الثلاثاء: 04/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

الى من تاّمروا في ورشة المنامة: أرفعوا ايديكم عن شعبنا

نشر بتاريخ: 02/07/2019 ( آخر تحديث: 02/07/2019 الساعة: 13:03 )

الكاتب: عيسى قراقع

ليس فقط صوت الاحياء والاحرار من وقف يندد بالمؤامرة التصفوية على القضية الفلسطينية في ورشة المنامة في البحرين، وانما الشهداء والاموات صرخوا ونددوا من قاع ابديتهم بهذه الورشة التي هدفها بيع حقوقالشعب الفلسطيني واستبدالالعدالة وحق تقرير المصير بالاموال والمشاريع واوهام الازدهار والاستثمار، فبعد 25 عاماً على وفاة الشاعر المناضل الكبير توفيق زياد، ها هو ينهض من جديد ويشارك ابناء شعبه وكل الشرفاء في العالم في رفع غطاء الشرعية عن صفقة القرن والمشروع الامريكي الهادف الى انهاء القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال ونظامه القمعي ضد شعبنا.

توفيق زياد رأيناه في شوارع الناصرة وسخنين والجليل وعرابة، في القدس ورام الله ونابلس والخليل يشارك في التظاهرات الشعبية التي انطلقت ضد ورشة البحرين واهدافها الخبيثه، يستنهض يوم اخر للارض والشعب يدافع عن الحق في الحياة والعدالة والكرامة والاستقلال، يتصدى للجنود والمستوطنين والجبناء والسماسرة، ويقف اليوم يصرخ بأعلى صوته:
كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل هنا على صدوركم باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج، كالصبار وفي عيونكم زوبعة من نار.

توفيق زياد هذا الرجل الرمز الخالد يستنفر الناس بكل ما يحمل من صفات الرجل المفكر والاديب والسياسي والبرلماني ونصير الانسان والفقراء والمضطهدين والشعوب المناضلة ضد الاستعمار والظلم، يوجه خطابه بأسم الضحايا والمبعدين و اللاجئين والمعدومين، وباسم اشجار فلسطين وكرومها وبحرها، يخاطب الشعب الفلسطيني الذي هب في كل المناطق يؤكد تمسكه بحقوقه العادلة متصدياً لما يحاك ويطبخ هناك في البحرين من مخططات تنسف الثوابت الوطنية والشرعيات والمرجعيات الدولية، وتفتح ابواب التطبيع وفرض المقايضة والمساومة على شعبنا على حساب حقوقه السياسية والوطنية
اناديكم اشد على اياديكم ابوس الارض تحت نعالكم واقول افديكم

توفيق زياد الذي طارده المحتلون في كل مكان، حاولوا اغتياله اكثر من مرة اعتقلوه وصلبوه في سجن طبريا والدامون، ضربوه وقمعوه ليسكتوا صوته الفلسطيني، لقد كان رأس الحربة في التصدي لليمين الاسرائيلي الفاشي والعنصري، كان يصرخ في وجوههم حتى داخل الكنيست الاسرائيلي قائلا متوعداً:
ان من يسلب حقاً بالقتال كيف يحمي حقه يوماً اذا الميزان مال.

في 5-7 تحل الذكرى ال25 على وفاة شاعر المقاومة والمناضل الاممي الشعبي رئيس بلدية الناصرة توفيق زياد، وفي هذه المناسبة يطلب من كل العالم ان يؤبنوا مؤتمر البحرين وينعوا نتائجه الفاشلة وفاءا لروحه ولأرواح كل الشهداء والراحلين، محذراً مما يجري من مخاطر على حق العودة للاجئين وعلى القدس وشرعنة التطبيع قبل حل الصراع وتشريع الضم والاستيطان وتدمير الهوية والكيانية الفلسطينية، وقد سمع الجميع روح توفيق زياد تخاطب المؤتمرين في ورشة المنامة قائلا:
ارفعواايديكمعنشعبنا لا تطعموا النار حطب كيف تحيون على ظهر سفينة وتعادون محيطاً من لهب. ارفعواايديكمعنشعبنا اننا للمرة الالف نقول: لا وحق الضوء من هذا التراب الحر لن نفقد ذرة اننا لن ننحني للنار والفولاذ يوما قيد شعرة.

يوم الارض الخالد يتجدد وينفجر بركانه مرة اخرى ومرات عديدة من روح توفيق زياد الذي طرد قائد الشرطة الاسرائيلية في الناصرة ومنعه من حضور جلسات بلدية الناصرة قائلاً له: الجلسة التي تكون مغلقة امام شعب الناصرة لن تكون مفتوحة امام مدير الشرطة، وكأن توفيق يقول للمشاركين في مؤتمر المنامة كيف تسمحوا بحضور الاسرائيليين الى الجلسات والشعب الفلسطيني غائباً وليس حاضراً، لن يمر أي قرار او مشروع دون ارادة شعب فلسطين، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان فالكرامة ليس لها ثمن وليس لها حساب، فاليسمع الجالسون في ورشة المنامة، فالتسمع كل الدنيا:
سنجوع ونعرى قطعاً نتقطع لكن لن نركعللقوة، للمال، للمدفع لن نخضع لن يخضع منا حتى طفل يرضع.

المناضل توفيق زياد رأيته في الشوارع والساحات يرفع العلم الفلسطيني، يحمل تابوته وينتصب، يحمل قيوده واوجاع السجن والايدي المسحوقة بالاغلال الدموية، يغني لعيون تتوقد خلف القضبان، للقامات المنتصبة في قلب الزنزانات الوحشية، يغني توفيق زياد في وجه الغازي المحتل وفي وجه التجار ومن يتساوقون مع الحل الامريكي الاسرائيلي قائلا:
الموت او الحرية هذي اغنيةتتحدى آلهة البطش لتبقىالارضالعربيةعربية.

في ذكرى توفيق زياد، وفي انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن التصفوية نجد الكبرياء الفلسطيني اقوى من كل جنون العجرفة والمساومة والضغط والابتزاز، لن يطعمونا الاحتلال وعنف الاحتلال وبقاء الاحتلال بالاموال العابرة والمشاريع، فأن تخاذل المتخاذلون وان انطفأت شمس العرب سيبقى :
في دمي مليون شمستتحدى الظلم المختلفةيدنا ثابتة ...ثابتة ويد الظالم مهما ثبتت مرتجفة

الشاعر المناضل توفيق زياد يخاطب المؤتمرين في المنامة بعد 25 عاما على رحيله قائلاً : ان الوطن لا يباع ولا يشترى فقد دفعنا كثيرا من دمنا الثمن، فأذا عطشنا نعصر الصخرا، ونأكل التراب ان جعنا ولا نرحل، وبالدم الزاكي لا نبخل، هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل.