نشر بتاريخ: 03/06/2019 ( آخر تحديث: 03/06/2019 الساعة: 18:20 )
الكاتب: ابراهيم فوزي عودة
جمعية الحياة البرية في فلسطين
بدء احتفال دول العالم بيوم البيئة العالمي عام 1972 وتم انشاء برنامج الامم المتحدة للبيئة التابع لمنظمة الامم المتحدة . عين 5 حزيران من كل عام من اجل القاء الضوء على المخاطر المحيطة بالبيئة . واتخاذ اجراءات سياسية وشعبية للحفاظ عليها .
لقد اعلنت الجمعية العامة في 15 كانون اول عام 1972 بان يكون 5 حزيران يوما عالميا للبيئة . ويأخذ الاحتفال بيوم البيئة العالمي اشكالا مختلفة ومنها المسيرات الشعبية والمهرجانات واحياء حفلات موسيقية ومسابقات لكتابة المقالات تنظمها المدارس . وحملات الاعمال التطوعية . وعادة يشارك في احتفالات يوم البيئة العالمي القيادات السياسية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء البية حيث يوجهون كلماتهم للحث على العمل من اجل الحفاظ على الارض . ويوم البيئة العالمي فرصة للتصديق من قبل الحكومات على اتفاقيات دولية خاصة بالبيئة .
ان البيئة اليوم تحظى باهتمام عالمي كبير لكثرة المشاكل البيئية وتهديدها عالميا. وان الشرق الاوسط نقطة تلتقي فيها العديد من التهديدات البيئية المتصاعدة . وفلسطين بشكل خاص شملها التدهور البيئي الذي نشأ على مدى عقود طويلة ونزاعات عديدة واخطرها الاحتلال الصهيوني الذي ادى الى استنزاف المصادر الطبيعية من اراضي ومياه . ونتيجة لهذا الاستنزاف فقدت البلاد مصادرها المائية الاساسية التي تؤثر بدورها على الزراعة في البلاد كذلك على المحميات الطبيعية . ومن خلال تدهور موارد الارض من تربة ومياه ونبات طبيعي اصبحت مشكلة التصحر من اخطر المسائل لبيئة فلسطين . وبجولة في مناطق فلسطين يتبين لنا ان هنالك مناطق عديدة عارية ، وبعودة الى الماضي الغني بغاباته الكثيرة المحاطة بحياة نباتية حيوانية ميزت بغابات البلوط بكل انواعه والصنوبر والسرو والخروب . الان نجد مناطق كثيرة قاحلة او شبه قاحلة .
ان الانسان هو الذي يحافظ على البيئة وهو نفسه الذي يدمر البيئة . فنشاطاته في ازالة الغابات ومحاطر تهدد ايضا النباتات من الانقراض بسبب التزايد الكبير في عدد السكان والتمدد العمراني الهائل وشق الشوارع وطرح المخلفات في كل مكان وفي كل تجاه .
ان العديد من الجبال والتلال جردها الانسان من احراشها بقطع اشجارها واستعمالها كوقود. وجردها من غطائها النباتي في استعماله الرعي المكثف . ان سؤ استخدام الانسان للارض منذ العصور القديمة ادى الى خرابها . ولا ننسى الحروب التي مرت في المنطقة والتي قطعت خلالها كميات كبيرة من الاشجار . وفي وقتنا الحاضر عمليات شق الطرق الكبيرة واقصد ما يقوم به الاحتلال من قطع اعداد كبيرة من الاشجار مما يؤدي الى تدمير التجمعات النباتية والحيوانية في المنطقة . وبالتالي تدمير الفلاح الفلسطيني وتدني معيشته . ولا ننسى ظروف الاكتظاظ السكاني في المخيمات وقطاع غزة الذي يولد مشاكل بيئية خطره على المجتمع الفلسطيني منها قلة المياه النظيفة ، مشكلة المجاري وعدم توفر مساكن صحية . وهذا ادى الى حياة صعبة فقيرة متدنية المعيشة لهؤلاء السكان الفلسطينيين المزدحمين في مخيماتهم وقطاعهم .
ان عدم النهوض ببنية تحتية في فلسطين ، منع الفلسطينيين من اقامة تنمية مستدامة وبالتالي غياب البنية التحتية الوطنية كانت مشكلة رئيسية امام التطور والتقدم ، حيث من خلال تواجد هذه البنية التحتية فانها في محصلتها الطبيعية ستخدم البيئة مما سيقدمه من خدمات اساسية ضرورية من شبكات الصرف ، تنقية المياه ، توفير مصادر مائية ، تشجيع زراعة الاشجار ، وضع نظام لجمع النفايات والعمل على المحافظة على بيئة سليمة من خلال تبني سياسات مستقبلية في ظل سلطة زطنية واعية لمفاهيم حماية البيئة لتعمل على التوازن البيئي بين التنمية من جهة والحفاظ على البيئة من جهة اخرى .
حتى لو اخذنا الدولة المستقلة والتي تملك حريتها في التخطيط والتنفيذ فانها لم تسيطر على المشاكل البيئية رغم ما تقدمه في هذا المجال . فكيف تكون الاوضاع للفلسطينيين ؟
ان الوسائل الضرورية للدراسات والابحاث من اجل التخطيط للمحافظة على البيئة غير متوفرة حتى المتخصصين في هذا المجال ينقصهم الواقع الشمولي للمنطقة حيث يعملون من خلال هذه النظرة الشمولية ، وعندما نخطط للبيئة بشكل لا ينحصر في منطقة محددة انما من منظار شمولي لوضع بيئي متكامل ويرافقه تعاون اقليمي متكافئ للجميع في المنطقة .