|
القدس وأبو العطا والإنتخابات وصمت العالم وميكافيلي .. ونحن والزمن طويل
نشر بتاريخ: 30/12/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 04:56 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
أسهل طريقة لتحطيم الدول والمجتمعات هي التطرف ونشر الاوهام والغيبيات وتغليب مصلحة الحزب على مصلحة الوطن ، وإعتماد نظرية ميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ، وانّه من أجل الفوز بالانتخابات تسمح بعض الاطراف لنفسها ان تحرق كل الوطن وتسقط كل الجسور ووتوزع تذاكر للاّخرة وتذبح الامن القومي بسكين الطاعة العمياء لصاحب الرعاية الحصرية لصكوك الغفران .
بل إن أسوأ انواع اللصوص على الاطلاق واكثرهم نذالة . أؤلئك الذين يعملون في " المحاسبة " أو حراسة المخازن ويعمدون في نهاية العام لإحراق كل المخزن للتغطية على سرقة عدة حاويات قبل الجرد السنوي . من يريد القيادة عليه أن يسأل نفسه ماذا قدم للوطن !! قبل ان يسأل الاخرين ماذا قدّموا للوطن . صمت إسرائيل السلبي تجاه طلب السلطة إجراء انتخابات في القدس لم يفاجئ الشعب الفلسطيني ، وإنما يصدمنا صمت العالم والامم المتحدة وجامعة الدول العربية ، والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمبعوثين الدوليين لرعاية ( عملية السلام الشمطاء ) . يستطيع الفلسطينيون إجراء الانتخابات حتى لو كانوا في الزنازين . ولكنهم لن يمنحوا الاحتلال نصرا مجانيا في العاصمة المحتلة ولن يتنازلوا عن حق الدعاية الانتخابية وحق التصويت داخل القدس وداخل اسوار البلدة القديمة .. وقد لا تعرف إسرائيل أنها تقتل اّخر فرصها للحصول على فرصة للاعتذار للشعب الفلسطيني ، وان المرحلة القادمة ستكون ( من دون القدس لن يكون انتخابات ولن يكون إعتراف بحق اسرائيل في الوجود) . وأن الجيل الجديد علم جيدا غدر الحركة الصهيونية ولن يصدق أية اتفاقيات قادمة ولو كتبت بماء الذهب ولو أقسم علي بنودها جميع حاخاماتهم في أقبية كنس منهاتن . أبو العطا عرف ماذا يريد تماما .. أراد الجهاد ومحاربة الاحتلال وإهانة نتانياهو ونجح في ذلك . الاحتلال إغتال الشهيد بهاء أبو العطا كما اغتال مئات من القادة من جميع الفصائل ، وتؤكد الروايات أن طائرة ملغمة وموجهه باأاقمار الاصطناعية التجسسية قد دخلت الى نافذة بيته والتقطت صورة له للتاكد ومن ثم فجرت نفسها أمامه . ومن أسوأ انواع الردى ان يقوم الضحايا باتهام أنفسهم ويمنحون الاحتلال جائزة مجانية . ومن الجدير الذكر ان جهاز المخابرات الفلسطينية هو أول جهاز أمن ثوري أسسه علي حسن سلامة ( الامير الاحمر ) . وهو لا يتعبر انجازا لحركة فتح بل لكل الثورة الفلسطينية ، وحين نشاهد في الارشيف كيف اشتطاع هذا الجهاز قتل عملاء الموساد في جميع عواصم العالم ردا على اغتيال القادة. حري بنا أن نتفاخر به وليس ان نحطّم صورته ونهدم كل شئ جميل في حياتنا من اجل غايات صغيرة وانتصارات لحظية لن تفيد الفلسطينيين بشئ سوى انها تحطّم معنوياتهم وتمنع عنهم روح الصمود . ولو أرادت حماس أو أية جهة أخرى ان تنتقم لإغتيال أبو العطا فلن يمنعها جهاز المخابرات الفلسطيني ولن تمنعها أي قوة في العالم . وحين كان الأمير الاحمر أو علي طه أو وديع حداد يخرجون للانتقام من الموساد لم يصدروا بيانات يشتمون فيها باقي الفصائل . وهذا ما يسمى الامن القومي الفلسطيني . نظرة واحدة على العالم العربي تكفينا كي نتعظ قبل بداية العام الميلادي الجديد ونمنع الكراهية والاحتقان الداخلي الذي لن يستفيد منه سوى الاحتلال .. تجربة الاخوان المسلمين في مصر - تجربة البشير في السودان - الاقتتال الدامي بين الليبيين داخل ليبيا والغرب يسلخ جلد ليبيا عن عظمها وينهب ثرواتها على الهواء مباشرة - العراق يحترق وبنهب ويذبح بلا توقف والضحايا يتهمون بعضهم البعض تارة باسم الشيعة وتارة باسم السنة - لبنان يفقد رشده - سوريا تكالبت عليها جميع أجهزة مخابرات العالم وتحتاج الى 50 عام لاعادة إعمارها - الصومال المستهدف دوما - جرح اليمن الراعف ونفط الخليج الخائف . غزة المحاصرة - القدس المسلوبة - رام الله التي يجتاحها الاحتلال كل يوم ... الوطن يحتاج الى قادة ينقذون حياتنا .. ولا يحتاج الى مؤذنين يصلون علينا صلاة الميت .. كل عام وانتم بألف خير |