الكاتب: منذر ارشيد
رسالة هامة إلى السيد الرئيس أبو مازن
السيد الرئيس حفظه الله
أكتب لك رسالتي هذه علها تصلك كما هي بلا زيادة أو نقصان،
وكم كنت أود أن أشرحها لك مواجهة ولكن حسب ما وصلني انك لا تحب رؤيتي.. والله أعلم
وأتمنى أن تتحملني فوالله إني لأصدقك القول ولربما أعُرفُك على ما يُخفونَه عنك وأضع لك الأمور على بلاطة
وأنا هنا أدعي أني أمثل طيفا لا بأس به من أبناء شعبنا الفلسطيني
صحيح أني لست منتخبا .. ولكني مخولا ومُنتدبا ..
بداية من واجبي أن أشيد بمواقفك الأخيرة وصمودك وشجاعتك في وجه العواصف العاتية العابرة للمحيطات
وما ترتب عليها من ظلم ذوي القربى المتحالفين مع رئيس الشياطين في البيت الأبيض، سود الله وجهه ووجه كل من تحالف معه.
ونؤكد على موقفك المشرف الذي ندعو الله أن يثبتك عليه
وستجد لك شعبا مساندا لك على الحق المبين. وان قراركم الذي اتخذتموه في اللجنة المركزية تأكيد على قرارات سابقة للمجلس المركزي لهو دليل توافق وتوحد قيادي ينسجم مع التوجهات الوحدوية الوطنية
ولعلي لا أبالغ بالقول أن شعبنا الفلسطيني ما زال كما هو رغم الظروف القاسية التي مرت خاصة أن الأمور تغيرت منذ عقدين من الزمن وقد أصبح الكل في محنة اقتصادية طوقت أعناق الجميع، مما حال دون التفاعل مع الأحداث كما يجب.. صحيح أن شعبنا لا يعمل على الريموت كنترول
ولكن إذا دقت ساعة العمل والتضحية فلا أسرع من نهوضه وتفاعله ومفاجآته..والتاريخ يثبت ذلك
سيادة الرئيس..
من المؤكد أنك تعيش في قلق وتخوف مما يحاك للوطن والشعب وقد تكشفت الأمور واتضحت معالمها،
فالمؤامرة دولية عالمية بامتياز، وأنت بوقفتك ومواقفك الأخيرة المشهوده، ولا ننسى الموقف الشعبي العربي الذي تناغم مع الموقف الفلسطيني الذي عطل حلقة مهمة من حلقات تلك المؤامرة في ورشة المنامة.
(مراجعة تاريخية ضرورية)
ولو تحدثنا بأثر رجعي عن المصيبة والكارثة لقلنا (أوسلو) التي كانت مصيدة وفخ نصب لنا بإحكام وقد تركنا القدس جوهرة فلسطين التي نتباكى عليها اليوم، تركناها للمراحل النهائية وها نحن ندفع الثمن.
وكما قلت سيادتك (رضينا في الهم والهم ما رضي فينا)
سيادة الرئيس..
بدون شك أنك بذلت جهوداً مضنية من أجل تحقيق الدولة والعاصمة ولكن للأسف راهنت على سراب ..
لم يشهد التاريخ زعيما بمواصفات ياسر عر فات فلربما حاولت أن تقلده في بعض الأمور ولكن لا يمكنك أن تكون مثله .. فأنت كأبو مازن مختلف تماما عن أبو عمار
وبدون شك أنك سياسي محنك وحاولت جاهداً أن تكون مقنعا للطرف الاخر ولكنهم ليسوا بصدد ذلك ففي رأسهم الوطن كله وليس لك شيء .. ورغم ذلك فاوضت وحاولت
لعلك تفوز ولو بالحد الأدنى..!
فماذا ستقدم من تنازلات أكثر مما كان ..!
