وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هيئة الأعمال الخيرية تطلق حملة "شتاء دافئ" من خربة الرأس الأحمر

نشر بتاريخ: 02/12/2019 ( آخر تحديث: 02/12/2019 الساعة: 13:42 )
هيئة الأعمال الخيرية تطلق حملة "شتاء دافئ" من خربة الرأس الأحمر
طوباس - معا - كانت خربة الرأس الأحمر المهددة مساكنها البدائية بالمسح من على وجه الأرض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، شرق بلدة طمون في الأغوار الشمالية، أمس، محطة انطلاق حملة "شتاء دافئ في فلسطين"، والتي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية بالتعاون مع لجنة زكاة طوباس المركزية ومحافظة طوباس والأغوار الشمالية.
وقال مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين إبراهيم راشد، إن الاختيار وقع على خربة الرأس الأحمر لإطلاق حملة "شتاء دافئ في فلسطين"، جاء نظرا لخصوصية هذه الخربة حيث تعيش العائلات البدوية أوضاعا صعبة للغاية، وغالبيتها مهددة بالترحيل في ظل إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها ضم الأغوار وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وأشار راشد، إلى أن هذه الحملة، تشتمل على توزيع المدافئ والطرود الغذائية والملابس والأغطية الشتوية والحطب على العائلات التي تعيش في المضارب البدوية في ظل ظروف غاية في القسوة، ومعاناة لها أشكالها المتعددة، أبرزها استهدافها المباشر والدائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بقصد ترحيلها عن المكان الذي تعيش فيه منذ سنوات طويلة، إلى جانب تزويد عدد من مراكز إيواء ذوي الهمم والمسنين بالوقود لأغراض التدفئة خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى تأهيل عدد من منازل عائلات الأيتام، وتزويد المساجد ومراكز الإيواء بالفرش الشتوي، والاستعانة بأطباء من أجل إجراء فحوص طبية لكبار السن.
وأكد، أن هذه الحملة ستتواصل لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية طيلة فصل لتستهدف العائلات الأقل حظا في التجمعات التي تعيش في ظل ظروف صعبة للغاية، وحرمان من أبسط مقومات الحياة الآدمية، وكثير منها تعيش في مساكن بدائية من بالصفيح وخيام لا تقيها حر الصيف ولا تمنع عنها برد الشتاء، في ظل غياب خدمة الكهرباء ووسائل التدفئة، وعدد كبير منها تفترش الأرض وتلتحف السماء.
وتابع: "نحرص على تقديم ما أمكن من مساعدات عينية وشتوية للمراكز الإيوائية في محافظات الوطن، وذلك حرصا من هيئة الأعمال على مد يد العون لتلك المراكز حتى تتمكن من الاضطلاع بحجم المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقها في رعاية تلك الشرائح المجتمعية الضعيفة".
وشدد، على أن مراكز الإيواء تعتبر واحدة من أهم العناوين التي كانت هدفا لعدة تدخلات إنسانية من قبل طواقم هيئة الأعمال الخيرية في إطار حملة الشتاء، بعد أن فتحت تلك المراكز أبوابها للاعتناء بشرائح مجتمعية ضعيفة من كبار السن وذوي الإعاقة، وهي بحاجة ماسة إلى الدعم المتواصل والمتعدد الأشكال حتى تتمكن من توفير حياة آمنة وصحية لنزلائها.
وأشار، إلى أن عددا من تلك المراكز أصبحت في ظل فصل الشتاء وأجوائه الباردة، وما يواكبه من ارتفاع في أسعار الوقود وتحديدا السولار، عاجزة عن توفير كميات السولار المطلوبة لإنجاز أعمالها اليومية، وتدفئة نزلائها ممن هم بحاجة ماسة إلى التدفئة على مدار الساعة.
