين في غزة ومن والاهم، بالدولارات ووهم رفع الحصار عن القطاع والوعود الزائفة بإبقائهم حكاما لا تتحقق الا على حساب حياة هذا الشعب المقهور؟ وعليهم ان يسألوا الحاكمين في غزة الى متى ذلك؟
ان ما قيل عن أسباب إسرائيل في قبولها التهدئة وعدم رغبتها في مضاعفة شراسة عدوانها، وتحديدا تجاه رغبتها في عدم افساد احتفالاتها بقيامها وعدم تعكير صفو الاغنية الاوروبية التي تنظم لديها لأول مرة، قد يكون صحيحا وقد يكون صحيحا أيضا ان حماس والجهاد ارادتا استغلال ذلك من اجل تحسين شروط اتفاق التهدئة، لكن هل الامنين في قطاع غزة سيكونون بعد ذلك آمنين؟ ربما يجيب عن ذلك هذا الصيف.