نشر بتاريخ: 10/07/2019 ( آخر تحديث: 10/07/2019 الساعة: 10:36 )
الكاتب: بهاء رحال
أنهى دولة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتيه زيارته إلى المملكة الأردنية الهاشمية والتي التقى خلالها مع دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور محمد الرزاز والتي جاءت لتمتين العلاقة الأردنية الفلسطينية الواحدة، تخللها توقيع اتفاقيات اقتصادية لتنمية وتطوير التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، كما وجاءت للتشاور في قضايا مختلفة تهدف لتمتين الجبهة الأردنية الفلسطينية الواحدة، وتعزيز مواقف البلدين في وجه المؤامرات الخارجية المحتملة للنيل من هذه المواقف المتنية والقوية والقادرة على اسقاط ما يعرف بصفقة القرن.
تعزيز العلاقة بين فلسطين والأردن في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة مصلحة عليا، ولها أهميتها الخاصة التي تجعل من مواقف البلدين جبهة واحدة قوية في وجه التحديات التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية فرضها بقوة هيمنتها ونفوذها، ولهذا تأخذ الزيارة أهمية خاصة في هذا الوقت بالذات، حيث يشتد الحصار السياسي والمالي ويضيق الأفق السياسي أمام التسوية العادلة التي يتطلع لها الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية.
تمتين العلاقة بين البلدين في ظل هذا الظرف الصعب واجبة، ولها أولوية خاصة، لتقطع كل المحاولات التي تستهدف وحدة البلدين الشقيقين وتماسك مواقفهم الموحدة القادرة على اسقاط كل مشاريع التسوية المشبوهة، وفي مقدمتها ما يعرف بصفقة القرن التي يلوح الرئيس الأمريكي بموعد الاعلان عنها، تلك الصفقة المرفوضة شعبياً ورسمياً ووطنياً كونها لا تقوم على أسس الحل العادل والسلام الشامل، ولا تحقق الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني.
لا شك بأن مواقف المملكة الأردنية عبر السنوات الماضية تشكل داعماً أساسياً وهاماً لتعزيز وتمتين الموقف الوطني الفلسطيني، تماماً كما هو الحال مع مواقف الدول العربية التي تجعل من الموقف الفلسطيني أكثر صلابة وقوة، خاصة تلك المواقف الصريحة مثل موقف الكويت من مؤتمر الخيانة الذي عقد في البحرين قبل عدة أيام، وهنا من واجبنا أن نشكر موقف الكويت حكومة وشعباً وبرلماناً والذين عبروا عن مواقفهم صراحة وعلانية، ووقفوا موقفاً شجاعاً وتكلموا بلسان عربي أصيل في وجه المؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية بشكل أساس كما وتستهدف المنطقة العربية برمتها.
خطوة هامة اتخذتها حكومة الدكتور محمد اشتيه، وزيارة في وقتها جاءت لتدحض أي ادعاء وأي تجني في ظل الظرف السياسي الصعب والمعقد، وهي تؤكد على عمق العلاقة الوثيقة والمتينة بين البلدين الشقيقين، كما وتفتح الباب أمام تبادل وتعاون اقتصادي مشترك لدرء بعض من أخطار الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها الاقتصاد الفلسطيني بفعل سرقة اسرائيل لأموال الضرائب والقرصنة التي تمارسها منذ أشهر مما وضع الخزينة الفلسطينية تحت الضغط الشديد.
المواقف العربية الداعمة للحق الفلسطيني هي ركيزة أساسية هامة وسط ما تشهده المنطقة من تحديات فرضتها الإدارة الأمريكية، وعلينا أن نكثف الجهود وأن نوظف الهمم تجاه اسقاط صفقة القرن الملعونة، وأن يكون هناك مواقف أكثر جدية عربياً واقليمياً ودولياً في مواجهة الصفقة التي تم وضعها من قبل دونالد ترامب وأركانه في البيت الأبيض، لتناسب مع كيان الاحتلال ومخططاته في الهيمنة والسيطرة وسلب المزيد من الحقوق الفلسطينية.