|
بركة: ما رفضناه في 1958 لا يمكننا قبوله في 2008
نشر بتاريخ: 27/03/2008 ( آخر تحديث: 28/03/2008 الساعة: 01:07 )
القدس- معا- قال النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية البرلمانية، إن ما رفضناه في العام 1958، أي الاحتفال بذكرى قيام 1958، لا يمكن ان نقبله اليوم في العام 2008، وسنتصدى لكل محاولة لفرض احتفالات كهذه على بلداتنا العربية.
وجاء هذا في كلمة النائب محمد بركة في الندوة التي أقامها فرع الجبهة الديمقراطية بمناسبة يوم الأرض في جامعة حيفا، التي افتتحتها الطالبة الجبهوية رنين نقولا بأبيات من قصائد الشاعر الوطني الراحل، القائد توفيق زياد. وألقى الطالب علي قادرية، كلمة أكد فيها على إننا لسنا شعب الخامس من حزيران، بل نحن الشعب الذي عرف كيف يقاوم الحكم العسكري منذ فرضه في العام 1948، وصمدنا في معركة البقاء في الوطن، بقيادة الحزب الشيوعي، وخضنا معركة يوم الأرض، التي كان فيها الشيوعيون رأس الحربة، وكان يوم الأرض الوّلادة الطبيعية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وقال بركة في كلمته، إن هناك من يحاول نشر بدع وكأننا وجودنا النضالي بدا قبل بضع سنوات، أي مع ظهور الفضائيات واتساع وسائل الإعلام، ولكن جماهيرنا شقت دروب النضال في أحلك الظروف، واليوم قد يتكلم البعض بسهولة عن تلك الأيام التي أعقبت نكبة شعبنا في العام 1948، حين كان العامل يحتاج لتصريح من الحاكم العسكري ليغادر بلدته من أجل العمل، أو حتى لدخول حقله الزراعي. وتابع بركة في تلك الأيام كان كل شيء صعب، وكان الحكم العسكري وحشيا أمام جزء بسيط من شعبنا، ولكن جماهير شعبنا الباقية في وطنها رفضت الخضوع والاستسلام، وواجهت بصلابة، وخضنا المعارك تلو المعارك، ولعل من أبرز ما يجدر ذكره في هذه الأيام، هو معركة الأول من أيار في العام 1958، حين رفض الشيوعيون في الناصرة وام الفحم وغيرها فرض احتفال "العاشور"، بمعنى الذكرى العاشرة لقيام إسرائيل على قرانا ومدننا العربية. واضاف بركة في ذلك اليوم، الأول من أيار العام 58، أي قبل 50 عاما وقعت أكبر معركة بين مظاهرة الأول من أيار وعناصر الشرطة والجيش، ووقعت الاصابات والجرحى، وتم اعتقال أكثر من 400 من الشيوعيين والشيوعيات، وتحولت سجون إلى فروع للحزب الشيوعي، وهذا تاريخ ناصع البياض، يسعى البعض إلى تعتميه، ولكن الذاكرة الوطنية أقوى من كل هذه المحاولات. وقال بركة، إن هذه معركة ذات خصوصية بالذات في هذا الوقت، مع محاولات الحكومة فرض احتفالات الذكرى الخمسين على بلداتنا ومدارسنا، وبطبيعة الحال فإننا ما رفضناه في العام 1958 لن نقبله اليوم. وتوقف بركة مليا عند معركة يوم الأرض، والظروف التي أدت إليها، وما جرى قبل ذلك اليوم بأيام، وما تبعه، مشددا على أن يوم الأرض كان نقطة انطلاقة نضالية متجددة لجماهيرنا. هذا وكان قد تخلل البرنامج فقرة غنائية وطنية قدمتها الفنانة رزان بولص يرافقها على الأورغ الفنان أحمد أسدي، كما جرى عرض فيلم توثيقي قصير عن يوم الأرض. يذكر انه قبل وصول النائب بركة إلى قاعة الندوة، في الحرم الجامعي، حاول نفر من اليمين المتطرف من حزب "تكفا" الاستفزاز والتظاهر ضد النائب بركة، إلا أن مظاهرتهم لاستمرت لفترة قصيرة، وعلى ما يبدو نظرا لقلة عدد المشاركين فيه |