وفي زمن أبو عمار ، إعتراف بإسرائيل على فلسطين التاريخية وتنازل عن أهم بنود الميثاق .. كل ذلك من أجل
(دولة على حدود حزيران والقدس عاصمة) أين هي..!؟
حتى وبعد أن منحتموهم أكثر مما يجب من إعترافات وتنازلا وشطب أهم بنود الميثاق.. أين وصلنا..!؟
وقد حاولت وحاولت وفاوضت بلا كلل ولا يأس، فكلما أوصدوا عليك الأبواب تفاجئهم بالدخول من النافذة ، ويقابلوك بالمراوغة ومن ثم الرفض والتنكر وينشروا ما يسيء لك، وسنوات من عمر شعبنا ذهبت هباءً.
أبو عمار كان داهية في كل شيء ففي السياسة قام بأعمال بهلوانية لا يتقنها الا المحترفين .. فكان يفاجئ الإسرائيليين في كل شيء ..تعامل معهم كشركاء وأصدقاء وحتى أبناء عم، فكان يمثل الزعل والحزن لحزنهم حتى أنه حضر جنازة رابين ومن ثم جنازة زوجته لئيا ، شاركهم في أحزانهم كي يُخجلهم، ولكن لا خجل ولا حياء، فكانت النتيجة أن قاموا باغتياله
على العموم ... فات الي فات ونحن أبناء حاضرنا اليوم الذي تشابكت فيه الأمور ..*والي شبكنا يخلصنا*
فما أحوجنا اليوم لنتوحد جميعا فصائل وتنظيمات وشعب ولكن يجب أن توضح الأمور وذلك بالإعلان صراحة عن إستراتيجية واضحة يُجمع عليها الكل الفلسطيني
فدعوتكم لحماس بالمصالحة ليست بجديدة وهي جديرة بالإحترام والدعم والتأييد، لأن الفرقة أضاعت الكثير من متطلبات صمود شعبنا ونضاله، ولا نريد أن نطيل في هذا الأمر فكل شيء بات معروفا خاصة الوصايات الإقليمية التي هي المانع والراعي للأنقسام (نحتاج لمعجزة)
وأعتقد الآن لا مجال لأحد للمراوغة فالقضية قضية الجميع
فدعوتك لهم أن ينضموا للإطار الأشمل وهو منظمة التحرير التي هي المرجعية لكل الشعب الفلسطيني ، فلا عذر لأحد بعد الآن وقد وضحت الصورة تماما،
سيادة الرئيس ..لا تنسَ شعبك في لبنان الذين زادت معاناتهم أضعافا مضاعفة، أليس من حقهم عليك أن تهتم بهم وتطالب الجهات الرسمية بالتوقف عن إذلالهم..!
الآن... لندخل في صلب الموضوع..
ألا وهو الوضع الداخلي الذي إما يشكل لكم القوة أو الضعف
سيادة الرئيس..أعتقد جازما بعد كل التجارب أن لا رهان لك بعد كل ما جرى إلا الشعب، وشعبك الفلسطيني هو الأساس والسقف والأعمدة التي يمكنك الارتكاز عليها وذلك ضمن شروط ومعطيات إذا توفرت ملكت العالم بين يديك
وإذا لم تتوفر.. (فكأنك يا بو زيد ما غزيت)؟؟؟؟
وكما أن إسرائيل تجاوزت مسألة التنسيق الأمني من خلال وضع جديد رهيب ألا وهو التنسيق المجتزء حيث قسمت الضفة إلى مناطق مستقلة ووضعت آلية للتنسيق المناطقي
وهو خطوة نحو تقسيم الوطن حسب المخطط المرسوم
ولا ننسى المخطط الذي وضعوه الخليل تحت حجة حماية مستوطنة كريات أربع بمباركة عملاء جاهزين
سيادة الرئيس ..
في الوضع الداخلي لا بد أن تعرف الحقائق كما هي وليس كما يصورها بعض المقربين منك من مستشارين وغيرهم مع الاحترام لبعضهم
لأنه من الواضح أنك لا تعلم الكثير عن مشاعر الناس
فأنت ترى في تجمعات تمثل التنظيم أو التنظيمات سواء في المجلس الثوري أو المركزية فلا ترى سوى التأييد والتسحيج والمبايعة
وهؤلاء معذورين لأسباب منها مكانتك وصفتك الرسمية والتنظيمية والاحترام لشخصك الكريم ومراعاة صحتك التي تأزمت في مرات عدة ، ونسأل الله أن ينعم عليك بالعافية ويبعد عنك السوء..مع الاحترام لإخواننا في المركزية والثوري والملحق المستجد المجلس الإستشاري .
