نشر بتاريخ: 23/06/2019 ( آخر تحديث: 23/06/2019 الساعة: 18:11 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
يعتقد معظم الاسرائيليين وهم مخطئون في اعتقادهم من انهم يوكلون امرهم في الحكم لمن هم الاقدر والاذكى فيهم لحمايتهم وحماية مصالحهم حيث لم يعد يخفى على احد من ان ذكاء حكام بني صهيون هؤلاء اصبح محصورا في محاولات يائسه منهم لتسويق بضائع فاسده وعلى راسها سرقة ارض الغير واستعبادهم بسوط ديمقراطي وذلك من خلال الابداع في تصنيع الكذب واعادة انتاجه لدرجه انهم اصبحوا يصدقون كذبهم وهذا ما نجح فيه النتن ياهو وزمرته على مدار فترات حكمه التي تتوجت اخيرا بفشل بعد نجاحه الانتخابي في المره الخامسه بمشيئة اعتقد انها الهيه لعل النتن ياهو يفارق المسرح السياسي في دورته الانتخابيه السادسه في سبتمبر القادم ليضع بذلك حدا لشره الشيطاني الذي جسده على مدى فترات حكمه السابقه والذي لم يسلم من شره هذا احد لا في المنطقه ولا في خارجها ولم يجني الاسرائيلييون انفسهم من هذا الحكم غير استعداء الاخرين وكرههم وهو ما يؤسس لمستقبل اسود ومظلم لهم في هذه المنطقه كما توقع لهم مؤرخهم بن موريس.
في المؤتمر الثامن لجريدة الجيروسالم بوست الاحد 16/6/2019 في نيويورك طالب الوزيرالصهيوني في حكومة الليكود غلعاد اردان، المجتمع الدولي بالضغط من اجل "ازاحة الرئيس الفسطيني من اجل تقدم العمليه الديبلوماسيه" وقد برر ذلك مستشهدا بما قاله الرئيس عباس بانه "لو بقي لدينا قرش واحد لاعطيناه لعائلات شهدائنا واسرانا " على اعتبار ان هؤلاء كما يزعم الوزير الصهيوني انهم قتلو يهود وارتكبوا اعمالا ارهابيه ضد مدنيين اسرائيليين.
واضح ان هذا الوزير كما رئيسه النتن لا يستحي وبالتالي بلغ فيهم الافتراء ليقولوا ما يشاؤون خصوصا وانهم يدركون تماما انه لا يوجد اصلا اي عمليه ديبلوماسيه بعد ان وأدوها في المهد منذ اليوم الاول الذي اعتلى فيه النتن ياهو سدة الحكم ويعلمون كذلك في ان شهداء فلسطين واسرى الحريه من الفلسطينيين القابعين خلف القضبان الاحتلاليه الصهيونيه هم الاشرف والانبل في هذا الشعب ولسبب واحد فقط انهم قدموا ارواحهم وحريتهم من اجل رفع الظلم عن شعبهم هذا الظلم الذي ما زال يمارسه عدو غير اخلاقي يمثله مثل هذا الوزير.ورئيسه ، هذا العدو الذي قام بقتل اطفال فلسطين من نقطة الصفر وحرق بعضهم وهم احياء وقتل المسعف والمقعد منهم وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها حتى انهم احرقوا الهواء الذي يتنفسه الغزيين بالفسفور الابيض هذا العدو الذي فقد انسلنيته بهذه الافعال هو الذي يجب ازاحته من قبل المجتمع الدولي وليس الرئيس الفلسطيني الذي لو ذهب فلن نجد من يملا كرسي الاعتدال الذي فُصِل على مقاسه لانه تربى وترعرع سياسيا على هذا الاعتدال فهو لم يحمل بندقيه طيلة حياته بالرغم من بيئة اللاءات الثلاث التي كانت تسود في كل محيطه الفلسطيني والعربي وهو الذي ما زال يبقي على باب التفاوض مواربا على امل ان يظهر ديكليرك صهيوني كما ذلك الجنوب افريقي الابيض الذي انهى عقودا من اللاانسانيه التي حكمت بلاده فيها ابان عهد الابارتهايد او الفصل العنصري الذي يشكل تواما سياميا مع سياسات الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين.
في هذا السياق يقفز الى ذاكرتي ما قاله ايهود باراك عشية انتخابه في سنة 1999 في رد على سؤال من جدعون ليفي لصحيفة هارتس، ماذا كنت ستفعل لو ولدت فلسطينيا فاجاب باراك بانه "كان سينضم لمنظمه ارهابيه" .
وكما اسلفت فان اعادة انتاج الكذب الصهيوني واعادة تغليفه كما هو الحال في مزاعم اردان لم تعد تنطلي على احد بما فيهم ما تبقى من عقلاء من بني جلدتهم واخرين من الحلفاء الاستراتيجيين وحماة هذا الكيان واهمهم رؤساء اميركا الذين لم يكونو يملكون من امر حكمهم شيئا عندما يتعلق الامر باسرائيل وذلك ابان جلوسهم على عرش البيت الابيض الا ان الله انطقهم قول الحق بعد ان نزلوا عن هذه العروش من امثال الرئيس كارتر وكلينتون الذين حملوا قيادات اسرائيل مسؤولية الفشل التفاوضي والفشل الديبلوماسي لحل الصراع الاسرائيلي الفسطيني وحتى الرئيس اوباما الذي انهى رئاسته بقرار 38 مليار دولار مساعدات لاسرائيل كان ابان فترتي حكمه يفرغ سموم قهره ومعاناته من النتن ياهو لبعض الخاصه جدا من المحيطين به من امثال الصحفي جفري غولدبيرغ الذي قال له اوباما في جلسات خاصه ان النتن ياهو سياسي جبان وهو اسير للمستوطنين وعليه فهو لن يقوم باي مبادره تصالحيه مع الفلسطينيين وهو لا يفهم المصالح العليا لبلده ويشكل بسياساته تهديد حقيقي لبلاده على المدى البعيد.
وبالعودة على ما بدانا به بخصوص ما طالب به الصهيوني المتطرف اردان المجتمع الدولي بعزل الرئيس الفلسطيني بعذر صهيوني اقبح من ذنب نقول له بان قرار الرئيس الفسطيني هو قرار اخلاقي ووطني بامتياز وهو قرار اجمع عليه الكل الفسطيني يسارا ويمينا ، علمانيا واسلاميا ومسيحيا وبالتالي كان الاولى باردان ان يطالب المجتمع الدولي بعزل الشعب الفسطيني كله.
ما سبق يمنحني الجرأة للقول في ان صمت المجتمع الدولي بحق هؤلاء المجرمين الصهاينه لا محاله اصبح معيبا بكل ما تعنيه الكلمه كونه قد بلغ حدا لا يعقبه غير الانفجار الذي اعتقد انه سيكون من الصعب جدا على اي كان اصلاح ما سيكسره هذا الانفجار وبالتالي لم يبقى امام اي ممن يعنيهم استقرار هذه المنطقه الذي يشكل استقرارها اساس استقرار العالم كله ليس امام هؤلاء غير الاستفاده من وجود هذا الرئيس الفلسطيني الثمانيني لانه لن يتكرر فهو اخر قلعة اعتدال في سلسلة صراع تجاوز السبعة عقود.