نشر بتاريخ: 08/06/2019 ( آخر تحديث: 09/06/2019 الساعة: 00:11 )
الكاتب: خالد جميل مسمار
عند دخولنا الى غزة في العام ١٩٩٥ بصحبة القائد الرمز ابو عمار..بعد الوداع الرسمي في مطار قرطاج .. وبعد فترة وجيزة من الاستقرار في القطاع سكنت في شقة للضيافة هناك مع اخوة اعزاء هم اللواء غازي مهنا ، نبيل ابو ردينة ، وغسان كمال ( ابو فراس) .
وعند دخولنا مدينتا الاثيرة الحبيبة "نابلس"..مع اعادة الانتشار واستلام المدينة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ، استضافني ابو فراس على طعام الغداء في منزل شقيقته وكنت واياه ندخل نابلس لاول مرة منذ خروجنا منها .. حيث غادرتها بعد العدوان الثلاثي على مصر في العام ١٩٥٦ لأعيش في كنف والدي حيث عمله في عمان.
ابو فراس ؛ رجل مناضل .. هادىءالطبع .. خفيض الصوت يظهر المودة والاحترام لكل من يعرف ولكل من يجيء لمقابلة الرمز ابو عمار حيث كان يعمل سكرتيرا خاصا له رحمه الله.
بحثت عنه بعد تقاعدنا فلم اوفق ربما لانشغالي او انشغاله لا ادري الى ان فوجئت بمقال للاخ العزيز اللواء عرابي كلوب ينعى فيه "ابو فراس"..ويتحدث عن تاريخه النضالي .. لكم كان مؤلماً لي ان لا أودع هذا المناضل الهادىء الذي سكنت معه في شقة واحدة فترة من الزمن الغزّي ..
وبالأمس .. كنت على اتصال مع صديقي وزميلي في صوت العاصفة الدكتور عبد البديع عراق لتهنئته بعيد الفطر السعيد والحديث عن ذكرياتنا في الإذاعة سواء في درعا او القاهرة وعن الصديق لمعي قمرجي ومحمد الدرهللي ومهندس الصوت الشاب المصري المبدع والفكة حسن ابو علي .. والذين التقيتهم في فترات متقطعة في القاهرة او عمان ..
فاذا بالدكتور عبد البديع يفجعني بخبر وفاة حسن ابو علي في بداية شهر رمضان المبارك .. اي منذ ايام فقط.
لقد رافقنا هذا المصري الفلسطيني العروبي منذ انطلاقة صوت العاصفة في ١١/٥/١٩٦٨ وبقي ملتزما معنا في حركة فتح حتى وفاته ..
كم هو أمر محزن ان نودع رفاق الدرب واحدا تلو الاخرى دون ان نلتقي الا في فترات متباعدة .
رحمك الله يا ابا فراس ..
رحمك الله يا حسن ابو علي ..
ونحن على الدرب سائرون .. وتلك مشيئة الله ..