ولكن هناك حقائق يجب أن تعرفها ربما لم يتجرأ أحد من ذوي الاختصاص لقولها لكم ،فمعظمهم متورطين في الفساد.
فالفساد الإداري والمالي والأخلاقي أخذ مساحة لا بأس بها
حتى أصبحنا لا نميز بين الصالح والطالح فالكل يتهم الآخر
واختلط الحابل بالنابل
وهذا الأمر لم يأتي صدفة وحتى أكون منصفا.. فالفساد لم يأتي بعهدك ، بل هو ميراث قديم سبق حتى أوسلو ومنذ أيام الثورة وبقي وتراكم وحملناه معنا إلى الوطن فالتقى الفاسدون القادمون إلى الوطن مع المقيمين وشكلوا حالة من الفوضى الساكنة التي تراكمت فاستقوت واشتد عودها حتى اصبحوا كالسرطان في جسد السلطة والوطن.
سيادة الرئيس ..
هناك قاعدة مهمة جدا في الحكم ألا وهي العلاقة بين الحاكم والمحكومين
وأي حاكم وأعني هنا الرئيس إذا لم يكن هناك إنسجاما بينه وبين محكوميه أي الشعب فتكون العلاقة عدمية
فما بالك بين رئيس فلسطين والشعب الفلسطيني ..!
وكما يقال (العدل أساس الملك.. وحصن الأمن والأمان)
وكما قلت لنترك لك السياسة ولنتحدث عن الوضع الداخلي.
فالقلعة كما تعرف سيادتك أي قلعة والتاريخ يشهد أنها لا تهزم إلا إذا فرغت من داخلها والفراغ لا يعني بالكمية والعدد ، لا بل بالنوعية ولو كانوا قلة أو الاف
فيكفي شخص واحد خائن أو فاسد يتسلل ويفتح الباب للعدو الخارجي فيسيطر على كل شيء
وكما قال الله تعالى..
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس..
وهذا لا يعني أن نسلم ونستسلم للفساد والفاسدين
فمهما حاولت وتذاكيت في السياسة وأنت تدخل في دهاليزها فإن لم تكن محصنا بجبهتك الداخلية فلا فائدة
فعلى سبيل المثال لا الحصر سمعنا من يصرخ ويقول ..
نبايعك حتى لو أن أبنائك حرامية..فهل برأيك هذا وأمثاله يحبونك ويؤيدونك..!!
ومن يقول ذلك وأمثاله هم الخطر على الوطن وعليك بالتحديد ..ومثل هذه الأصوات يجب أن تحاسب وصديق في توجهاتها .. فلا شيء عفوي هذه الأيام..!
أن سجن أريحا أصبح يسمى (مسلخ أريحا) وهناك أقاويل لا بل معلومات عن مظالم كبيرة وكثيرة ومعظمها بتقارير كيدية وعداوات شخصية لمصالح ضيقة نتمنى أن تنتهي هذه المشكلة من خلال إجرائها سريعة وفورية ..
الشعب يطالبك بالعمل ولو بالحد الأدنى في مكافحة الفساد
ليس مطلوبا منك أن تنصب المشانق ولا تفتح السجون
يكفي أن تأمر بقرارات إدارية بحق من سُلطت عليهم الأضواء والأمر لا يحتاج إلى تحقيق وتدقيق ،
فقط هناك من دخل حافي القدمين إلا من حذاء صُنع في الخليل .. الآن ينتعل تمساح صنع في إيطاليا ، وجلد غزال صنع في ألمانيا ومسامحينهم بالفلل والسيارات والارصدة في البنوك ..يغوروا بما كسبت أيديهم من حرام
وهؤلاء أصبحوا كالصراصير التي تختفي ولا تظهر إلا في العتمة
ومنهم السارق والمرتشي والمستغل والمتعامل والمتواطيء والمتئامر والكذاب والمنافق وووو الخ
نتفهم الوضع السابق والظروف التي حالت دون إنهاء دور البعض، الذين فرضتهم الظروف، ولكن أنتم الآن يا سيادة الرئيس دخلتم مرحلة جديدة لا تحتمل بقاء هؤلاء الذين أفسدوا حياة الناس
أن شعبكم لم يعد يجيد الصراخ وكاظمي الغيظ أكثر مما تتصور .. والناس ما عادت تحركهم الأهواء ولا ينطلقوا بكبسة زر.. ولكن لا تعرف كيف ومتى ينفجروا ..!
