نشر بتاريخ: 29/08/2019 ( آخر تحديث: 29/08/2019 الساعة: 19:31 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الإنتصارات الدبلوماسية التي حققتها الخارجية الفلسطينية في العقد الاخير في كفة ، و مؤامرة صفقة القرن ونقل بعض الدول وبعض الجزر سفاراتها الى القدس في كفة اخرى.
حيث تشتد مؤخرا دعوات العديد من القادة للرئيس ابو مازن لإعادة تشكيل وزارة الخارجية الفلسطينية بما يتلائم مع معاقبة الدول التي خرقت القانون الدولي وتعاونت مع الاحتلال ومع وزير خارجية امريكا المستوطن فريدمان فيما يتعلق بنقل مقر السفارات الى القدس.
وزير الخارجية الفلسطينية د. رياض المالكي يبدو ضمن تصنيف الحمائم أمام صقور المنظمة الذين يطالبون بتغليظ العقوبات ضد الدول التي تتجرأ وتنقل السفارات الى القدس، ويدعون الى معاقبة هذه الدول من خلال قطع العلاقات بشكل كامل ومرورا بتشكيل لوبي عربي واّخر اسلامي لمقاطعة هذه الدول وبضائعها وتعطيل عمل سفاراتها والتسبب بضرر كبير لمصالحها السياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط والعالم. بل إن فكرة طرد السفراء الاسرائيليين من العواصم العربية وسحب السفراء العرب من تل ابيب باتت مادة للبحث الجاد بين نخب فلسطينية ونخب مصرية واردنية وخليجية.
ومع اعلان هندوراس نيتها نقل قنصليتها من تل أبيب إلى القدس، ويلحق بها جزيرة ناورو .. يجد الفلسطينيون أنفسهم وسط حرب باردة جديدة مع الادارة الصهيونية الامريكية، وتضغط قوى صاحبة وزن ثقيل على الرئيس لاعلان سياسة متشددة وقاسية ضد هذه الدول ونقل ملف الخارجية الى اللجنة المركزية لحركة فتح أو من ينوب عنها للبدء في مرحلة جديدة أشد شراسة ومواجهة ولو تطلب الامر حربا دبلوماسية ضد الاستعمار الصهيوني والاستعمار الامريكي للقدس.
إن ما يحدث على صعيد العدوان الدبلوماسي المتواصل الذي يقوده السفير الأمريكي المستوطن فريدمان يزيد من شدة الدعوات إلى لتشكيل وزارة خارجية أكثر تشددا والانتقال بها من مرحلة (مهمات الإقناع) الى مرحلة (تدفيع الثمن) حتى يصار إلى حصاد ما زرعته الحركة الوطنية الفلسطينية منذ انطلاق الثورة المعاصرة.
مصدر كبير في دائرة صنع القرار قال إن الإنتاج الدبلوماسي الذي حصلت عليه فلسطين في الأمم المتحدة وفي مجموعة 77 وفي المؤتمر الإسلامي والقمم العربية هو ثمرة جهود الرئيس محمود عباس وعلينا الاّن أن نحصد النتائج.
وأضاف : لقد تعرضت الدبلوماسية الفلسطينية الى مأساة فظيعة في العام 2006، ولا نزال ندفع ثمن الانقسام الطائش حتى يومنا هذا، ما تسبب في التدمير العديد من العلاقات الراسخة وفقدان الثقة بين فلسطين والعديد من حلفائها التاريخيين.
الأوضاع على الارض في الأرض المحتلة تتطلب دبلوماسية تعبر عن الواقع الميداني وليس العكس. حيث يستحيل على أي وزارة أن ترسم سياسة وتطلب تجسيدها على الارض بسبب الجرائم اليومية للاحتلال.
لقد عمل وزير خارجية فلسطين د. رياض المالكي كل ما بوسعه منذ 2007، ولكن الاحتلال أوغل في جرائمه ولم يبق للخارجية الفلسطينية أي مسار للتحليق في أجواء دبلوماسية مناسبة لدولة.
بعد خسارة العديد من الدول الحليفة لفلسطين مثل الهند والبرازيل وهندوراس وغيرها. تستعد القيادة لتغيير استراتيجية وزارة الخارجية الفلسطينية من خلال تسليم الوزارة الى الجناح الاكثر ميولا نحو التنظيم بمفهومه الاقليمي بدلا عن تيار الدولة بمفومها الكلاسيكي.