السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا أحد يريد الحرب ولا أحد يريد السلام

نشر بتاريخ: 09/07/2019 ( آخر تحديث: 09/07/2019 الساعة: 13:00 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

أثبتت الأشهر الماضية أن جميع الأطراف تهدد بالحرب ولا أحد يريد الحرب . وأن جميع الأطراف تتحدث عن الإتفاقيات والسلام ولا أحد يريد السلام . لأن الجميع إستطاب الوضع القائم ولا يسعى لتغييره بأي شكل من الأشكال .
لا أحد يريد التغيير ، وبالذات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي لا همّ له الاّن سوى إعادة انتخابه للمنصب . وهو مستعد لقول أي شئ ليصل الى غايته ، وهو مستعد لعمل حرب " صغيرة " ليتجنب الحرب الكبيرة ، وهو مستعد لتوقيع اتفاق صغير حتى يتجنب الاتفاق الكبير . وقد إنتشر وباء نتانياهو ليتحوّل الى عدوى تصيب جميع "زعماء الشرق الأوسط" .
ترامب تورّط في الاعلان عن صفقة القرن ، لدرجة أنه لا يعرف ماذا يفعل الاّن !! وهو مستعد أن يوقع صفقة الأشهر وصفقة الأيام وصفقة الساعات ليتخلص من صداع صفقة القرن التي تلاحقه .
حماس تنظر بريبة وقلق الى جميع الإقتراحات التي تسعى لتغيير الواقع وموازين القوى في القطاع ومن مصلحتها الحفاظ على توازنات المرحلة القائمة ، لأن أي تغيير لن يكون في صالحها ، وهي مستعدة لخوض حرب "صغيرة " لتتجنب وقوع حرب كبيرة . ومستعدة لعمل أي اتفاق جزئي يعفيها من دفع ثمن إتفاق كبير مع الاحتلال يكون له أثمان سياسية قاسية .
السلطة لا تختلف عن الأطراف الأخرى فقد نجت بأعجوبة من ورشة البحرين ومن مقصلة صفقة القرن ، ورأت بأم عينها هشاشة الموقف العربي وأنه مجرد أداة في يد الامريكان . وما تريده واشنطن ينفذه الزعماء العرب غالبا .

السلطة لا تريد حربا ، ولا تريد إتفاقا سياسيا كبيرا يحطّم تاريخ منظمة التحرير .. والأنظمة العربية لا تريد سوى الهروب من هذه " المصيبة " التي سقطت على رؤوسهم ( صفقة القرن ) .

من مصلحة الجميع قبل الانتخابات الامريكية والانتخابات الاسرائيلية وربما الانتخابات الفلسطينية العودة الى ما كان عليه الجميع قبل ثلاثة أعوام .. وهذا ما يحاول الجميع فعله بطريقة تضمن لكل طرف أن يعلن لجمهوره أنه إنتصر في المعركة الكبرى التي لم نسمع بها سوى عبر وسائل الاعلام .