هناك مراكز قوى وديناصورات مال وسلاح ينتظروا غيابك
أطال الله في عمرك، وسينفجر الوضع لا قدر الله، ولا يمكن أن تقبل أن يكون من بعدك الطوفان..!
(اللجنة المركزية)
سيادة الرئيس أن اللجنة المركزية وخاصة القيادات الفاعلة واخص بالذكر الأخ عباس زكي والأخ محمود العالول وهؤلاء محط ثقة عند غالبية الناس وبعض الإخوة الطامحين مطالبون بأن يتقوا الله بفتح والوطن وان يكونوا عونا لك من أجل حماية ما تبقى من أمل، فالمركزية يجب ان يجمعها توافق ولا يجوز ان تكون متفرقة ولكل أجنده وهدف وتوجه شخصي منهم من ينتظرون غيابك بفارغ الصبر وأجبهم الوطني الان تقوية الموقف في مواجهة المؤامرة ، ففتح إن صلحت صلحت القضية وإن فسدت فسد كل شيء
وإذا كنت سيادتك تراهن على رتابة الأمور وتعود الناس والتأقلم مع هذا الوضع الخطير .. فالله في خلقه شؤون.
وكما قلت الأمر بكل بساطة قرارات ومراسيم إحالات على التقاعد ، لبعض الرموز التي تتبوأ مراكز في السلطة ،فمنهم بعمر نوح ومنهم بعمر آدم إلا يكفيهم ما كسبت أيديهم من مال حرام ،ألم يتعبوا ،الله لا يعطيهم العافية .. أما بعض المستشيخيين ففيهم البركة ورائحتهم وصلت لماليزيا وسنغافورة والبرتغال
كلمة أخيرة سيادة الرئيس
لا أتمنى لك إلا الخير والعافية والعمر المديد
يقول الكثيرون أنك تناور ولست جادا في طرحك وأنك سائر في الإتجاه الخطأ وما تقوم به مجرد تمثيل
وأنا اقول هذا غير صحيح ولا يمكن إلا أن تكون صادقا ً لأنك شجاع ولا يهمك أحد
وقد بات جلياً أن المطلوب منك أمريكيا وإسرائيليا وحتى عربيا أن توقع على المطلوب..وهم يدركون أنك الوحيد الذي يحب أن يوقع بصفتك ووضعك كرئيس للمنظمة
ولكنك لا ولن توقع .. وهذا يقيني
أما وأنت جاد في توجهك ومطالبات بالحقوق والثوابت
ولطمتك لترامب ونتنياهو وصفعهم مقابل صفقتهم
صدقني إذا كنت جاداً في توجهاتك فأنت الآن في عين العاصفة سيحاصروك كما حاصروا الشهيد أبو عمار ولربما يمنعوك من العوده إذا سافرت ، وربما يقتلوك.. فهرلاء برابرة نهجهم لا يتغير ، ولا تصدق أن أي مناورة بعد الآن ستفيدك ،خلاص انتهى التلاعب في السياسة
وأكرر .. سيقتلوك .. وأنا على يقين أنك تدرك ذلك.. بأنهم لن يرحموك .. والله الحامي
أخيرا ً.. ستقف أمام الله العادل الذي يعلم ما في نفسك وقد إئتمنك على شعب عظيم وقضية أعظم مسرى نبينا محمد ومهد المسيح عليهما الصلاة والسلام،
إنه الموقف العظيم الرهيب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاه بقلب سليم.
ولذلك لا تخف وتوكل على الله وابطش بالفاسدين وسيكون خلفك شعبك
لعل الله يقبلك ويرحمك ولتكن شهيداً وهنيئا لك
أللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه
والله من وراء القصد
مع فائق الإحترام ...