|
تجربتي مع الصمت الإجباري
نشر بتاريخ: 16/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
بقلم: الكاتبة والروائية خالدة غوشه
الغاية التي اجتذبتني إلى عرض هذه التجربة في مقالتي هذه، هو ما يعطي القاريء فكرة واضحة نوعا ما لمعالجة سلوك الإنسان في قول ما يريد بحرية مطلقة بحكم حاسة النطق التي وهبنا اياها الله سبحانه وتعالى. هي تجربه مؤلمة حزينة لكنها تُوجَت في القوة، وعززت لدي مناعة عالية من سلوك ردة الفعل السريعة في النطق في أي حوار، كما أنني تحريت في نفسي عن فكرة التبسيط والتوضيح، حاولت طيلة هذه المدة أن أستطيع تقبل أنني لأأتكلم، لكن في لحظات وأنا بين الأصدقاء المقربين والصديقات والزوار يصيبني توتر لأنني لم أقدر أن أعبر عن ذاتي وما أريد، رغم أنني أكتب إلا أن في تلك اللحظات لا أستطيع الكتابه أبداً، فما بداخلي خرج من حنجرتي وأحبالي الصوتيه أسرع من القلم لكن أنا الوحيدة التي سمعته وطبعا الله أيضا لكن هنا أوضح جزئية التوتر في لحظات معينة، لكن بعد دقائق أهدأ وأغمض عيني لدقيقة، ومن ثم خلصت إلى تقسيم الدوافع لأبين لنفسي بيان الاولوية والثانوية من هذه المرحلة بحياتي. لم أرغب أن أقتنع بأن هذا فقط مجرد وقت من المرض والعلاج ليلتئم جرح العملية في الاوتار الصوتية، لا أبداً لم أنظر لمرضي من البداية أنه مرض إلا أنني أخذته على محمل الجد لينقلني لمرحلة جديدة اختارها الله لي خيرا وأنا مقتنعة ومؤمنة ايمانا مطلقا ان الله لا يختار لي الشر ولو كان بنظري كإنسانه لاتعلم بالغيب أن هذا شر لكن خلفه حكمة ورسالة ورحمة. فكرت للحظة في حالة الصمت الاجباري هل قدرتي على الصمت هي حالة مكتسبة من الماضي حين كنت التزم الصمت في مواقف جارحه في حقي كانسانه؟ ولا يفوتني أن اوضح كل ذلك بالامثلة، أم هذا الصمت جاء اجباريا ليدعم تجربتي الفطرية التي تمنيتها أن تنمو في وقت لا استطيع البوح به . سأتحدث لكم في صمتي هذا عن الحياة اللاشعورية التي أمر بها وكأني في إجازة من الانخراط والتفاهم مع الجميع، كنت أشعر بجهازي التنفسي أكثر شي وأسمعه أكثر مما أسمع من حولي وكأن صوت جهازي التنفسي مدرب لياقه في نادي رياضي لنفسي المتعبة. هذا صراع قوي بين الحق في أن أتكلم والحق بأن أصمت كي يبقى جهازي التنفسي يعمل!!! قررت أن اكتشف أي من الحواس الاثنتين استخدمت أكثر السمع أم البصر في تجربة الصمت، اكتشفت أن البصر كانت اهم واقوى من السمع عندي هي التي تأخذني لفتح العين الثالثة وهي البصيرة، قررت أن اختصر السمع، وبعض من المقربين ممن زاروني كانوا يحاولون أن يرسموا البسمه على شفتي ويقولون ممتاز اننا أخذنا راحو من صوتك لنتكلم نحن وانت فقط مستمعة، كنت ابتسم ابتسامة وفي عيوني نظره اقول لهم انا صحيح لا اتكلم ولكن ايضا لا اسمعكم انا كنت اقرأ عيونكم ولغة جسدكم لأعزز قضية نعمة الحواس التي وهبنا اياها الله ونحن لاندرك قميتها، نعم انا اقول لكم لا ندرك قيمة اصغر شرين بجسدنا الا حين يتوقف عن العمل، حينها يعمل تلقائيا خلل لكل الجسد، اما الشيء الوحيد الذي لا يتأثر بأي حاسة تتوقف هو الروح تبقى هائمة بين الاكتشاف والتعرف على الذات وهيهات هيهات ان ندرك انفسنا ونعمة هذا المخلوق الانسان لمَ جاء لهذه الارض ولماذا نحن نزهق ارواحا تسكن اجسادا كامله بكل الحواس مابين نحن نتكور على انفسنا ان حُرمنا التنفس او السمع او البصر او النطق. لم أكترث لعدم الطعام بقدر عدم النطق لأن الجهاز العصبي الحسي اعلى من جهازي العصبي الغذائي. هنا بكلمات قليلة اقول نحن كبشر على هذه الأرض مظاهر ملموسة نستمد قوتنا من حواس موهوبة لنا تقوي هيئتنا الشكليه، لكن هل نحن نعطي كل حاسة تدخل جدسنا حقها من قيمة بين النفس والروح وبين المجتمع، أم نحن نستهلك هذه الحواس بنسب متفاوته بأمور تلغي قيمة وجود هذه الحواس؟ اعرف ان هذه المقالة ليست بالصعبة ولا بالسهلة لن تستهوي أي أنسان لكن اقرؤوها ببصيرتكم وأعيدوا النظر بكل حاسه فيكم لنوظفها في الاتجاه الذي نرتقي فيه للحياة الأولى وزاد للحياة الابدية. هناك بكل انسان فينا دافع وطاقه دعونا نركز على الدافع اكثر من الطاقه، لاننا كثيرا ما تكون لنا طاقه عالية لنتكلم بكلام لا قيمة له وكثير لنا طاقه لنشاهد بعيوننا التلفاز واجهزة الهواتف للصباح بامور لا قيمه لها وكثير نسمع كلام لا قيمه له. انا شخصيا تعلمت من تجربتي هذه استخدام حواسي ان كان دافع مجدي ولن أهدر طاقتي ابدا بما لا يجعلني ارتقي كانسانة. |