نشر بتاريخ: 01/09/2019 ( آخر تحديث: 01/09/2019 الساعة: 16:03 )
الكاتب: الهام سامي
بعد قتلي لا اريد استنكار ولا شجبا ولا اريد عقد اجتماعات ولا اريد اكليلا على قبري او نعيا في جريدة. بعد قتلي اوارى الثرى والقاتل ينعم بقوة افضل وحرية اكثر وتطلق يديه فسادا ودمارا وتبقى النساء تحت الستار للكشف لاحقا عن قتيلة مثلي لتعاد الاجتماعات والاستنكارات وقد تطور الرد بالاغاني والمسرحيات ولاحقا تقد تقام حلقات رقص علينا نحن من نقتل وقد ترسم و تخلد صورنا على جدران المدن لتثير الحزن والضعف في نساء عائلتي وصديقات وباقي النساء والفتيات اللواتي لم ولن يسمع صوت استغاثتهن.
لم يفحص الطبيب عندي زيارتي له اذا كان المرض الذي اعاني منه هو العنف ولم تستطيع معلمتي ان ترى ان هناك عنف اعاني منه واحاول ان اخفيه ولم تكن المؤسسات التي تنتشر حولي تتقصى هذا الذي يجري معي.
العنف هو نوع من انواع السرطانات الشرسة الذي ينهش النساء يكتشف في مراحله النهائية او بعد الموت.
يا ترى من المسؤول عن كشف هذا العنف .
بعد قتلي ومماتي انا انادي باعلى الاصوات:
_ لا تخفوا الحقيقة ولا تعفوا عن الجاني انا لست مريضة ولم يؤدي مرضي الى انتحاري حذاروا تحويلي من ضحية الى قاتلة لذاتي.
_ لا تعفوا عن معلمتي ومديرتي ومرشدتي في المدرسة لانها لم تستطيع خالال دراستي من التعمق في تقييم حالتي والكشف عن كل المضايقات التي كنت اعاني منها ولم تستطيع الوصول معي لاتمكن من البوح حول ذاتي .
_ لا تعفوا عن كل زميلاتي وصديقاتي اللواتي كنت ابوح لهن احيانا بآهآتي.
_لا تعفوا عنهم فعند دخولي للجامعة تسارعت الكتل الطلابية لاخذ صوتي في الانتخابات لكنها لم ترى ذاتي المذبوحة على مقاعدة الدراسة.
_لا تعفوا عن اساتذة الجامعة والمرشد الموجهة لي سواء كان انثى او ذكر لم يرى سيل الدم في عيوني وفي انفاسي بقيت طالبة برقم لا يراني احد سوى ذاتي .
_لا تعفوا عن المركز المهني الذي تدربت به لاضمن تغطية نفقاتي واصرف على ذاتي وما تبقى لاسرتي فلم ترى يدي ترجف احيانا لانشغالي بمخاوفي .
_لا تعفوا عن اي مؤسسة نسويةاو غيرها من النوادي قريبة تعمل بحارتي وحي ومدينتي ولم تصل بيتي ولم تراني سو لحشد لتكبر امام الاخرين بمن حضر معها.
_لا تعفوا عن مركز للشرطة بجوار منزلي لم يسمع هاتفي الذي اتصل بهم ولم ينجد استغاثتي.
_لا تعفوا عن كل مكان ومؤسسة في هذا الوطن لم تسمع صراخي ولم ترى دمي يتدفق يوميا من الآهاتي .
_لا تعفوا عن اي صحيفة نشرت عن قتلي ولم تنشر يوما عن العنف الصامت الذي يدمر بيتي واسرتي ومجتمعي كليا لاحقا.
_لا تعفوا عن طبيب او ممرضة في المشفى الذي وصلت اليه ولم يحمني بحجة عدم ضمان حمايته.
لا تعفوا عن حارس الامن الذي تركهم يجهزون علي بالضرب والتهديد ولم يوقفهم ولم يمنعهم ولم يعتقلهم.
_لا تعفوا عن وكيل نيابة تامر على اخفاء ملفي او لم يتعمق في التحقيق مع جميع افراد اسرتي بحجة الصدمة.
_لا تعفوا عن اي حزب سياسي تآمر بالسكوت على قتل النساء بحجة الوضع السياسي والامني للوطن.
_لا تعفوا عن اي مسؤول تغاضى عن العنف ضد النساء بحوجة السلم الاهلي بضغط من رجال الدين والاحزاب السياسية ولم يمنع خطبهم وبياناتهم في الشارع.
_لا تعفوا عن السلطة الدينية المتمثلة بهيئاتها المطبقة على انفاسنا بحجة الشريعة الوضعية التي في الكثير منها لا تستند الى القران وتفسيراته الواسعة وتقتصر على تغذية الشريعة بالعادات والتقاليد التي تعزز دونيتي كامراة.
_لا تعفوا عن المشرع الفلسطيني منذ بدا التشريع في فلسطين اي منذ 1996 في المجلس التشريعي الاول والذي استثني تعديد وتطوير وتوحيد التشريعات التي تحمي المواطن المراة في علاقاتها الاسرية وتحمي المواطنين بعلاقتهم مع بعض قانون الاحوال الشخصية وقانون العقوبات.
لا تعفوا ابدا لمن يستغل ضعف النساء الجمعي ويتهاون في باستصغار التعديلات لارتباطها بمصالحة الذاتية والفردية.
_ لا تعفوا عن من يهول من خوف الشارع الجاهل للتغير ولم يعمل شيئا لتغيير هذا الشارع بل يجعل من عصا يهش بها على من يطمح الى التغيير .
_لا تعفوا عن كل من يلاحق قضيتي ويحاول طمس المؤشرات لقتلي ويصدر تقريرا بانني اعاني من خلل عضوي او نفسي ادى الى مماتي.
_لا تعفوا عن محقق لم يفكر في اكثر من اني مت وانتهيت فلا داعي لاستكمال الملفات وتحفظ بان انتحاري هو السبب ولو لم امت يمكن ان يتهمني باني الجاني ليقدمني للمحاكم.
_ لا تعفوا عن كل مسؤول وموظف وعامل و الذي يعمل ويدعي ان مصلحة المواطن هي الاولى. فهذا قاتلي لانه لم يرانا سوى مصدر لدعم السلطة بالضرائب وصوتي الانتخابي.
_حاكموا كل موقع ومكان ومؤسسة قريبة مني ومني وعشت في احضانها وابدؤا من بيتي ومن مدرستي ومن المؤسسة القريبة لقلبي التي كنت اقضي فيها وقتي وانا طفلة ولم تقم يوما بوقف جنوح الجاني القريب مني ولم تقم بتسليح ذاتي.
حاكمو الشعت الصامت انا مت اليوم فمن تكون اليوم التالي.
حاولوا الكشف المبكر عن حالات القتل التالية وإلا فنحن المقتولات لا نريد بيانا ولا شجبا ولا اي شكل من النضالات التي لم تنهي ورود نساء مقتولات الى مقابرنا نريد ان يجف الدم لنحيا بقوة حتى بعد الممات باجساد نساء اخريات.
فقتل النساء عار علينا.