وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عندما تصب دولة الاحتلال جام غضبها باعتقال فتاة فلسطينية؟!

نشر بتاريخ: 15/12/2019 ( آخر تحديث: 15/12/2019 الساعة: 16:25 )
عندما تصب دولة الاحتلال جام غضبها باعتقال فتاة فلسطينية؟!
الكاتب: وليد الهودلي
أصبح دارجا على منوال الاحتلال الاسود اعتقال المرأة الفلسطينية، وكأنه يريد لنا أن نعتبر الامر اعتياديا، بالامس الصحافية بشرى الطويل واليوم الطالبة الجامعية شذى ماجد حسن ومن قبل سلسلة طويلة من المعتقلات، ولم يعتبر الاحتلال من الدرس الذي تلقاه اخيرا من هبة اللبدي حيث واجهت صلفه البشع وحدها وفرضت ارادتها الحرّة على ارادته الشريرة وأملت عليها ما تريد . انتصرت عليه في معركة الزنازين، على أرض ملعبه الاسوأ قذارة في العالم، وانتصرت عليه في معركة الامعاء الخاوية بالغاء الاعتقال الاداري ونزع حريتها من بين أنيابه المفترسة بكل قوّة وبراعة.
هدف الاحتلال واضح وهو أن يشكل فزّاعة لكل الشرائح الفلسطينية مفادها: الزم حياتك الخاصة ولا شأن لك في الحياة العامة، لا قضية لك تناضل من أجلها، ولا رسالة لك في هذه الحياة، ولا وزن ولا كرامة لك، لا أصل لك على هذه الارض،لا أم أنجبتك ولا أرضا لك ولا زيتونا أظلك ولا روح ولا احساس ولا مشاعر تسكن جنبيك، انت مجرد حشرة زائدة ليس لها الا شرف السحق تحت نعالنا.
هذا بخصوص الانسان الفلسطيني بشكل عام، وأن يقارع الاحتلال نصف المجتمع الذكوري خير له من أن يقارع المجتمع كله ذكرانا واناثا، لذلك فإنه يسعى جاهدا تحييد المرأة ويتخذ وسيلة الفزاعة ليردع بها نصف المجتمع الانثوي، يعتقل فتاة في منطقة لتكون عبرة لكل الفتيات فيها، ولتعمل الماكينة الثقافية للمجتمع على تنحية المرأة وإبعادها عن ساحات النضال، وبالتالي ذوبان نصف المجتمع في سياسة المحتل .
نودّ أن نطمئن المحتل قليلا، فتياتنا ونساؤنا لا قبل لك بهنّ، هن لسنا أخوات الرجال فحسب بل الرجال والنساء عندنا شقائق، بعضهم من بعض،بل هناك في تاريخنا النماذج التي أشرق التاريخ بها، كل دارس للتاريخ يعلمها، لن نذهب بعيدا واذكر خنساوات فلسطين من ام محمد فرحات الى ام ناصر أبو حميد الى الفتاة التي علّمت عليك أخيرا هبة اللبدي الى موقف الاسيرات الذي عجز عنه الاسرى الرجال يوم رفضن الافراج على دفعات وأصررن على ان يفرج عنهن جميعا دفعة واحدة وصبرن على ذلك وبين الواحدة منهن وحريتها خطوات سنة كاملة الى أن أذعن المحتل وخرجن جميعا.
أنت اليوم بكل فتاة تعتقلها تعزز فينا هذه الروح، عنفوان الفلسطينية الحرّة التي تواجه ريح سمومك العاتية بروحها الباسقة، الفلسطينية المؤمنة بربها والحاملة على عاتقها قضيتها، والمتحررّة من كل ظلال الخوف لبطشك وقمعك ومحاولات قهرك للرجال والنساء، كل فتاة تعتقلها تثبت للعالمين بأنك أصغر من أن تنال ذرّة من حريتها، أصغر من أن تنزل منازل البشر أو أن تحتكم بقواعد الحروب التي يخوضها البشر بل تصر على اختبائك خلف ذيلك والتحافك بجبنك وارتعابك من خيال ظلّ فتاة فلسطينية قدماها في هذه الفلسطين الخالدة ورأسها في السماء العالية .
لن تستطيع ثني فتياتنا عن ممارسة حقهن في أنشطة جامعية، لن تقدر على تكميم أفواه اعتادت قول الحق دون ان تخشى لومة لائم أو تحسب حساب لاحد، لن تحجز هواء الحرية عن صدور لا تتنفس الا حريّة وكرامة وشموخ واباء ومحبة وتفان لهذا الوطن الغالي.
أنت وحقدك وكراهيتك للحياة وما تحمل من وزر الاحتلال والقهر والبطش لن تدرك حقيقة هذه الروح العالية، ستبقى تنظر بنظارتك السوداء، اعتقل ومارس كل أشكال ساديتك ستزداد من تقع عليه سياطك اشراقا ونورا وستتخرج من سجونك اكثر صلابة وعشقا للحرية، ستتخرج وهي أكثر اصرارا للتحرير وكنسك من كل فلسطين، انت بهذا تحفر قبرك بيدك وتقرر سرعة نهايتك، لقد دلّت هذه الفعال على طيشك وخفّة حقيقتك.