نشر بتاريخ: 29/12/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 04:56 )
غزة- بيت لحم- تقرير خاص معا- حركتا فتح وحماس تتجهان إلى الانتخابات، وكل منهما يريد أن تصب نتائج الصندوق في مصلحته فقط، وهنا تظهر الكثير من الأسئلة التي يطرحها الشارع الفلسطيني، هل تسلّم حماس قطاع غزة إلى حركة فتح في حال فوز الأخيرة؟، أو تسلم فتح الضفة لحماس في حال فوز الأخيرة أيضا؟، هل ستزيد النتائج من الانقسام؟ أم تعيد الوحدة لشطري الوطن؟، في تجربة سابقة سلمت حماس لفتح الحكومة، ولكنها احتفظت بالسيطرة على الأجهزة الأمنية، مما كان له دور في اجهاض أي اتفاق، ويبقى السؤال العريض، إلى أي الطرق ستأخذ الانتخابات- إن جرت- الشعب الفلسطيني؟.
وكالة "معا" التقت اثنين من كبار القيادات بفتح وحماس لاستيضاح جدية الاطراف لاجراء الانتخابات، التي باتت مطلبا جماهيريا ملحا، لتجديد الشرعيات المنتهية عبر عقد انتخابات تشريعية تعقبها انتخابات رئاسية.
شعث: حكومة وحدة وطنية بغض النظر عن من سيفوز
من جهته القيادي في فتح الدكتور نبيل شعث اكد لوكالة "معا" عزم القيادة على اجراء الانتخابات لكن ليس قبل 5 الى 6 أشهر في حال صدور المرسوم الرئاسي، مشيرا إلى استمرار الجهود المبذولة للضغط على اسرائيل للسماح باجرائها في القدس، ومستشهدا بتجارب الانتخابات السابقة (1996، 2005، 2006) والتي استخدمت اسرائيل نفس الاسلوب لكنها تحت الضغط الدولي رضخت وسمحت باجرائها.
واتفق شعث مع القيادي في حماس احمد يوسف حول اللجوء الى آليات لمشاركة اهالي القدس في الانتخابات في حال استمرت اسرائيل بالرفض وذلك عبر اللجوء الى التصويت الاليكتروني. مضيفا "سنستخدم كل الطرق لاجبار اسرائيل للموافقة على اجراء الانتخابات في القدس وعندما نصل الى احساس مستحيل موافقتهم سوف نتجه الى البدائل".
واوضح شعث ان المرسوم الرئاسي سوف يصدر فور حل مشكلة الانتخابات في القدس، خاصة وان الرئيس عباس لا يريد ان يصدر المرسوم وتتعقد الامور ولا نستطيع ان نجري انتخابات ".
وكشف شعث خلال حديثه لوكالة معا انه سيجري العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع للتغلب على معضلة ان الفائز في الانتخابات سوف يتسلم مقاليد الحكم في الضفة وقطاع غزة.
واضاف قائلا" انا تحدثت مع قيادات في حماس وعرضت عليهم المقترح وابدوا موافقة على ان يصار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على الاسس الانتخابية ..الانتخابات هدفها الوحدة الوطنية وانهاء لانقسام".
وقال شعث ان فتح عشيرة كبيرة في اجابته على جاهزية الحركة للانتخابات، مضيفا" انا لست خائفا من نتائج الانتخابات لاننا نهدف الى مشروع الوحدة ونريد حكومة واحدة وديمقراطية بعيدا عن المحاصصات كذلك نحن لدينا رؤيا واضحة لم تتحقق مثلما حماس هي الاخرى قدمت وعودا ولم تحققها".
ورفض شعث ما يتداول حول امكانية عقد اتفاق هدنة بين حماس واسرائيل واعتبره تكريسا للانقسام، مضيفا" نحن لا نريد تدمير غزة لكننا لا نريد صلحا ثنائيا بدون مرجعية وهذا ضد الوحدة الوطنية. مؤكدا ان هذا التوجه لن يعطل اجراء الانتخابات.
أحمد يوسف: الفائز سيتسلم مقاليد الحكم
قال احمد يوسف المستشار السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان المرسوم الرئاسي للانتخابات مطلوب في هذه المرحلة لأن أمامنا من 5 الى 7 شهور حتى يتم اجراء الانتخابات خلال هذه الفترة يمكن فيها ان يستمر النضال الفلسطيني للضغط على إسرائيل لإجراء الانتخابات وإجبارها من خلال الاستعانة بالمجتمع الدولي أو بالاستعانة بأي شكل من أشكال الشراكات.
وأكد في حديث خاص لمعا ان هذا الحق موجود باستحقاقات أوسلو متضمن حق الفلسطينيين في اجراء الانتخابات والقدس جزءا منها وبالتالي لا يمكن ان نسلم للإسرائيليين بهذا الرفض أو الاعتراض حتى اللحظة على اجراء الانتخابات بالقدس.
وأضاف :"هذا استحقاق يعني محفوظ حسب اتفاقية أوسلو وان كانت اتفاقيه أوسلو لم تعد فعاله على الاقل بالنسبة للإسرائيليين اما الطرف الفلسطيني فيمكنه ان يعود للمجتمع الدولي ويمكنه الضغط كما تم في انتخابات 2006. وإجراء هذه الانتخابات كاستحقاق دستوري وكحق للفلسطينيين في اماكن تواجدهم على ساحة فلسطين التاريخية".
