الثلاثاء: 04/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

الامان والسلام في خطر كبير

نشر بتاريخ: 02/07/2019 ( آخر تحديث: 02/07/2019 الساعة: 20:44 )

الكاتب: ابراهيم فوزي عودة


جمعية الحياة البرية في فلسطين
امتاز هذا العصر بامكانيات تكنولوجية وعلمية وافثصادية غير مسبوقة . ومع ذلك تميّز بالانجرار بأنظمته السياسية ،الاقتصادية ،الاجتماعية والبيئية الى حافة الانهيار . وبالتالي العديد من خبراء العالم قلقون بشأن مستقبل الارض وسكّانها .
ونأخذ عيّنة من بعض المخاطر التي نواجهها :
النزاعات والاضطهاد
ذكر تقرير اعدته المفوضية السامية للامم المتحده لشؤون اللاجئين عام 2018 العام الماضي : نشهد الان اعلى مستويات مسجله للنزوح . اكثر من 68 مليون شخص اجبروا على الفرار من ديارهم . والسبب النزاعات والاضطهاد .
انعدام المساواة الاقتصادية
بحسب تقرير حديث لمنظمة اوكسفام العالمية . فإن ثروة 8 اشخاص في العالم تعادل ما يملكه نصف سكان الارض الاكثر فقرا . وتقول المنظمة : ان انظمتنا الاقتصادية الظالمة تضخ الاموال في جيوب النخبة الثرية . وذلك على حساب الأشد فقرا في المجتمع . ونتيجة هذه الفجوة تندلع اضطرابات اجتماعية . ويتوقع لها بعضهم التوسع نتيجة هذه الفجوة .
الجرائم الالكترونية
اصبح واضحا للجميع ان الانترنت مكان خطر الزيارة . وذلك لسوء الاستخدام بحيث اصبح وكرًا للمتحرشين ومخترقي البيانات . كما انه اصبح وسيله يفجر البشر من خلالها اسوأ صفاتهم وهي الميل الى الشر والوحشية .
تدهور البيئه
يذكر تقرير المخاطر العالمية لعام 2018 ان انواعا من الكائنات الحية تتناقص الى حد الانقراض الجماعي وان تلوث الهواء والبحر يشكل خطرا متزايدا على صحة الانسان . كذلك تناقص اعداد الحشرات بسرعة هائله في بعض البلدان وبما انها تلقح النباتات يحذر العلماء من حدوث حرب عالمية بيئية .
هذه عينة بسيطة . والسؤال هل في ايدينا تغيير الواقع حتى نعيش بامان وسلام ؟
يرى بعضهم ان للتعليم دورا في القضية . ويستمر السؤال اي تعليم ؟
ان مفتاح التغير معرفة اصل المشكلة . وهل يستطيع البشر ان يجدوا حلا للمشاكل الكثيرة التي تحرمنا الامان والسلام وتهدد مستقبلنا ؟ حتى يكون الحل ناجحا يجب معالجة الاسباب وراء المشكلة . معالجة اصل المشكلة . فمتى عرف الداء سهل الدواء .مثلا مشكلة المرض هذه الايام لدى العديد من الناس عندما تظهر اعراض المرض لا يبحث عن الاسباب وراءها . ويأخذ العلاج ادوية لتخفيف الالم . والنتيجة موت الانسان .
بنفس الاسلوب يتبع البشر معالجة امراض المجتمع . مثلا من اجل مكافحة الجريمة تعمل القوانين . وتعزز قوات الشرطة وحديثا تستخدم كاميرات المراقبة . ولربما تنجح الى حد ما لكنها لا تعالج الاسباب وراء المشكلة لأن المشكلة في تفكير الانسان ومشاعره ورغباته .
ان لدى البشر ميولاً خاطئة تدفعهم الى الاذية . والانسان للاسف أخفق في معالجتها .والقادم اسوأ ويزداد سوءا . هذا يحصل اليوم رغم المعلومات الهائله المتوفرة لدينا . ورغم قدرتنا على التواصل مع الاخرين اكثر من اي وقت مضى .
فماذا يعيقنا عن تحقيق الامان والسلام ؟ هل يفوق قدرتنا ؟ هلى نسعى وراء المستحيل ؟
ما دام المستقبل في ايدي البشر فسيكون مظلما بالتاكيد . لن يكون امان ولا سلام بمساعي بشرية او حكومات بشرية . وكلما تقدمنا زاد القلق اكثر فاكثر بشان مستقبلنا ومستقبل الارض .
لذا، تسعى المراكز المختصة بالبيئة بتوعية الناس وزيارة المواقع ونشر المطبوعات والمحافظة قدر الإمكان على كنوز الطبيعة الإنسانية والنباتية والحيوانية وعالم الطير. وتقدّم التقوى دستور الأخلاق المبني على الوصايا العشر. وتسعى بعض الدول ولاسيما ألمانيا إلى تشجيع "الخضر" أي النبات في الطبيعة وتخفيف التلوّث. وفي بلادنا أيضا عندنا مراكز لحماية البيئة مع أن الأولوية ليست لها بسبب قضيتنا وصعوبة موقفنا الإنساني والدولي.