نشر بتاريخ: 21/06/2019 ( آخر تحديث: 21/06/2019 الساعة: 17:02 )
الكاتب: ربحي دولة
حركة التحرير الوطني انطلقت في ظل التراجع والهزيمة العربية وفي ظل السيطرة الاستعمارية على معظم الوطن العربي الذي قُسم نتيجة تقاسم الغنائم بين قوى الاستعمار العالمي .
جاء قرار القادة بإطلاق الشرارة الاولى من خلال عمل عسكري في الكيان الصهيوني قامت خلاله مجموعة فدائية بتفجير نفق عيلبون الذي كان يهدف الى تحويل مياه البحر الى الصحراء خدمة للتوسع الاستيطاني، وما لبثت الحركة أن تنطلق حتى عاشت الأمة انتكاسة جديدة بهزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل ما أبقى من فلسطين -الصفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية بمقدساتها.
نعم من هُنا شعرت الحركة بالخطر المُحدق بقضيتنا الفلسطينية التي كانت تتعرض لمحاولات شطبها عن الخارطة السياسية، إذ قامت بتشكيل مجموعات عسكرية للمواجهة مع الاحتلال وتسيير دوريات من الخارج باتجاه الوطن المحتل ، خاصة من الأراضي الأردنية .
وفي ظل تزايد الهجمات وارتفاع خسائر الاحتلال حاولت حكومة الاحتلال ووزير حربهم المدعو موشي ديان القضاء على ثورتنا الفلسطينية وإعد العدة لمهاجمة مواقع الثورة في منطقة الكرامة الأردنية، الا أن فدائيونا وبمساندة من الأحرار من ضباط وأفراد الجيش الأردني استطاعوا صد الهجوم وتكبيد العدو خسائر فادحة.
من هنا بدأت هذه الحركة بالتمدد وأصبح الجميع يتسابق على الالتحاق في صفوفها نظراً لمصداقيتها ولأهدافها ولقوة مقاتليها الذين استطاعوا تغيير معالم التاريخ فبعد
أن أطلق على جيش الاحتلال بعد هزيمته للجيوش العربية بالجيش الذي لا يقهر قهره رجال "فتح".. ومن هنا بدأت المؤامرات على ثورتنا ومحاولات احتوائها وخلق مواجهة معها وكان أهمها أحداث جرش عندما حدثت المواجة مع النظام الأردني والذي راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين وتدخل الراحل جمال عبد الناصر وتم عقد اتفاق عرف باتفاق القاهرة ينتقل بها مقاتلوا "فتح" وقواعدهم الى لبنان وبعد عدة سنوات وبدء الحرب اللبنانية ومحاولة إحداث مواجة مع النظام السوري الذي حاصر مخيماتنا وأشهرها تل الزعتر الذي قصف بالنيران السورية ، وفي هذه الأثناء كثفت مجموعات "فتح" العسكرية عملياتها في العمق الاسرائيلي وضرب أهدافها في كل مكان أشهرها عملية ميونخ الذي قامت لها مجموعة أيلول الأسود بقيادة محمد داود ابوداود وعقلها المدبر امين الهندي، فيما استمرت حالة المواجة مع الاحتلال حتى قيام شارون بشن حرب على قواعد الثورة في لبنان وكان لمقاتلي "فتح" الكلمة العليا في مواجهة العدوان الذي تحالف مع كل قوى الشر لارتكاب مجازر في صبرا وشاتيلا حيث خرجت الثورة من لبنان الى الدول العربية، ثم الى فلسطين .
عند اندلاع انتفاضة الحجارة تقدمت "فتح" الصفوف وقادة المعركة بكل اقتدار الى ان جاءت السلطة الوطنية وقيادة "فتح" لها، حيث تعرضت كما منذ تأسيسها الى العديد من المؤمرات من الداخل والخارج لاضعافها وإنهائها من الساحة الفلسطينية وتسواق بعض الأخوة مع هذه المؤامرات حتى قيام "حماس" بانقلابها الأسود على نفسها وعلى الشرعيـة بقوة السلاح وقتلت المئات من ابناء فتح . بقيت فتح صامدة في وجه كل العواصف حتى يومنا هذا وهي الحركة التي وقفت في وجه كل المخططات التصفوية لقضيتنا كلفت رمزنا الخالد باسر عرفات روحه وها هو المسلسل يتكرر مع خليفته الرئيس محمود عباس الذي تعرض لأقسى أنواع الضغط والحصار المالي الخانق من اجل تمرير المخططات "الامريصهيونية" لتصفية القضية من خلال ما يسمى "صفقة
العصر" ومؤتمر المنامة الاقتصادي.
وبعد كل هذا الصمود يُطل علينا المبعوث الأمريكي عبر تصريحاته بان "فتح" حجر عثرة أمام تقدم العملية السلمية .. نعم انها حجر عثرة وصخرة قوية عصية على الانكسار في وجه العدوان وفي وجه كل مخططات الاستعمار وستبقى كذلك لانها حجر الزاوية والحجر الأساس في كينونتنا الفلسطينية حتى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .