السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وننتظر نتائج الانتخابات الاسرائيلية في أيلول وتركيب حكومتها في نوفمبر

نشر بتاريخ: 06/08/2019 ( آخر تحديث: 06/08/2019 الساعة: 18:44 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يوجد أية بودار على أي حل لأية أزمة من الأزمات العالقة . لأن فشل نتانياهو في تشكيل الحكومة وحلّه للكنيست أدخل المنطقة كلها في حالة انتظار سلبية على المدى المنظور . وفي حال نجحت أشلاء الأحزاب وشظايا الكتل في اسرائيل بتركيب حكومة فإنها ستكون حكومة على الهاوية ولن تجرؤ على إتخاذ أي قرار بالسلام او الإنسحاب ولن تجرؤ على الإقتراب من أي ملف من الملفات النهائية .
بعد 17 ايلول القادم . لو نجح نتانياهو في تشكيل حكومة أخرى ، فان هدفه الأول والأخير سينحصر في استرضاء المستوطنين وجمهور اليمين امّا اذا نجح جنرالات ( أبيض أزرق ) بزعامة غانتس في تشكيل حكومة فانها ستكون حكومة جبانة تخشى المستوطنين ولا تزعحهم واذا نجح ليبرمان في تشكيل حكومة فانها ستكون حكومة مسخ مشوّهة رأسها علماني روسي يميني صهيوني وجسمها تجميع من مسلخ الاحزاب الصغيرة ، ستكون حكومة فاقدة للهوية السياسية .

وحتى اللحظة . لم تدخل القضية الفلسطينية في برامج الأحزاب الاسرائيلية الانتخابية ، وبإستثناء التهديد بحرب على غزة فإن القضية الفلسطينية ليست من أولويات أية كتلة في اسرائيل . ما يدل على أننا فقدنا قوة التأثير على الناخب الاسرائيلي وأن المستوطنين يلعبون بهذه الحكومات على هواهم .

الأزمة المالية المؤقتة تتحوّل الان الى أزمة طويلة فقد تجاوزت سبعة شهور والأزمة السياسية تتحوّل الى أزمة وجود بالنسبة للسلطة وهيبتها وأزمة القرن تتحوّل الى مواجهة كبرى بيننا وبين البيت الابيض . وراتب الشهر صار " راتب القرن " .
ولا يوجد أي طرف يستطيع الان ان يتخذ أية خطوة دراماتيكية كبيرة قبل شهر نوفمبر القادم . ومع نهاية العام تكون الاحزاب الامريكية قد دخلت مرحلة التحضير للانتخابات القادمة .

أمر واحد يمكن فهمه : ان اسرائيل لا تتعجل في حل مشاكل الفلسطينيين حتى لو ماتوا عطشا ، الّا اذا كانت هي تعاني من العطش .
لو يعاني الاحتلال خسائر مادية كبيرة لسارع لحل مشكلة الرواتب للفلسطينيين , لو عاني من الحصار سيعالج حصاره على الفلسطينيين , لو عانى من الاهمال سيتفهم معنى المفاوضات .
طالما اسرائيل لا تخسر شيئا . وطالما أنها في بحبوحة الإختيار ، فإنها لن ترفع الحصار المالي عن الفلسطينيين .