نشر بتاريخ: 04/08/2019 ( آخر تحديث: 04/08/2019 الساعة: 15:10 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
كميل ابوسليمان اسم لم يكن معروفا لي ولا اعتقد لغيري من منهم خارج لبنان لا خيرا ولا شرا الا انه وبعد ان اخذته العزة بالاثم اصبح معروفا ومتداولا على بعض وسائل الاعلام المهتمه بما يجري في منطقتنا الشرق اوسطيه حيث الاسماء يتم تداولها بحسب معايير الزمن الصهيواميركي الذي نعيشه بمقدار مواقف هؤلاء المعلنة بما يخص قضية العصر وهي قضية الشعب الفلسطيني والتي لا داعي لنفسر سبب كسبها لهذه التسميه وانما نذكر فقط انها قضية شعب اخذ على عاتقه التطبيق الفعلي لحقه الذي اقرته له الشرعية الدولية في تقرير مصيره غير القابل للتصرف او التفاوض وذلك على الارض التي بارك الله له فيها بان انجب فيها رسول المحبه والسلام نبي المعجزات عيسى المسيح عليه السلام وزادها بركة بان اسرى اليها ليلا بعبده ونبيه محمد خاتم الانبياء.
المذكور اعلاه وزير العمل اللبناني يبدو انه نزل الى الدرك الاسفل بان جعل من نفسه مزورا بدلا من وزير مقلد بذلك بعض الابواق التي ما انفكت تنبح على الفلسطينيين على انغام موسيقى الاراجوز ترمب بين الاونة والاخرى حيث يطلون برؤوسهم من جحورهم ليتطاولوا على الشعب الفلسطيني ثم يعودوا الى اماكنهم الطبيعية في جحورهم في اعماق مزابل التاريخ بعد ان يكتشفوا انهم ينبحون كفرا على من اصطفاهم الله ليكونوا في رباط الى يوم الدين حماة وسدنة للمقدسات المسيحية والاسلامية على ارض الانبياء وعليه نقول لكل الجاهلين بامر فلسطين واهلها من ان الله سيحمي هذه الارض المقدسة حيث سيبقى فيها بيت المقدس واكناف بيت المقدس عهده الهية لن يخذل الله اهلها وسينصرهم ولو بعد حين.
الاختلاف قياسا مع الاخرين هو ان وزير العمل اللبناني لم يتطاول نبحا على الشعب الفلسطيني كالذين ذكرناهم والذين اخرسهم صدى نتانة افتراتهم ولسنا بصدد استعراضها حتى لا تمس نتانتهم بما نحن بصدده في البحث عن ضمير تاه مع من تاهوا لهثا وراء اوهام زرعها ترمب في خيال المرتجفين الخائفين من العرب على عروشهم وهنا نحن بصدد الوزير المذكور الذي وللاسف قفز على كل ما هو منطقي بل وواقعي بان اتخذ قرارا او بالاحرى حكما بالاعدام الجماعي على 174 الف وبضع مئات فلسطيني لاجيء وجدوا انفسهم قسرا منذ 71 سنة يعيشون موزعين على 12 مخيما و156 تجمعا على الارض اللبنانية، وذلك بسبب الجوار الفلسطيني اللبناني الذي فرض نفسه على كل من فُرِضَت عليهم الهجرة بديلا عن الموت على يد عصابات العصر الصهيونية ابان النكبة سنة 1948، الامر الذي يفسر ان سبب هجرة الفلسطينيين من ضحايا مؤامرة قيام اسرائيل الى لبنان لم يكن ابدا بسبب الاختيار ولكنه الاجبار حيث وصلوا الى لبنان حاملين معهم كل ما وسعت جيوبهم وتحملت اكتافهم من حمله، بعضهم حمل معه الملايين نقدا وذهبا وهي التي انعشت السوق وبالتالي الاقتصاد اللبناني في حينه والى يومنا هذا والبعض الاخر حمل معه ابداعه ومفتاح بيته في ارض اجداده تاركا فيه ما هو اغلى من ان يجد له ثمنا الا وهو الجذور بعمر الاف السنين التي ما زال مرتبطا فيها تمده باستمرارية الحياة والتي لن يقبل عنها بديلا خصوصا وانه يعيش في مخيمات لجوء في لبنان تفتقر الى كافة مقومات حياة البشر.
تحمل الفلسطيني لقسوة الحياة ومرارتها على مدار سبعة عقود في مخيمات اللجوء في لبنان سببه هو الطاقة التي تمده بها هذه الجذور، طاقة تشعل في داخل كل فلسطيني لمجرد انه فلسطيني شعلة الامل في العودة للالتصاق بهذه الجذور على ارض الاجداد طال الزمان ام قصر حيث لا دفء ولا حياة كريمة لاي فلسطيني كتلك التي تمنحه اياها ارض اجداده التي هو ملحها والتي باركها الله من اجل ان يعيش عليها هذا الفلسطيني وليس غيره.
ما حصل في يوم مضى في لبنان من اراقة للدماء كان نقطة سوداء في تاريخ الاخوة الفلسطينية اللبنانية ونحن نُذَكِر بها فقط ولا نريدها ولا نتمنى لها ان تعود ولكن المتربصين بالاستقرار اللبناني من الاعداء المشتركين للشعبين ما زالوا يتحينون الفرص للايقاع بينهم حيث ان الوقيعة هذه المرة لن تكون كسابقتها ولا يعلم مداها غير الله وذلك لاسباب ان لم يعرفها الوزير فلا محالة هناك من يعرفها من الذين وهبهم الله البصيرة من العقلاء من الرؤساء الثلاثة لهذا البلد الذي سيبقى دين ضيافته للفلسطينيين عالقا في رقبة كل فلسطيني الى يوم العودة.
هذا التذكير موجه فقط للوزير المذكور الذي يبدو ان جهله باصراره على قراره المتعارض مع ابسط حقوق الانسان وكان لبنان اصبح ضيعة من ضياع عائلة ابوسليمان، هذا الجهل يحمل في ثناياه مسببات الموت الجماعي جوعا للفسطينيين المقيمين مؤقتا هناك وعليه اصبح استمرار هذا الوزير في موقعه يشكل خطرا على الامن القومي لبلده لبنان الذي وان جار على الفلسطينيين فانه (لبنان) يبقى وسيبقى عزيزا على قلب كل فلسطيني كما هو الحال مع كل بلاد العرب التي يعتبرها الفلسطينيين اوطانا لهم كما يعتبرون فلسطين وطنا لكل العرب.
لبنان بلد الحضاره والقيم ما زال يحكمه عقلاء القوم فيه يمثلهم الرؤساء عون والحريري وبري، رؤساء يتوسم فيهم كل الفلسطينيين وبالاخص المقيمين هناك بصفة مؤقتة، يتوسمون فيهم الانصاف، وذلك بان يُخرِسوا كل الاصوات التي تنطق كفرا باسمهم من امثال الوزير المذكور وهذا اضعف الايمان.