|
أسرى محررون: خطورة كبيرة تواجه الأسرى الأطفال بغياب الممثّلين
نشر بتاريخ: 19/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:00 )
رام الله- معا- نظمت وزارة الثقافة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير مؤتمراً صحفياً، لتسليط الضوء على واقع الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واستعراض الخطورة التي يواجهها الأسرى الأطفال بغياب الهيئة الإدارية التّمثيلية، وتفاصيل الأحداث التي عاشها الأطفال الأسرى عقب نقلهم من سجن "عوفر" إلى سجن "الدامون" دون ممثليهم مؤخراً، وذلك بحضور عدد من الأسرى المحررين.
ووجه د. عاطف أبو سيف وزير الثقافة في بداية المؤتمر التحية للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم (مروان البرغوثي وكريم يونس، ونائل البرغوثي، وفؤاد الشوبكي)، مضيفاً:" أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملاً مؤثراً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وتصديها للاحتلال وقوى الظلم التي تآمرت على فلسطين." وفي شهادة للطفل الأسير وحيد عادي (17 عاماً) من بلدة بيت أمر، وهو أحد الأسرى الذين عاشوا تجربة النقل مؤخراً من سجن "عوفر" إلى سجن "الدامون" قال:"إن أوضاعاً صعبة يواجهها الأشبال في معتقل "الدامون"، فإدارة السجن تحتجزهم في قسم تحت الأرض، والغرف قذرة، ولا تتوفر فيها أدنى الاحتياجات، وتم سحب كافة الكهربائيات، ويضطر الأشبال للنوم دون أغطية على الأرض، كما أن الطعام لا يشبه الطعام، وحتى بعد الإفراج عني لم أشعر بالفرح، بسبب قلقي على الأشبال الذين بقوا في "الدامون" في ظروف صعبة جداً، دون وجود الأسرى الكبار." وقال الأسير المحرّر عبد الفتاح دولة والذي كان قد أشرف على الأسرى الأشبال في "عوفر" لمدّة عامين، أن اعتقال الأطفال الفلسطينيين دون الثامنة عشرة عاماً سياسة ونهج احتلال قديم متجدّد، وبالتالي فإن ظروف اعتقال واحتجاز الأطفال، لا تختلف في قسوتها وإجراءاتها عن المعتقلين الكبار، وكان يتمّ دمجهم في أقسام البالغين حتى بداية انتفاضة الأقصى، ومن ثمّ تمّ نقلهم إلى سجن منفصل بدون ممثلين عنهم من الأسرى الكبار. مضيفاً: "مرحلة فصل المعتقلين الأطفال كانت الأسوأ على هؤلاء الأطفال، إذ استفردت إدارة السجون بهم، وفرضت عليهم العديد من الإجراءات القمعية، وتركت هذه الأقسام لحالة من الفوضى التي انعكست على سلوكهم وعلاقاتهم وكذلك أخلاقهم، كما وعمدت أذرع الإدارة إلى محاولات ابتزاز وإفساد الأطفال أخلاقياً وأمنياً وبأساليب عدّة، ما فاقم من سوء الحالة في هذه الأقسام، ودفع الحركة الأسيرة إلى نضال طويل ومستمر لتحسين ظروف الأطفال المعتقلين، والعمل على انتداب أسرى كبار للإشراف عليهم وتنظيم أمورهم". وأوضح الأسير المحرّر لؤي المنسي والذي أشرف على الأسرى الأشبال في "عوفر" لسبع سنوات، أن دوره كان في احتواء الأطفال المعتقلين، وتعزيز قدراتهم النّفسية لا سيما بعد التعرّض للتّعذيب خلال الاعتقال والتحقيق، وتبنّي دور العائلة في توفير الحماية للطفل وتعويضه عن الضّرر الذي تعرّض له، وحمايته من اختراق السّجانين له وبثّ ثقافتهم، بالإضافة إلى تقديم خدمات حياتية أخرى، كتنظيم توفير الملابس والطعام والشراب، وممارسة الضّغط على الإدارة لنقل المرضى منهم إلى العيادة. وأكد الأسير المحرّر ضرغام الأعرج، والذي أشرف على الأسرى المقدسيين الأشبال لمدّة عامين ونصف في سجني "مجدو" و"الدامون"، أن سلطات الاحتلال بدأت باختلاق سياسات تستهدف الأطفال المقدسيين، عبر بدائل اعتقال كالحبس المنزلي ومؤسسات التأهيل الإسرائيلية والاحتجاز في السجون الجنائية، والتي تستهدف دمج الأطفال مع السّجناء الإسرائيليين وتفريغهم من محتواهم الوطني والنضالي، خاصّة وأن السّجون أثبتت بأنها تساهم في صقل شخصية الطفل الفلسطيني. مضيفاً أن إدارة السّجون بدأت بمخططها لتعميم هذه السياسات على الأسرى من الضّفة، لا سيما وأن وجود أسرى أمنيين بالغين مع الأسرى الأشبال يشكّل حالة مزعجة للاحتلال، الذي يعتبر أن وجودهم يخلق التحريض، لافتاً إلى أن غياب الممثلين عن الأطفال يعني عدم وجود قانون ضابط، ما يسمح للسجّان باختراقهم والاعتداء عليهم واستغلالهم أمنياً. وأكّد الأعرج أن الحركة الأسيرة تحاول جاهدة التصدّي لسياسات الاحتلال رغم أن الاحتلال لا يلغي سياساته ولكنّه يؤجل تنفيذها إلى الوقت المناسب، فكانت قد رفضت محاولة إدارة السّجون نقل الأسرى الأشبال دون ممثليهم من "مجدو" إلى "الدامون" خلال آذار 2019. وقال المعتقل المحرر محمد خالد عويسات من القدس، والذي تحرّر بعد عام من اعتقاله: "أنه كان قد أمضى شهراً في مركز توقيف وتحقيق "المسكوبية"، قبل نقله إلى سجن "مجدو"، لافتاً إلى أنها كانت من أصعب المراحل، إذ يعيش المعتقل القاصر وحيداً، دون وجود هيئة إدارية من الأسرى الكبار، فيستفرد به السجّان، ويقدّم له أسوأ أنواع الطّعام والشّراب، ويقوم بالاعتداء عليه بالضّرب في غرف لا توجد فيها الكاميرات، مضيفاً أنه وبعد نقله إلى "مجدو"، قام ممثّلو الأسرى باحتضانه، ومساعدته في بناء وتطوير شخصيته". وقال المعتقل المحرر محمد جابر، من القدس، والذي استمر اعتقاله مدّة ثلاث سنوات وكان يبلغ من العمر (13 عاماً):"أن غياب الهيئة الإدارية من الأسرى الكبار في "المسكوبية" أدّت أيضاً إلى تعرّضه للضّغط النفسي ولاعتداءات عديدة نفذها السجانون بحقه." |