|
باستثناء وكيل وزارة الاعلام - الشخصيات الفلسطينية تقلل من أهمية خطاب بوش وتصفه بـالباهت
نشر بتاريخ: 21/10/2005 ( آخر تحديث: 21/10/2005 الساعة: 12:11 )
القدس - معا - قللت شخصيات فلسطينية من أهمية خطاب الرئيس الأميريكي جورج بوش اثر لقائه بالأمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, معتبرةً أن ما ورد في خطاب بوش لم يأت بجديد, بل مثّل تراجعاً في بعض التعهدات الأميريكية المتعلقة باقامة دولة فلسطينية.
وقال د. حسن خريشة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي, ان بوش لم يأت بجديد في خطابه, ويبدو أنه تراجع عن تعهداته السابقة, بل قام بممارسة الضغوط على الفلسطينيين لمصلحة اسرائيل. وأضاف: " لازال الرئيس الأميريكي يسوّف, ويتحدث بلغة المصالح الاسرائيلية فقط, في حين يطالب الفلسطينيين والسلطة تحديداً بنزع سلاح المقاومة, والى الاقتتال والاحتداب الداخلي, وبالتالي فهو لا يريد أن يمنح الفلسطينيين شيئا". وأبدى خريشة دهشته واستغرابه من التصريحات التي أدلى بها البعض ووصفوا فيها خطاب بوش بأنه ايجابي جداً, وقال:" أستغرب من هؤلاء الذين يعرفون الحقيقة, ويتعامون عنها, واذا كان في خطاب بوش ما هو جديد, فليأتوا لنا به, ولكن عليهم قبل ذلك أن يتوقفوا عن تسويق سياسات بوش هذه التي تأخذ في الاعتبار فقط مصالح الاسرائيليين". من ناحيته, قال د. مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للدراسات الدولية "ان خطاب بوش له ثلاثة أبعاد: البعد الأول, يتمثل في اعادة العلاقات الفلسطينية الأميريكية الى مسار صداقة وتعاون بهدف تطوير الوضع الاقتصادي والأمني, ما يعني حضوراً أميريكياً مكثفاً في المنطقة. البعد الثاني: تردد الرئيس الأميريكي في مجابهة مباشرة مع شارون علماً بأنه استمر في اظهار تعبيراته التقليدية حول الجدار والمستوطنات والقدس, بدون اظهار ضغوط أو اجراءات توقف التدهور عندنا. البعد الثالث: يتعلق بابقاء الأمور معلقة على قدرة الفلسطينيين على مجابهة الاسرائيليين في هذه المرحلة للتأثير في الموقف الأميريكي". ويرى د. عبد الهادي أن التطور في الموقف الأميريكي يعتمد على أمرين هما: استمرار الحضور الفلسطيني على الساحة الأميريكية بوضع معلوماتي ومصداقية وطنية, ما يتطلب تكثيف هذا الحضور وتفعيله لبناء قناعات خارج البيت الأبيض, أي لدى الكونغرس, وفي وسائل الاعلام الأميريكية, ومؤسسات الرأي العام هناك. أما الأمر الثاني فيعتمد أيضاً على قدرة الفلسطينيين في الصمود أمام الاجراءات الاسرائيلية, سواء كانت قمعية أو عنصرية, علماً بأن هناك استهتاراً اسرائيلياً واضحاً لحقوق الفلسطينيين. ويرى د. عبد الهادي أن الرئيس عباس حاول في خطابه أن يظهر صموداً فلسطينياً أمام العواصف الاسرائيلية, لكن هذا الصمود يحتاج الى دعم بمواقف وأفعال تحافظ على البيت الفلسطيني من خلال: الاصلاح, الأمن, والانتخابات. وفي اشارته الى اعلان الرئيس بوش تعيين منسق أمني لمساعدة السلطة على ما أسماه بنزع أسلحة المقاومة قال د. عبد الهادي"علينا أن ننظر الى نصف الكأس الممتلىء, وليس الى النصف الفارغ, ولا يخفى على أحد أن شخص بوش يعكس تناقضات وترددات وتهودات في الساحة الدولية خاصةً في احتلال العراق, ومفهومه لمحاربة الارهاب, وتركيزه على الحركات الاسلامية - وهذا ما يمكن وصفه بالنصف الفارغ من الكأس اما النصف الممتليء فيتمثل بالحضور الامريكي الاقتصادي والامني وعلينا كفلسطينيين ان نوظف قدراتنا للاستفادة من هذا الحضور لمجابهة السيناريوهات الاسرائيلية والعمل على اقامة الدولة الفلسطينتية المستقلة. اما سامي ابو زهري الناطق باسم حركة حماس فوصف خطاب بوش حول مسألة الدولة الفلسطينية بانه باهت بل يمثل تراجعا حتى عن وعوده السابقة . واضاف "وما يهمنا هو الافعال وليس الاقوال فبوش وادارته لم يعطوا شعبنا سوى الوعود في مقابل الدعم اللامحدود لاسرائيل في حين برز تطور خطير في خطاب بوش الاخير حين طالب السلطة الفلسطينية بالصدام مع فصائل المقاومة واعلانه عن منسق امني جديد لمساعدة السلطة في مكافحة الارهاب ما يعد تدخلا اميركيا صريحا في الساحة الفلسطينية وهو يخلق فتنة داخلية على السلطة ان ترفض مثل هذا التوجه لانه يخدم فقط المصالح الاسرائيلية". وفي رده على التفاؤل الذي ابداه مسؤولون في السلطة ازاء خطاب بوش قال ابو زهري" نحن غير متفاجئين من تقييم السلطة للخطاب والسلطة لا تستطيع ان تقيم لقاءاتها هذه الا بهذه الطريقة في حين ان الشعب الفلسطيني له رأي آخر فهو لا يعول كثيرا على هذه القمم وعلى الوعود عديمة الرصيد". اما د. احمد صبح وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية فقد خالف من سبقه في تقييمه لخطاب بوش قائلا" لا شك ان ما سمعناه من الرئيس بوش هو ايجابي بل يمكنني القول بانه متطور ومتقدم ونأمل بترجمته اميركيا على الارض فالعبرة في الافعال لا الاقوال". وحول تعيين منسق امني امريكي جديد في المنطقة قال د. صبح " ليس لدينا اية مشكلة في التعاون مع كل الاطراف سواء كانت امريكية او اوروبية لكن المشكلة هي فيما تضعه اسرائيل من عراقيل وعقبات علما ان لدينا مسؤولين امريكيين ودوليين امثال الجنرال وورد وولفنسون ولديهما صورة واضحة عن حقيقة ما يجري" واضاف فيما يتعلق بالمنسق الامني الامريكي الجديد اود القول بان موضوع سلاح المقاومة هو موضوع فلسطيني داخلي وقد تمكن الرئيس محمود عباس من تحقيق التهدئة بالحوار والتواصل مع كافة الفصائل". |