وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير- هكذا اُنقذ مسجد البدرية في القدس من حريق كامل

نشر بتاريخ: 24/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:00 )
تقرير- هكذا اُنقذ مسجد البدرية في القدس من حريق كامل
القدس- تقرير ميساء أبو غزالة- معا- على قمة جبل في قرية شرفات جنوب القدس، فجر جديد يبزغ، ويوم جمعة مبارك في مسجد القرية، الا أنه لم يكن يوما عاديا.

أفاقت القرية على وقع اعتداء جديد طال المسجد، حريق كاد يلتهم جنباته لولا لطف الله وسرعة تصرف مختار القرية الشيخ إسماعيل عوض، فالنيران اشعلت في أجزاء من المنبر وقران كريم وكتاب للأحاديث النبوية، اضافة الى سجاد المسجد، وأطراف المكتبة، والميكروفون، ولحقت الاضرار بجدران المسجد بسبب ألسنة اللهب، وخطت على جداره الداخلي عبارة "هدمتم لليهود سنهدم للأعداء".

وأوضح الشيخ عوض أنه استطاع بأقدامه وبعض السجاد، إطفاء النيران المشتعلة عند المنبر والتي كادت أن تصل المكتبة التي تحوي كتبا قيمة، وقال :"خلال 15 دقيقة متواصلة استطعت إطفائها..كنت اخرج لثوانٍ لأستنشق الهواء النظيف ثم أعود، وبحمد الله أني وصلت بالوقت المناسب".

وقال الشيخ عوض :"أصل الى المسجد يومياً قبل أذان الفجر، ولدى وصولي اليوم توجهت كعادتي لاضاءة مدخله، تقدمت عدة خطوات داخل المسجد، فإذا بالنيران مشتعلة داخله لم أعرف في البداية سبب الحريق، فذهبت لإضاءة الإنارة الداخلية للمسجد فنزل المفتاح الأوتوماتيكي للوحة الكهرباء، فاعتقدت بأن سبب الحريق تماس كهربائي، قبل أن يجد بالمكان غالون يحتوي على مواد مشتعلة، والتي سكبت على السجاد بشكل خطوط، وفي الوسط بقعة كبيرة، وكان توزيع المواد المشتعلة على أكبر مساحة من المسجد.

وأضاف عوض:" كانت النيران قرب المكتبة، فأسرعت لإخمادها بأقدامي وبالسجاد، والحمد لله أني وصلت مبكرا، وإلا لكان الحريق أتى على المسجد بالكامل".
وأوضح انه اتصل بعدد من المصلين الذين يعرفهم لمساعدته، كما اتصل بشرطة الاحتلال لعمل التحقيقات اللازمة.

وأشار الشيخ عوض أن شرطة الاحتلال تحاول أن تحول الاعتداء من قضية عنصرية لقضية جنائية، من خلال التحقيق والاسئلة التي وجهت له ولبعض من أهالي القرية، مؤكدا أن المعتدين لاذوا بالفرار لدى وصوله، لأنهم جبناء لا يواجهون، وهم على باطل ونحن على حق.

وأكد الشيخ عوض أن المسجد سيعمر وقال :"لا يهمنا الاعتداءات، فهو ليس الاعتداء الأول على داخل القرية، اخذوا أكثر من 70% من أرضنا لتوسيع المستوطنات فيها واليوم يحاولون بهذه الاعتداءات المتكررة تهجيرنا من أرضنا وبيوتنا، فماذا تبقى لنا بعد مصادرة اراضينا وحرق مسجدنا، ولكن نؤكد على صمودنا".

أمام مسجد البدرية قال:" ان هذا المقام التاريخي كان يصلي فيه آال بدر، والشيخ بدر الدين، هو من سلالة الإمام علي بن ابي طالب، وهذا المقام يقع قمة تلة في القرية، ونحن نقوم بالمحافظة عليه، والاعتداء اليوم على المسجد هو اعتداء على أهالي القرية بأكملها.

وأضاف أن الشرطة هي الحاكم والجلاد وتحكم بحسب هواها، فماذا لو كان الامر بكنيس اسرائيلي؟

محمد عليان مختار قرية بيت صفافا - المجاورة لقرية شرفات-، أكد أن ما جرى في المسجد هو عمل إجرامي مخطط له من قبل المستوطنين بشكل مسبق؛ فهذا المقام والمسجد ليس من السهل الوصول إليه.

وأكد أن الأهالي لن يقفوا أمام هذه التصعيد ولن يسكتوا عليه، فهم سيدافعون عن جوامعهم وأرضهم ومنازلهم، مطالبا بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة وهذا العمل الإرهابي.

ابراهيم زعاترة مدير عام أوقاف القدس في وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية قال:"إن ما جرى من احراق المسجد وخط شعارات فيه، هو أمر جلل يصل الى حرق المقام التاريخي يحوي رفات من سكن في هذه البلد، وأمام ذلك نؤكد بأننا نحن أصحاب السدانة واهلها وعمارها ، وأعمال المستوطنيين الاجرامية لن تثنينا عن الصمود والبقاء في أرضنا مهما حاول المتطرفون ارهابنا هذه أرضناومساجدنا

ووعد زعاترة نية وزارة الأوقاف الإسلامية اعادة تعمير المسجد واصلاحه.



النائب في الكنيست الاسرائيلي اسامة السعدي قال إن هذه جريمة خطيرة وجديدة من جرائم المستوطنين ومما تسمى "عصابات تدفيع الثمن"، وهذه المرة تصعيد خطير جدا، بإحراق مسجد تاريخي.

وطالب من شرطة الاحتلال أخذ دورها ككل الشرطة في العالم، بالكشف عن المجرمين ومعاقبتهم.