نشر بتاريخ: 04/09/2019 ( آخر تحديث: 04/09/2019 الساعة: 21:23 )
الكاتب: ابراهيم فوزي عودة
ان الزواج هو رباط بين شخصين تختلف شخصيتهما بسبب اختلاف بيئتهما وطريقة تربيتهما . وان على الزوجين بذل جهود كبيره كي ينجحا علاقتهما . والامر يستحق العناء لانهما سيحصدان السعادة في نهاية الامر . وهذا الرباط والتفاهم تبدأ جذوره عند التعارف ومرحلة الخطوبة وصولا للاستعدادات للزواج .والغريب انه يحدث احيانا خلاف المفروض ، فمثلا في استعدادات الخطوبة تحصل اشكاليه على استعراض المظاهر مثل اية قاعة اي محل ورد من المحلات الموجوده والخطيبة تشترط من اغلى المحلات لان صديقتها او قريبة لها اخذت وتباهت باغلى المحلات وتفاصيل شكلية تحاول الخطيبه ان تفرض رأيها بناء على مظاهر كذابه تصل احيانا الى فسخ الخطوبة قبل حدوثها .
ونلاحظ كذلك في استعدادات الزواج هذه الايام التركيز على النواحي المادية التي تخرج احيانا عن المنطق في المبالغة في نفقات الزواج التي معظمها يذهب في يوم الزواج لتبقى الديون المتراكمة سنوات بعد الزواج والتي من شأنها اضعاف تلك الرابطة بين الزوجين والتي يجب ان تكون رابطا مبنيا على الثقة والاحترام والاحساس بالسمؤولية والنظرة المستقبلية للأسرة وتربية الاولاد .وهذه المسؤولية يجب ان تبدأ منذ الخطوبة بحيث تكون نفقاتها فقط الضروريات لتلك المناسبة بعيدا عن السهرات والعشاء والزينة والفستان الغالي الذي بامكانه ان يكون جميلا وليس غاليا ، محتشما كما توصي المبادئ الدينية . وعندما تأتي الى مصاريف العرس هنا تكمن المشكلة . فمصاريف العرس هذه الايام كبيرة ومتعبة ومنهكة للعريس ، ليس لانها كذلك بل التقليد الاعمى والمباهاة المزيفة تكمن وراء ذلك .فالعروس وللامانة ام العروس تقارن عرس ابنتها بأغلى مصاريف عرس في بلدتها بغض النظر عن اختلاف الامكانيات المادية .يركزون على اسماء المحلات سواء للتزيين بالورد او الفستان الذي يستعمل لنصف يوم والسهرة التي اصبحت سهرات وهي مكلفة وغير ضرورية مثلا سهرة الحنة التي ممكن ان تقتصر على المقربين وتكون في بيت العريس . ان المصاريف الباهظة للعرس وغير الضرورية تقع على عائق العريس فمنهم من يقترض ومنهم من يكتب شيكات ويصبح بعد العرس مهددا بالسجن وتكثر المشاكل بعد الزواج بسبب تلك المصاريف .
واصبحنا نسمع عن حالات طلاق كثيرة في الوسط المسيحي لدرجة انه خيل لغير المسيحي ان هنالك طلاق في المسيحية . ان المبادئ المسيحية لا تتغير لا طلاق في المسيحية .المبدأ ثابت لا يتغير .
وسمعنا كل عام عن اجتماعات للعائلات سواء الكبيرة او الصغيرة هدفها الحد من ظاهرة التكلفة العالية وغير الضرورية للزواج وللاسف جميعها فشلت واستمرت التكاليف الباهظة للعرس واستمرت الديون واستمرت المشاكل بعد الزواج . لذلك لا بد من بدائل نفكر بها للتقليل من نفقات الزواج التي جعلت الكثرين يؤجلون الزواج لدرجة ان البعض وصل مرحلة تجاوزت سن الزواج .
تقول الامثال 16 : 20 ( من يعرب بصيرة في امر يجد خيرا .) ويصح ذلك في الزواج والحياة العائلية . وكلمة الله هي افضل مصدر لنيل البصيرة والحكمة .
هذه الامور المهمة في الزواج ولا يقاس الزواج الناجح بكثرة نفقاته بل العكس هذه النفقات الكثيرة التي تراكم الديون بعد الزواج تكون سببا في خلق المشاكل بين الزوجين .وكثير من الازواج بعد الزواج يندمون على المصاريف التي لا حاجة لها وليست من اساسيات الزواج . ولكن يندمون بعد فوات الاوان وللاسف غيرهم من المقدمين على الزواج لا يتعلمون المغزى .
ان التواصل الجيد بين الزوجين يقوي رباط الزواج وهو الاهم في زواج ناجح . وفي عبرانين (ليكن الزواج مكرما لدى الكل .) ان عماد الزواج هو المحبة التي تشكل رباط وحدة كاملا . والحب الحقيقي ينمو بين الزوجين الوفيين فيما يعيشان الحياة معا بحلوها ومرها .حتى انهما يصبحان صديقين حميمين يستمتعان كثيرا واحدهما برفقة الاخر . والمحبة تدفع الزوجين الى معرفة بعضهما بعضا . وهذه المعرفة تغذي حبهما وتعمقه رغم نقائصهما . فالزواج الناجح هو الذي يقوي بمرور الزمن . لذا أسأل نفسك أاعرف رفيق زواجي ؟ هل افهم كيف يشعر او يفكر ؟ هل اتأمل في صفاته الحسنة التي جذبتني اليه ؟
تتعالى الاصوات كل صيفية حول موضوع تكاليف المناسبات بشكل عام والاعراس بشكل خاص . وتأثيرها على حياة الاسرة .
ولا ننسى الازمة الاقتصادية العالمية ونصيبنا الاكبر في فلسطين لوجود المحتل الذي يزيد العبء على رب الاسرة .
نحتاج ان يبادر المسؤولون واصحاب رؤوس الاموال لكي يتشجع متواضعو الحال الذين يحاولون تقليد غيرهم من المقتدرين . انها مصاريف باهظة لامور وقتية قد تستمر ساعات فقط مثل ورد الزينة الذي يصل في بعض المناسبات إلى عشرة الاف شاقل ليوزع على المدعوين بعد انتهاء العرس لينتهي به الامر الى حاوية النفايات .
اننا ندق ناقوس الخطر من هذه المصاريف غير الضرورية والتي هدفها الاستعراض فقط وخاصة ونحن والعالم مقبلون على ازمات اقتصادية وضيقات تحتاج كل التدبير والحكمة في ادارة شؤون الاسرة .