الإثنين: 03/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

اللاجئون الفلسطينيون والحراك اللبناني

نشر بتاريخ: 03/11/2019 ( آخر تحديث: 03/11/2019 الساعة: 10:29 )

الكاتب: عماد عفانه

رغم حرص اللاجئون الفلسطينيون على الابتعاد عن المشاركة الفعلية في المظاهرات الشعبية في الساحات اللبنانية، وتأكيدهم في بيانات ومواقف سياسية منفصلة، دعمهم لثورة الشعب اللبناني الشقيق، وإعلان عزوفهم عن مشاركته الاعتصامات، نظراً لخصوصية وضع اللاجئين الفلسطينيين كضيوف في هذا البلد، لحرصهم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان المضيف، كي لا يجنوا سلبيات التجاذبات الداخلية.
إلا أن حضورهم المعنوي أثبت نفسه في مختلف الساحات اللبنانية، عبرت عنه رسائل التحية التي قدمها المنتفضون اللبنانيون لهم، عبر رفعهم للأعلام والكوفية الفلسطينية على أنغام الأغاني الفلكلورية الفلسطينية، مثل "عليّ الكوفية ووين على رام الله".
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعتبرون أنفسهم ضيوف على هذا البلد، ولا يريدون من حراك اللبنانيين الثوري سوى التأكيد على وحدة الدم الفلسطيني واللبناني، كما يودون أن ينجح هذ الحراك في تعديل أو الغاء القوانين السياسية المجحفة، التي سنتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة بحق اللاجئين الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، والتي كان آخر مظاهرها إجراءات وزير العمل المستقيل "كميل أبو سليمان" وعدم استثنائه الفلسطينيين من "حملة مكافحة العمالة الأجنبية"، ما فجر الغضب في المخيمات طيلة شهرين كاملين.
 الفلسطينيون في لبنان يتمنون للحراك الشعبي اللبناني النجاح، وللبنان الرفاهية والازدهار، لأن نتيجة هذا الحراك سيعكس نفسه حتما على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان تحت سقف القانون، ولا يقبلون مخالفة القانون، لكنهم في ذات الوقت يرغبون من هذا القانون ان يكون منصفا لهم، وأن يؤمن لهم حياة كريمة كضيوف حتى عودتهم إلى وطنهم وبلداتهم التي هجروا منها.
ويحرص الفلسطينيون في لبنان وفي كافة بلدان العالم، على التزام الحياد، وعدم التدخل في شؤون تلك البلدان، وينأون بأنفسهم عن أية خلافات بينية داخلية، طالما اكتوى الفلسطينيون.
فالمشاركة في الحراك اللبناني ليس من مصلحة أحد من الفلسطينيين، لكنهم في ذات الوقت يرغبون بمشاركة اللبنانيين في خندق النضال ضد العدو الصهيوني كعدو مشترك لكل الأمة العربية.

لبنان مستقر سياسياً وأمنياً واقتصادياً هو مصلحة فلسطينية كما هو مصلحة لبنانية، واللاجئون الفلسطينيون يشاركون اللبنانيون آمالهم وطموحاتهم بتحسين الواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والمعيشي، بشكل سينسحب حتما على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، فانتخاب طبقة سياسية تحقق العدالة الاجتماعية للشعب اللبناني من شأنها أن تعمل على منح اللاجئ الفلسطيني حقوقه الاجتماعية والمدنية التي ضمنتها له المواثيق الدولية.