نشر بتاريخ: 13/06/2019 ( آخر تحديث: 15/08/2019 الساعة: 15:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا أحد يتوقع الهدوء لصالح العرب في بحر العرب، وسواء وقعت مواجهة عسكرية أمريكية مع إيران او لم تقع فإن النتائج لا يمكن أن تكون لصالح الدول الخليجية . لأن إشعال الحرب في اليمن جريمة كبرى ستبقى اّثارها في المنطقة لثلاثين سنة قادمة والاّن حان دور العقاب.
لا فائدة من القول الاّن أن ترامب لا يستحق ولا دولار واحد من أموال العرب لانه أخذ ما أخذ ولن يعيده أبدا، بل يسخر منا على البث المباشر ويسحق ما تبقى من كرامة شعوب المنطقة.
ولا يهم الاّن من يضرب البوارج والسفن وناقلات النفط في الخليج، لا يهم الجهة لان النتيجة وقعت وصارت حوادث يومية تقوّض كل المشهد , قصف المطارات في السعودية والامارات وإغراق ناقلات النفط باتت هي الاخبار الاولى التي تبثها قنوات الخليج ، وهي نفس القنوات التي عرفها المشاهد العربي حين إنطلقت وهي تنقل وتبث سقوط العراق ودول بلاد الشام وشمال افريقيا ..
الملف اليمني من أصعب الملفات التي يمكن تخيّلها، ونحن نتحدث عن بلد عريق ومحارب شرس، ونحو 20 مليون مواطن يحملون ضعف العدد من الاسلحة ، فشل البريطانيون في اخضاعها، وحسب الروس لها ألف حساب وغرق عبد الناصر فيها ، كما تغرق فيها دول التحالف وسوف تدفع الغالي والنفيس حتى تنجو من لعنتها .
ترامب لا يريد ولا يستطيع انقاذ الدول العربية من اي خطر ، كما لا يريد ولا يستطيع حماية مطارات السعودية والامارات وغيرها .. الجيش الامريكي لم يدخل بلدا الا وتركه رمادا محترقا ونهب كنوزه وأفسد قواته وجعل عاليه أسفله لصالح الاحتلال الصهيوني .
نقرأ جميع التحليلات والمقالات ، ولا يوجد أي اثبات ان أمريكا تهتم لأمن اية مدينة سوى تل ابيب ، ومن اوهم نفسه أن امريكا واسرائيل مختلفتان فقد جنى على نفسه لا يهم الجيش الامريكي سوى حماية تل ابيب .
والجيش الامريكي واساطيله والاحتلال الاسرائيلي وقاذفاته وصواريخه وغواصاته لم يستطيعان حماية تل ابيب، فقد قصفها الفلسطينيون ودكوا سماءها دكا ، واذا غضبت خلية فلسطينية واحدة فان مطار بن غوريون يسقط وتحوّل رحلاته كما يغلق مطار دوف ومطارات الشمال اذا غضبت المقاومة اللبنانية.
الشركات الأمريكية والأسرائيلية تدفع دول الخليج الغني للغرق رويدا رويدا ، وتبيعها الاسلحة وتحرّضها على الصراع وهي تعرف النتيجة سلفا فاليمن لم يعد لديها ما تخسره ولكن عواصم الخليج لديها كل شئ لتخسره.
لا يوجد حل عسكري للأزمة، ولكن كلمة طيبة من اخ لأخيه وابتسامة واحدة من وزير خارجية خليجي للجيران ستكون كافية لوقف الحرب المجنونة الدائرة هناك والتي ستحرق كل الخليج لو استمرت عاما اّخر.
طالما نطلب الحماية من الأساطيل الامريكية فلا أمن ولا أمان لنا ، وطالما نطلب المشورة من شركات الأسلحة الصهيوينة التي غيّرت اسماءها لتبدو شركات اوروبية وأمريكية وكندية فلا مستقبل لنا ونحن ذاهبون نحو الأسوأ .