الثلاثاء: 04/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

ليبقى مبدأ التكافل على سلم أولوياتنا فننتصر

نشر بتاريخ: 13/07/2019 ( آخر تحديث: 13/07/2019 الساعة: 17:37 )

الكاتب: ربحي دولة

كثيراً من المعارك التي خاصها شعبنا والنكبات التي تعرض لها وما نتج عنها من عمليات قتل وتشريد وهدم للبيوت، وكم من عائلة نامت غنية وأصبحت فقيرة بسبب الاحتلال، وكم من عائلة بدأت حياتها من الصفر او ما دونه، لكن كل هذه النكبات لم تمنع شعبنا من القيام بواجبه وأن يُمارس الكرم المتجذر فيه، فكم من بيت فُتحت أبوابه استقبالاً للمشردين وكم من أرض أعطيت للذين اقتلعوا منها أرضاً كي يفلوحاها ويزرعوها و يعتاشوا منها .
نعم إن حالة التكافل الاجتماعي التي يُمارسها شعبنا تعتبر من أرقى ميزات هذا الشعب العظيم والتي تجلت بعد نكبة العام ١٩٤٨ ونكسة العام ١٩٦٧ و الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة والتي سطر شعبنا فيها أسمى آيات من التضحية والعطاء . كنا جميعا نعيش هذه الحالة وكنا نشاهد عمليات الإغاثة التي كان يمارسها شعبنا بحق المحتاجين، حيث كانت تهب كل قرية او مدينة لنصرة اختها وجارتها التي تتعرض للحصار او الإغلاق بفعل عصابات الاحتلال لتركيع هذه القرية او تلك ، لكن هذه القوافل التي كانت تسير ساهمت في صمود منتفضينا وكل قطاعات المجتمع التي شاركت بكل الأشكال في مواجهة قوات الاحتلال.
نعم إن ما يميز شعبنا رغم ضعف امكاناته المادية هي حالة التكافل التي يعيشها ويقوم بها من أجل إسناد من يحتاج، حيث اننا نلاحظ في دول العالم القوية وعلى رأسها امريكا آلاف من المشردين الذين يبيتون في الشوارع لا بيت لهم ولا مأوى على الرغم من البرامج الاجتماعية القوية المعمول بها في تلك الدول، إلا أن شعوبها تفتقر الى التكافل الاجتماعي التي تحتم عليهم تقديم يد العون والمساعدة.
وتتجلى حالة التكافل الاجتماعي في فلسطين في شهر رمضان المبارك الذي تنتشر فيه التكايا في عدة مدن فلسطينية وتنتشر الجمعيات والفعاليات التي تقوم على رعاية المسنين والأيتام وغيرها.
ان هذه الثقافة التي اكتسبناها من تعاليم ديننا الحنيف وكذلك للكرم المتأصل بشعبنا وامتنا العربية هو سر صمودنا واستمرارنا في مقارعة الاحتلال حتى الخلاص منه نحو الدولة المستقله وعاصمتها القدس الشريف. وفي ظل ما يعانيه شعبنا في هذه الأيام من حصار خانق من قبل حكومة الاحتلال ومن خلفها امريكا التي قطعت كل المساعدات عن شعبنا بحثاً عن تركيع هذا الشعب لتمرير المخططات الهادفة الى تصفية شعبنا وقضيته عن الخارطة السياسية فإنني ادعو شعبنا الى مزيد من التضحية والعطاء وأن يُمارس أصالته في التكافل الاجتماعي من أجل دعم صمود كل الفئات المحتاجة والمستهدفة من خلال تقديم المساعدات وإنشاء لجان تكافل اجتماعي في كل القرى والمُدن والمخيمات وأن يقوم كل واحد بواجبه اتجاه شعبه وأيضاً أدعو تجارنا الى خفض أسعار المواد الأساسية دعماً لشعبنا وكجزء من المشاركة في معركة التحرير، وهذا ليس بغريب على شعبنا الذي عودنا على الصمود خلف قيادته في مواجهة كل أنواع الأسلحة الموجهة ضده متسلحين بإيمانهم بعدالة قضيتهم وحتمية النصر على الأعداء.