نشر بتاريخ: 29/06/2019 ( آخر تحديث: 29/06/2019 الساعة: 17:35 )
الكاتب: اللواء سمير عباهره
فشلت الولايات المتحدة الامريكية فشلا ذريعا في تغيير طبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بادخال عوامل جديدة عليه تمكنها من فرض نظريتها لاحداث تسوية سياسية بمقاييسها لا بمقاييس الشرعية الدولية ووفق القانون الدولي من خلال دعوتها لورشة عمل في البحرين والتي ارادت من خلالها تحويل القضية الفلسطينية الى قضية انسانية يمكن حلها بحفنة من الدولارات متنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة.
فقد اتضح من خلال سير اعمال هذه الورشة وما تمخض عنها من نتائج بان الهدف الاساسي للولايات المتحدة ليس الاتيان على تسوية الصراع بقدر العمل على تقديم اسرائيل في المنطقة العربية. وقد المح جاريد كوشنير الى بعض وسائل الاعلام (مراسلة 24new في البحرين) الى ان هذا المؤتمر هو نوع من تطبيع العلاقات بين الخليج واسرائيل وقال ان " التطبيع في مصلحة الجميع"
وربما كانت الولايات المتحدة تسعى في احد اهدافها الى حشد التأييد لعملية تطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل والعمل على فك الارتباط بين الحاضنة العربية والقضية الفلسطينية واخراجها نهائيا من عمقها العرب من خلال رفع درجة الخلافات العربية الفلسطينية بشكل يمكنها من التفرد بالفلسطينيين،وفي كلام المبعوث الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة رون بروسور: في مؤتمر البحرين، نجحوا في توحيد العالم العربي - هذه رسالة إلى الفلسطينيين دلالة على ذلك.
مرة اخرى تفشل الولايات المتحدة في لعب دورا متوازنا في عملية الصراع بل بقيت على انحيازها التام لصالح اسرائيل واستخدمت وسائل واساليب ترهيب كثيرة لسلب الفلسطينيين حقوقهم بدأً من قطع المساعدات المالية والتضييق على الاونروا واغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن وانتهاءً بمؤتمر البحرين الذي كان احد المحطات الرئيسة لتمرير صفقة القرن اما وانه فشل فستبقى الولايات المتحدة تفتش عن اساليب اخرى جديدة.
عوامل الحسم في افشال ورشة البحرين كانت كثيرة ومتعددة واهمها معيار الرفض الفلسطيني للمشاركة فيها وعدم الاعتراف بما تمخضت عنه من نتائج، اضافة الى ان هناك قوى عظمى تخلفت عن المشاركة وفي مقدمتها روسيا والصين وهذا تأكيد على رفضهم للسياسة الامريكية في تعاملها مع ابجديات الصراع كما تسعى روسيا ايضا من خلال عدم مشاركتها الى عدم الانجرار وراء السياسة الامريكية بل العمل على حفظ التوازنات والحد من اطلاق يد الولايات المتحدة للتفرد في مقاليد السياسة الدولية وتحديدا في مسألة تعتبر من اهم المشاكل التي تركت انعكاسات واضحة على السياسة الدولية والمتمثلة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.كما ان تخلف عددا من الدول العربية والاوروبية ساهم ايضا في عدم انجاح المؤتمر اضافة الى الن الدول المشاركة كان حضورها بمستوى متدني جدا وهذه رسالة فهمتها الولايات المتحدة جيدا.
الاوساط السياسية الامريكية والاعلام الامريكي كان متخوفا من فشل المؤتمر وهذا في حسابات السياسة مسألة مهمة جدا لان المؤتمر جاء قفزا على الشرعية الدولية والقانون الدولي، وقد اجمعت معظم وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية وعددا من السياسيين والدبلوماسيين الامريكين ان المؤتمر قد فشل في تمرير السياسة الامريكية. فقد اكد السفير الأمريكي السابق لدى اليمن جيرالد فيرستين: البحرين استضافت المؤتمر لاسترضاء واشنطن ، وليس لديها قناعة بأن الحدث سيخدم حل الصراع الإسرائيلي – العربي. وفي السياق ذاته اكد مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته: مؤتمر البحرين لا يهدف إلى جمع الأموال للفلسطينيين بل إلى النقاش والحصول على تغذية راجعة حول خطة السلام .. ولا يمكن تحقيق سلام اقتصادي دول حل سياسي أولا، في حين اعترف مراسل وول ستريت جورنال في البحرين: ما رأيته على الأرض هو مبادرة تطبيع خليجية - إسرائيلية وليس مبادرة سلام فلسطينية - إسرائيلية. هذا واشارت مجلة نيويورك تايمز بأن : ورشة البحرين قد فشلت في تقديم اغراءات للفلسطينيين.