وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخارجية: ترامب وفريقه في مواجهة العالم

نشر بتاريخ: 03/02/2020 ( آخر تحديث: 03/02/2020 الساعة: 12:48 )
رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن التصريحات والمواقف التي أدلى بها كوشنير وغرينبلات وفريدمان بُعيد الإعلان عن الفصل الأخير من صفقة القرن تعكس عمق الأزمة التي بدأت تواجهها إدارة الرئيس ترامب كنتيجة مباشرة لمقاربتها غير القانونية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وصفقتها غير الواقعية لحله.
وأضافت: وفي الوقت ذاته، عبر عدد واسع من المسؤولين والمحللين والكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي من الإسرائيليين عن عمق الأزمة التي يواجهها نتنياهو بسبب الصفقة الأمريكية، خاصة في مجال عدم واقعيتها وإجحافها بالحق الفلسطيني وفرص إقامة دولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة وفقاً للطرح الذي تبناه ترامب ونتنياهو، ولسان حال الفريق الأمريكي الذي طبخ الصفقة مع نتنياهو وفي مقدمتهم كوشنير يفصح بوضوح عن رؤيته الظلامية للصراع القائمة على أساس أن فلسطين ( ملك للإسرائيليين واليهود، وهم يقدمون تبرعات سخية كريمة ) للشعب الفلسطيني ( ويتنازلون عن أجزاء من " أرض إسرائيل " للفلسطينيين )، ( ويسمحون لهم الوصول إلى مقدساتهم والصلاة في المسجد الأقصى ويغدقون عليهم مليارات الدولارات لإنعاش اقتصادهم )، ليس هذا فحسب، بل أقدم كوشنير على توجيه جملة من الإتهامات للجانب الفلسطيني وقيادته بسب رفضه لصفقة كوشنير وشروط الإستسلام التي طرحها في واشنطن، وفي مقدمتها إتهامه للجانب الفلسطيني بإضاعة الفرصة والفرص.
وأكدت الوزارة من جديد أن الصفقة لا تُقدم أية فرصة للسلام، بل تطلب من الشعب الفلسطيني التخلي عن حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وأن رفضها المطلق والعلني هو الحد الأدنى لشروط مواجهتها وإسقاطها. اليوم لم تَعد مشكلة كوشنير وفريقه في الرفض الفلسطيني فقط، بل تتمثل في الإجماع الدولي الحاصل على رفضها، بدءاً من الرفض العربي الجماعي والرفض الاسلامي الجماعي أيضاً، ورفض الغالبية العظمى من دول العالم للصفقة وفي مقدمتها الدول الكبرى والدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي لم ترَ فيها أية فرصة للنجاح لعدم مقدرتها ملامسة واقع وحقيقة الصراع، وإنها مجرد محاولات لتعزيز الفرص الإنتخابية لكل من ترامب ونتنياهو، ولا تمت بصلة للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها ومرجعيات السلام الدولية، وحسب الكثير من المحللين الإسرائيليين لا تقدم في الجوهر حلولاً عملية لمشاكل إسرائيل الإستراتيجية المستعصية. صحيح أن الصفقة تشكل مظلة لليمين الحاكم في إسرائيل تشجعه تكتيكياً على التمادي في قضم الأرض الفلسطينية وتعميق الإستيطان والتهويد فيها، لكنها بمنظور استراتيجي تعمق من أزمات دولة الإحتلال الناتجة عن ابتلاعها لأرض دولة فلسطين. قريباً قد يكتشف كوشنير وفريقه أنهم ارتكبوا خطأً تاريخياً جسيماً ليس بحق الشعب الفلسطيني وحقوقة فحسب، بل بحق الولايات المتحدة الأمريكية وحجمها ودورها على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وكذلك بحق دولة الإحتلال بتوريطها في المضي قدماً نحو ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الأعزل وإغراقها في نظام فصل عنصري بغيض لن تقبله أية دولة تحترم نفسها في العالم، وسيُحاكم عليه قادتها أمام الجنائية الدولية.