|
بين الوطني والفصائلي
نشر بتاريخ: 18/12/2019 ( آخر تحديث: 18/12/2019 الساعة: 18:59 )
الكاتب: اللواء عدنان الضميري
إن الانفصام والارتباك الذي تعيشه حركة حماس من خلال ردود أفعالها وأقوالها حول معركة الانتخابات السياسية والنضالية في القدس، هو ما يميز خطابها الذي يهرب من الاجابة عن دورها في الزحف نحو الادارة الامريكية في مشروع النضال "فلسطين الجديدة" من خلال فتح أبواب غزة لشروط سرية وعلنية أعلنت رفضها كل فصائل وقوى الشعب الفلسطيني الحية.
ما جاء على لسان الناطق بإسم حماس فوزي برهوم يؤكد هذا التعاطي المريب مع المستشفى الاستخباري الأمريكي وفكرة الميناء والمطار، ومحاولة قيادة حماس تعمية الجمهور بانتصارات موهومة ومواقف وشعارات "دونشوكوتية". ان الانتخابات هي حق للمواطن وليس منة "تنازلات" من فصائل أو قيادات، والمراهنة المراهقة على وضع العاصمة القدس فيها، وتركه أو تأجيله هو نفي لجوهر الانتخابات التي تستثنى منها العاصمة بكل ما تحمل من رمزية، ولأن قيادة حماس اعتادت على المقامرة بمصير القضية والشعب تحقيقا لاهداف حزبية فإنها قد منحت نفسها الحق في اسمرار انقلابها 13 عاما، أسست من خلاله ادارة منفصلة وقضاء منفصل وخزينة حمساوية منفصلة ومليشات وسلاح منفصل وسلطة أراضي منفصلة توزع أراضي الدولة على قادتها، وضرائب منفصلة دون رقابة تذهب لجيوب قادتها، وتفاهمات ومفاوضات منفصلة، وعلاقات دولية منفصلة. فما الذي بقي غير مفصول سوى الخيط الذي تمده منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية، والرئيس محمود عباس من نفقات مالية للصحة والتعليم ورواتب ومخصصات أسرى وشهداء وجرحى وجهد دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، لتعطيل قرار اعتبار حماس منظمة إرهابية. إن قيادة حماس وتجربتهم في التغاضي عن القدس وما يحدث فيها، واعتبار حياة قادتها أهم من المسجد الأقصى، هي التي تضع مصير الانتخابات كخطوة أساسية على طريق انهاء الانقلاب والانفصال الذي احدثته وقادته حماس عنفا وسلوكا في مهب الريح أو طاحونة المشروع الأمريكي. وليس اصرار الرئيس محمود عباس على اجبار دولة الاحتلال بالضغط الدولي لتنفيذ ما وقعت عليه بحق الفلسطيني في القدس في المشاركة بالانتخابات. لقد اجازت قيادة حماس لنفسها العمل السياسي والدبلوماسي والمفاوضات وتوقيع اتفاقيات مع دول، وهي فصيل أو حركة ليس لها أي صفة أو صيغة رسمية، قامت كجزء من مشروع انفصالها وصمت ادارة ترامب كوشنير عن موقفها الرسمي "أن حماس حركة إرهابية" وتعاطت معها في تفاهمات تطبيق الحل الانساني الاقتصادي كجزء من صفقة العصر التي لم يتبق منها سوى الإعلان الرسمي أن قطاع غزة هي دولة فلسطين الجديدة "الامارة بتعريف حماس". إن الانتخابات بالقدس وغزة والضفة هي الشرط الوطني وليس الفصائلي لاجراء الانتخابات بعيدا عن شعارات التهويش الديماغوجيا. الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لا ترى الانتخابات إلا في اطارها الوطني الذي حددته الثوابت الفلسطينية في وثيقة الاستقلال والقانون الأساسي. |