|
بعد مؤتمر البحرين .. بدأ المستوطنون بالسيطرة على الضفة
نشر بتاريخ: 25/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تشهد الضفة الغربية منذ مؤتمر البحرين في المنامة شهر تموز الماضي ، عدوانا منظما بشكل كبير . إقتحامات متتالية ومبرمجة جغرافيا وأمنيا ، لا يمكن التعامل معها على انها مجرد اعتداءات شكلية وعشوائية يقوم بها المستوطنون . فهي حركة منظمة ومسلحة وأيديولوجية وممولة بشكل كامل مع الحكومة الاسرائيلية ويشارك فيها وزراء وقادة احزاب بحماية الجيش والشرطة .
إختيار المناطق التي تتعرض للعدوان مدروس بعناية ويجري تنظيمه كل يوم بطريقة أسرع واكثر تخطيطا ، شمال الضفة ونقطة الانطلاق قبر يوسف الخليل ونقطة الارتكاز الحرم الايراهيمي بيت لحم ونقطة التحشيد قبر راحيل القدس والقمع المشدد للعيسوية شمال الخليل ومصادرة اراضي بيت امر والعروب وصوريف .. ولو طلبنا من خبراء الخرائط تفسير الصورة لظهر أن الاحتلال يقوم بتقسيم الطرقات وفتح اوتوسترادات جديدة تنهب ما تبقى من اراضي الضفة ، وان المستوطنين يعيدون الانتشار لنشر الخوف وزرع القبول والخضوع عند المناطق العربية . بالتزامن مع عملية إفقار متعمد لمناطق ألف وتحويلها الى ( حاويات بشرية ) , وصولا الى فصل المناطق العربية عن بعضها البعض من خلال فصل غزة عن باقي فلسطين ، وعزل القدس من خلال الجدار ، والسيطرة على الاغوار من خلال التحكم بالطرقات والشوارع ، وفصل الأرياف عن المدن . ما يجعل انتشار العرب في الضفة الغربية مستحيلا ويسمح لليهود بالتحكم الكامل بمداخل ومخارج المدن والقرى . جانب اّخر وهو التشغيل والعمل بحيث قامت اسرائيل مع السفير الامريكي فريدمان بافلاس خزينة السلطة وتحجيم دور الوزارات الى الحد الذي تلهث فيه من أجل دفع الرواتب وعدم التخطيط او التفكير بأية مشاريع مستقبلية وان المشغّل الاول للفلسطينيين هي المستوطنات ما يربط مصير السكان ولقمة عيش اولادهم بقيامهم هم ببناء المستوطنات للمستعمرين . ما ترمي اليه اسرائيل خلال سنوات قليلة قادمة هو نظام السيطرة على كامل الارض ، دولة واحدة لليهود ، بينما العرب يقيمون على هذه الأرض لأغراض العمل في ورشات اليهود ومستوطناتهم وشق شوارعهم وتنظيف نفاياتهم وزراعة حقولهم مقابل لقمة العيش . |