وأشار الى ان هناك اجماع فلسطيني ان تكون القدس ضمن هذه الدائرة الانتخابية واعتقد أن هناك وسائل عصريه كثيرة يمكن من خلالها ضمان مشاركة المقدسين في هذه الانتخابات عبر رقم وطني وإجراءها من خلال الإنترنت".
وأضاف :"هناك دول تجرى انتخاباتها عبر الوسائل الالكترونية ولذلك لربما في الانتخابات القادمة يشهد مثل هذه الاجراءات ليس بالضرورة ان يذهب المقترع الى صندوق الانتخابات، ربما أن يجريها عبر هاتفه أو شبكة الانترنت بعد أن يتم إيصاله برقم سري وطني يقترع من خلال هذا الرقم للجهة التي يريد أن يرشحها للانتخابات التشريعية القادمة ولا اعتقد أن هناك رفض في حال وجدنا آلية لإجراء مثل هذه الانتخابات وقد سبق للأب مانويل دراسة هذه المسألة وعرض حلول عبر الاستعانة بجهات لها دراية بالتقنيات المعاصرة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهناك خبراء فلسطينيون يمكنهم أن يشيروا إلينا في كيفية التغلب على هذه العقبة إذا أصرت حكومة الاحتلال على تعطيل هذه الانتخابات، هناك أكثر من وسيلة لتجاوز موقف الاحتلال واعتراضاته واعتقد أن العالم والمجتمع الدولي سيقف إلى جانب الحق الفلسطيني".
وتابع قائلا" المهم أن يصدر الرئيس هذا المرسوم، للبدء بالتحضيرات لإجراء هذه الانتخابات خلال الفترة التي قد تطول إلى ستة شهور ويمكنها أن تخوض معركة سياسية وقانونية مع الاحتلال والاستعانة بالمجتمع الدولي ومنظماته العالمية لممارسة الضغط على إسرائيل للسماح باجراء الانتخابات".
وحول هل ستسلم حماس غزة للسلطة في حال فازت فتح في الانتخابات؟ قال يوسف إذا شهدت الأطراف المراقبة للانتخابات بالشفافية والنزاهة فهذا استحقاق طبيعي أن تمنح الجهة التي فازت بالأغلبية هذا الحق سواء كانت فتح أم الجبهة الشعبية أو الديمقراطية أو حركة حماس أو المستقلين".
لكنه استدرك:"غير ان المزاج العام الفلسطيني يتجه نحو شراكة سياسية وتوافق وطني ولن يكون هناك أي فصيل فلسطيني قادر على إدارة العملية السياسية أو الحفاظ على قدرات شعبنا ومشروعه الوطني".
وأكد ضرورة أن تكون هناك شراكة سياسية لإجراء بعض التعديلات على النظام السياسي الفلسطيني، بحيث يكون للجميع الحضور داخل هذه العملية السياسية وداخل هذه الحكومة التي ستقود الشارع الفلسطيني في المستقبل بعد الانتخابات
ضمانات النزاهة
وأكد ان، ضمان نجاح إجراء الانتخابات يتمثل في وجود منظمات دولية وهي كثيرة جدا في قطاع غزة وهناك جهات إقليمية ودولية يمكنها أن تشارك في عملية الإشراف على هذه الانتخابات كما يحدث في كل دول العالم، وهناك منظمات عالمية مهمتها مراقبة إجراء الانتخابات وضمان الشفافية والنزاهة فيها، كما أن هناك في المنطقة العربية أعدادا كبيرة جدا من منظمات المجتمع المدني وأحد تخصصاتها كما شهدنا في تونس والجزائر مؤخرا، العدد كبير جدا من الجهات الدولية والإقليمية والمحلية التي يمكن أن تضبط سير العملية الانتخابية وتضمن نزاهتها.
سندعم مرشح رئاسي
وأوضح يوسف ان حماس لم تحسم خياراتها في قضية وجود مرشح رئاسي لها مضيفا:" حتى اللحظة لم تحسم حركة حماس خياراتها مع مرشح منها وإن كان الانطباع العام أن حماس لاشك ستدعم أي شخصية وطنية يمكن التوافق حولها، لأنه نحن لا زلنا نعاني من قضية المجتمع الدولي ومواقفه المنحازة ورفض إسرائيل التعامل مع حركة حماس، لكن بالتأكيد حماس لديها أكثر من خيار، وهي تدرس مثل هذه الخيارات للانتخابات القادمة سواء على مستوى الترشح للمجلس التشريعي أو الانتخابات الرئاسية التي ستعقب الانتخابات التشريعية".
واضاف القيادي في حماس "لم تحسم حماس خياراتها وإن كان المزاج العام داخل الحركة وبين كوادرها أنه من الأفضل دعم قائمة وطنية أو شخصيات وطنية يتم تحقيق إجماع وطني واسع حولها باعتبار أن الحالة السياسية التي مرت على الوضع الفلسطيني أكثر من 12 عاما أكدت أن المجتمع الدولي لم يكن محايدا أو منصفا لحركة حماس ومواقفها وبالتالي تبني مواقف أقرب للموقف الإسرائيلي برفض التعامل مع حركة حماس بدل أن يفتح لها الأبواب وأن يعمل مع الجميع باعتبار أن هذا حق طبيعي حال فازت بالانتخابات من حقها أن تصل للحكم وتأخذ الاستحقاق الانتخابي لكن للأسف المجتمع الدولي وإسرائيل وربما جهات أخرى في السلطة الفلسطينية لا ترتاح لأن تكون حماس في صدارة مشهد الحكم والسياسة".