|
حرف ؛ أوّلُ الياسمين
نشر بتاريخ: 17/12/2019 ( آخر تحديث: 17/12/2019 الساعة: 13:32 )
الكاتب: المتوكل طه
هنا أوّلُ الياسمينِ،
وآخرُ ما أنْطَقَ الشعراءَ ، وما ظلَّ في الماء . تَراهُ ، فأنتَ ترى عَدَماً في الهواءِ ! تمدّ لسانكَ ؛ لا طَعْمَ في طَبَقِ الياءِ، ليستْ بِجِيمٍ ! فكيف ستعرفُ أنّ السَفَرجَلَ حَرفٌ تَكوَّر للحَلَماتِ ، وفاضَ على شَهوةٍ بالّلباء ! وتلمسهُ ؛ قد تعودُ الأصابعُ من لهبٍ في المرايا! ولا شيءَ من عَبَقٍ يملأ الرأسَ، كلّ الذي كان، قد كان .. لكنّه غيرُ ما قد تظنُّ، فليس له جسدٌ أو رِداء . وليس لرائحةِ الغَيْبِ نَشْرٌ يعبّئُ وجهَكَ ، ليس لشَهْدِ الغموضِ مَذاقٌ ، فكيف ستعرفُ هذا الذي يحملُ الأرضَ طيراً ، وينبض في عالياتِ الخَفاء ؟ تمَعَّنْ قليلاً ، لسوف تراهُ إذا كنتَ في رحلةِ النارِ، أو لن تراهُ إذا بِتَّ في منزلِ النائمينَ .. وقد غابَ عن بابهِ الأنبياء . *** هنا أوّلُ الجِيمِ، منتصفُ النَّصْلِ، آخرُ ما كسّرَ الرّعدَ في ظَهرِ غيمتِه في السماء . وأجملُ جِيْدٍ تَعَطَّلَ بالشمعِ حتى أضاءَ الكواسِرَ في بحثِها عن حَريرِ العَشاء . وخامسُ إخوتِه القادرينَ على سَكْبِ أوتارِه .. للغِناء . وثالثُ مَن فتحوا كهفَ عُزْلَتِنا كي نرى في المَجَرَّةِ ما لم يكن حولَنا من جُنونٍ حكيمٍ .. وندخلَ في دمعةِ الأولياء . *** جسدٌ أو جمادٌ .. وَثَمّةَ ما يجمعُ الثلجَ والجَمْرَ، أو أنَّ ذاك الجدارَ تعمَّدَ أن يحملَ الجِهَتَيْنِ إلى جَبلِ العارِفينَ ، فكانت مُلوحَةُ موجِ المحيطِ ، وسُكَّرُ نهرٍ يدورُ ، ويبحث عن أُمِّهِ .. بالبكاء . ولو أدركَ الجِيمَ وَزّعَ سُكَّرَه للغصونِ ، وصعَّدَ أحلامَه في الِّلحاء . ولكنَّه دون جِيمٍ، لهذا سيتعبُ من صخرةٍ أو سفوحٍ، ويبحثُ عن مَسْربٍ للهروبِ .. إلى أنْ يُقدّمَ أنفاسَه للشواطئِ، ثم يعودُ ... وهل سيعود الذي ذوّبته التجاعيدُ في دالِها ؟ ليتَه كان جِيماً، ويا ليتَ أمواجَه للعطاشى الذين يموتون من ظمأٍ في الرِّواء . |