نشر بتاريخ: 27/05/2019 ( آخر تحديث: 27/05/2019 الساعة: 19:52 )
الكاتب: ياسر عبد الله
تعيش المنطقة هذه الايام ضغوطات اجتماعية وتناقضات وصراعات تتمحور في بنود صفقة القرن الظاهرة والكامنة فهناك: مستقبل القدس، والانقسام والمصالحة، وفصل غزة، وتهدئة وتحسينات اقتصادية، والقدس، واللاجئين، وتطبيع عربي – اسرائيلي، وارتفاع نسب البطالة، ومشاريع اقتصادية ضخمة في المنطقة، وتوسع في الأردن باتجاه السعودية، وتوسع في غزة باتجاه مصر، واستيطان جديد في الجولان تمهيداً لتوسع في الاراض السورية، وصراعات مائية، وحروب الكترونية.
ازمة المياه والكثافة السكانية
تزايد الكثافة السكانية على الكرة الارضية مع ندرة الموارد في المناطق المعرضة لنشوب صراعات على المياه كما هي منطقة نهر النيل والعراق واليمن في الشرق الاوسط يجعل من احتمال توتر المنطقة ونشوب حرب المياه امرا حتمياً، وفي ظل التوسع الاستيطاني وتحول المناطق الفلسطينية الى تجمعات سكانية وكثافة سكانية عالية وسيطرة الاحتلال على موارد المياه.
شبح الجدار
يعاني المزارع الفلسطيني من ويلات اوسلوا، فقد ذهب حلم الدولة وبقي الجدار-ذاك الجدار الممتد على مسافة (123) كم بارتفاع (9) أمتار والاسيجة في مناطق شمال الضفة ليتصل بالقدس بمسافة 20 كم حولها -، ذهب حلم المزارع وبقيت مناطق (ج)، ولم تنجح المساعي الفلسطينية لمنع الاحتلال من بناء الجدار ولا حتى المجتمع الدولي؛ فقد صوتت 150 دولة عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار؛ الا ان القرار لم يمنع إقامة الجدار.
توغل استيطاني
لم تعد مدينة القدس وحدها تعاني من المستوطنات التي تحاصرها من كل الاتجاهات بل تحولت محافظات الوطن الى تجمعات سكنية تحيطها المستوطنات والشوارع الاستيطانية (الالتفافية) والتي تعد البنية التحتية للفصل وضم أجزاء كبيرة من أراض الضفة الى تلك المستوطنات، وحتى الجولان مهددة بإقامة مستوطنة تستوعب أكثر من 250 ألف مستوطن.
صفقة القرن. مشاريع اقتصادية وتحسينات معيشية
أصبحت التسريبات المقصودة من كواليس السياسية الامريكية هي شغل السياسيين والقادة وقد جاءت على جرعات: دولة فلسطين صغيرة بجانب دولة إسرائيل، ومشاريع اقتصادية عملاقة مقابل التطبيع العربي الاسرائيلي، وتهويد القدس القدس وتغيب قضية اللاجئين؛ وهكذا هي صفقة القرن مادة إعلامية تم اغراق وسائل الاعلام بها وتم احتلال العقل العربي حين تحولت الوسائل الإعلامية هي مصدر قناعته.
الاحتلال يدخل الفلسطينين في أزمات اقتصادية متتالية، لتأتي امريكيا تفرض حلول مسمومة مقابل تحسينات اقتصادية ومعيشية، إسرائيل وامريكي وجهان لعملة واحدة وسياسة واحدة وان اختلفت الأدوات؛ تجويع الشعوب ومن ثم نهب ثروات شعوب أخرى والاحتلال من خلال المساعدات والقروض لتلك الدول والشعوب كل هذا تحت شعار" تحسين الاوضاع المعيشية" وفلسطين حالة فريدة في التعاطي مع الاحتلال فهناك الاستيطان والجدار التي تهدف الى تقويض الاقتصادي الفلسطيني فرص سياسة الرضوخ والركوع.
الخلاصة:
تعتقد تلك الدولة العربية الراكدة خلف دول الطوق المهرولة نحو التطبيع مع المحتل انها في مأمن من مخططات أمريكية صهيونية، ويجب ان تعرف ان حلم دولة إسرائيل لا يتوقف عند الجولان ومزارع شبعة ونهر الأردن والبحر الميت، بل السيطرة على الوطن العربي اقتصاديا أولا ومن ثم الاستيطان في تلك الدول.
الحرب القادمة لا تحتاج جيوشا مسلحة بالبنادق ولا طائرات حربية وبوارج ...فالتغيرات العالمة الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية قد تغيرت واصبحت طبيعية الصراعات تختلف تماما عن الصراعات والحروب في القرون الماضية، وتتمحور الصراعات المستقبلية: صراعات مائية وصراعات تكنولوجية، وبلدان الشرق الأوسط والعربية بشكل محدد ودول الطوق بشكل خاص هي الأكثر تعرضاً لتلك الصراعات.
قوة إسرائيل في مجال صناعة التكنولوجية الرقمية تفوقت على دول عظمى وحتماً ستنتصر وتحتل العقل العربي والفلسطيني، وكذلك القوة للسيطرة المائية او الاستيطان المائي على حدود فلسطين الشمالية والشرقية (الاردن وفلسطين ولبنان) ستكون اهداف للاحتلال الصهيوني؛ الا إذا! توحدت تلك الدول تحت قيادة عربية قومية موحدة، ونبذت الخلافات والمصالح الذاتية بعيداً، لان غول المحتل الصهيوني يعصف بدول الطوق؛ والعمق العربي تلاشى فما تبقي من الدول العربية هرولت نحو إقامة علاقات مع إسرائيل دون النظر الى حقوق دول الطوق في أراضيها المحتلة.