عن قدم أرمسترونج والهلال

الكاتب: وليد الشيخ

على ما يبدو ، فإنه في يوم 21 يوليو عام 1969 ، حطت أول قدم بشرية ( لرجل كافر على ما أعتقد ) على سطح تلك القطعة ( التي كنا نظن أنها بيضاء) والتي تسمى قمراً .

أما في يوم 3 حزيران 2019 ، فقد إختلف العرب المسلمون ، وهم جميعاً ، وكلهم ، على الأرض ، حول رؤية هلال شوال، بعد شخصت عيونهم ناحية الجهة الغربية من السماء بحثاً عنه . رآه البعض ولم يره الآخرون.

ليس هذا أمراً غريباً ، ولم يعد يثير لدي الحزن أو الضحك ، بل لا مبالاة عالية ، حتى أني أتسائل بيني وبين نفسي إن لم يكن الأمر برمته مجرد مزحة سمجة وطويلة .

إن أمة شهدت بيع النساء اليزيديات على شاشات التلفزيون وواصلت حياتها ، ليس غريباً عليها أن تتطاحن فيما بينها وهي تنظر للسماء، علها تلمح القمر وقد تقلص حجمه وصار هلالاً . أما وإن حجبته غيمة عالقة وسخيفة في مكان ما ، أو خانت الناظر عينه لأنه لم يذهب الى طبيب العيون منذ الأبد ، وتزاحمت الآراء ، فإن حرباً جديدة ليست غريبة على هذه الأمة العظيمة مثل ( داحس والغبراء ) ستعود من جديد .

ربما أيضا أن أحداً لن يتذكر ، أنه في مثل هذا اليوم عام 1967 ، كانت دولة الإحتلال قد بدأت تسيطر على ما تبقى من فلسطين وأجزاء من سوريا ومصر والأردن ، فيما عيون العرب تطارد هلالاً سارحاً في الجهة الغربية من السماء .