نشر بتاريخ: 16/08/2019 ( آخر تحديث: 16/08/2019 الساعة: 15:51 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قبل شهر من موعد الاقتراع ، دخلت إسرائيل مرحلة هستيريا الانتخابات بطريقة " مجنونة " وصار نتانياهو الهارب من تحقيقات الفساد التي ستودعه السجن أكثر خطورة وأكثر فجورا . ومن المؤكد أن نتانياهو - مثله مثل غيره من حكام المنطقة - جاهز لعمل ( أي شئ ) من أجل البقاء في الحكم , جاهز لعمل اتفاق وجاهز لعمل هدنة وجاهز لعمل حرب وجاهز ان يرقص بين القبور إن تطلب الامر ذلك ، المهم ان يبقى هو وأولاده وزوجته في منزل رئيس الحكومة في حي روميما بالقدس .
يقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أيهود أولمرت إن نتانياهو يتعامل مع أبو مازن كعدو ويتعامل مع حماس كصديق . ونتانياهو مستعد أيضا أن يتعامل مع الزعماء العرب كلهم كأعداء لو كان ذلك في مصلحته الشخصية .
ترامب تراجع عن إهتمامه بالقضية الفلسطينية ولم يعد يولي الأمر سوى بعض التغريدات على تويتر لصالح نجاح نتانياهو في الانتخابات القادمة ، كما ان طاقمه السياسي من المستوطنين ( فريدمان - جرينبلات - وكوشنير ) فقدا الهيبة السياسية في المنطقة وصارت زيارتهم لعواصم المنطقة ثقيلة ولا تحظى بترحاب شعبي ولا حكومي . ومنذ مؤتمر المنامة وحتى الان يمكن القول أن السفير المستوطن فريدمان ومعه كوشنير وجرينبلات مجرد موظفين صغار في الحملة الاعلانية الانتخابية لنتانياهو شخصيا وليس لحزب الليكود . ما يؤكد تراجع الهيبة الامريكية وانحسار تأثيرها في كل المنطقة من طهران الى موسكو ومن أنقرة الى تونس . امّا العواصم التي ظلّت تستقبلهم فانها تفعل ذلك من باب المجاملة وهي تعرف انهم لا يستطيعون فعل أي شئ سوى النباح لصالح فوز نتانياهو .
مصير الانتخابات الاسرائيلية القادمة سيتعلّق بيد أصوات الناخبين العرب واليهود الشرقيين واليهود الروس ، وهو امر معقّد ولا مجال الان للحديث عن خطورة تعقيده . وقد يصل الامر الى ان يمنح بعض اليهود الروس والشرقيين وحتى العرب أصواتهم الى ليبرمان لتشكيل حكومة قادمة من اجل اسقاط نتانياهو وزجّه في السجن بعد أن أخذ كل شعوب المنطقة رهائن بيده لصالح كرسي الحكم .
السلطة ضعيفة لدرجة لا يمكن وصفها ، وخطابات منظمة التحرير لا تزال تبحث عن حلول وسط بشكل حزين يثير الشفقة . فهي لا تدخل معركة ضد الاحتلال ولا تكملها حتى النهاية ، وسرعان ما تبحث عن حلول لا تستفز واشنطن وتل أبيب وهو أمر أثبت فشله في السابق . لان عدم استكمال المعركة يعطي نتانياهو الوهم بأنه انتصر ويزيد من توحّش الاحتلال ويرفع من مستوى وقاحة البيت الابيض .
التنظيمات الفلسطينية تستنفذ دورها التاريخي اذا بقيت تلعب دور المراسل الصحافي تارة ودور النخبة المنفصلة عن التضحيات تارة اخرى وتمطرنا كل يوم ببيانات الشجب والاستنكار . وفي حال بقي الوضع على هذا الحال ستبقى غزة إمارة اسلامية فقيرة ومحاصرة تحت حكم حماس لثلاثين سنة قادمة .
السلطة ومنظمة التحرير لا تريد رفع السلاح في وجه الاحتلال وهذا له تفسيره ومنطقه لديهما ، ولم يبق لها خيار سوى أن ترفع من سقف خطابها ليليق بحجم التضحيات وبشاعة الجرائم التي يمارسها الاحتلال يوميا مثل ( العودة الى طرد اسرائيل من الفيفيا وعدم سحب الطلب في قبل التصويت بلحظات والعمل على سلسلة منتظمة من الطلبات لطرد اسرائيل من المحافل الدولية وارهاقها كل شهر بطلب تصويت جديد - اعلان سحب اعتراف منظمة التحرير باسرائيل - طرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية وعدم مجاملة الحكومات العربية في هذا الشعار - سحب سفراء العرب من تل أبيب - إحتضان منظمة بي دي أس بكل قوة وعدم تمييع شعار مقاطعة اسرائيل من خلال القول بمقاطعة بضائع المستوطنات فقط " .
إنتظار نتائج انتخابات اسرائيل في 17 أيلول القادم ليس خطة ولن يكون خطة سياسية أبدا .. ويفترض أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية هي نتيجة لخطة نضالية شديدة البأس يقودها مؤمنون بضرورتها و لا مصالح شخصية لهم ببقاء الوضع الراهن على ما هو عليه .