وأوضح، أن حملة الشتاء تركز على تزويد تلك العائلات بالمواد الشتوية العينية، وتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من المنخفضات والأحوال الجوية الصعبة في كل المحافظات، وخصوصا فيما يتعلق بالأغطية والفراش والمدافئ والملابس والمواد الغذائية والحطب والأفران.
وتابع: "نحرص من خلال حملة الشتاء، على مد يد العون لكل محتاج بقدر ما نستطيع، مع التركيز على التجمعات البدوية التي يقطنها نحو ربع مليون نسمة يعيشون بلا أية مقومات إنسانية في بيوت من الصفيح وخيام، وليس لديهم المأوى البديل والمناسب، فكان لزاما على هيئة الأعمال التدخل الفوري والفاعل من خلال مدهم بكل أسباب التدفئة وتقديم المواد الغذائية والتموينية لهم".
ولفت راشد، إلى تركيز الهيئة على التجمعات البدوية التي تواجه خطر الترحيل والمنع من البناء والتوسع العمراني على أراضيهم بحجة أنها مناطق مصنفة "ج"، فكان لا بد من وجود تحرك عاجل للإسهام في التخفيف من المعاناة التي يتجرعها هؤلاء يوميا، خاصة خلال فصل الشتاء، فكانت هيئة الأعمال حاضرة لتقدم لهم ما أمكن من مساعدات من فراش وأغطية ووسائل تدفئة وحطب وإنارة، ما يساعدهم على تحمل قسوة الأحوال الجوية السائدة.
وشارك في إطلاق حملة "شتاء دافئ في فلسطين"، أمين سر لجنة زكاة طوباس المركزية فواز أبو دواس، ومسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات.
وقال بشارات: "يلمس الزائر الذي يشق طريقه بعناء ومشقة إلى خربة الرأس الأحمر، المأساة التي حلت على أهالي هذه الخربة جراء ممارسات الاحتلال، حيث تبدو الأرض التي أقيمت عليها المضارب البدوية كأنها أرض جرداء، وعلى بعد مئات الأمتار تظهر مساحات خضراء محاطة بسياج متين تابعة للمستوطنات التي أقامها الاحتلال هناك، حيث يسمح للمستوطنين باستخدام كميات وفيرة من المياه، وزراعة ما يحلو لهم من الأراضي المنهوبة التي لا يسمح الاحتلال لأصحابها الشرعيين بمجرد العيش فيها، ويمنعهم من استصلاحها، أو مجرد الحصول على المياه لأغراض الشرب والري، ما يضطرهم لشراء المياه بواسطة صهاريج عادة ما تكون هدفا للملاحقة والمصادرة".
وأكد بشارات، أن المستوطنات المقامة على مقربة من خربة الرأس الأحمر تحديدا، وفي منطقة الأغوار عموما، تتوسع وتتطور بشكل مخيف على حساب الأراضي الفلسطينية المصادرة، ومقابلها عائلات بدوية تعيش على هذه الأرض منذ القدم في مساكن من الصفيح يعتبرها الاحتلال هدفا دائما للهدم، والحجة ذاتها، وهي أنها مقامة في مناطق عسكرية مغلقة، في قانون لا يسري إلا على الإنسان الفلسطيني صاحب هذه الأرض.
بدوره، ثمن أبو دواس، الدعم المتعدد الأشكال والذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية لصالح الشرائح المجتمعية المهمشة والضعيفة في المجتمع، وتحديدا الأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، والحالات الاجتماعية، والأسر الفقيرة، بما يساعدها على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، ويسهم في توفير سبل العيش الكريم لها.
وأشاد، بالاستجابة العاجلة لهيئة الأعمال للكثير من المناشدات من خلال سلسلة التدخلات الإنسانية التي تنفذها في أنحاء متفرقة من المحافظة والأراضي الفلسطينية، والتي قال: "إن أية منطقة منها لا تكاد تخلو من بصمات إنسانية تركتها هيئة الأعمال التي تعتبر من أهم مكونات العمل الإنساني في رعاية الأيتام وإغاثة الفقراء في فلسطين".