|
هكذا أفشلت صفقة بيع منزل للاحتلال
نشر بتاريخ: 04/02/2020 ( آخر تحديث: 05/02/2020 الساعة: 00:12 )
سلفيت- معا- منذ عقود لم تتوقف سلطات الاحتلال عن سلب الأراضي عنوة عن أصحابها الفلسطينيين، وأخذت تدبر المكائد وتزور الوثائق لسرقة أراضيهم ومنازلهم القديمة، والتي كان أخرها في بلدة كفل حارس شمال سلفيت.
وسط البلدة، وبالقرب من مقام النبي يوشع، يتوسط منزل قديم تشهد أحجاره والتي تعود الى أكثر من مائة عام، على وجود الفلسطيني قبل الاحتلال الاسرائيلي، والذي يحاول طمس التاريخ بكافة الطرق، والاستيلاء عليه من خلال تزوير بيعه من ورثته. "معا" توجهت للمكان للتعرف على قصته وكيفية إبطال عملية بيعه واستملاكه للاحتلال، التقينا برئيس بلدية كفل حارس عصام ابو يعقوب، تحدث قائلا: "المنزل يعود لورثة من بلدة كفل حارس يقيمون خارج الوطن منذ الستينيات، تبلغ مساحة الأرض القائمة عليها المنزل 256 مترا مربعا، قديم جدا، يحيط به مبنى البلدية ومدرسة الذكور ومنازل مواطنين، إضافة الى ذلك قربه من مقام يوشع، ويعتبر موقعا استراتيجيا بالنسبة للاحتلال من أجل وضع برج عسكري للمراقبة، وهذا ما يطمح له منذ سنوات، وعمل الجيش الاسرائيلي جاهدا لوضعه عدة مرات بمنطقة قريبة منه، ولكنه فشل في ذلك، ليجدوا طريقة شراء المنزل. وعن كيفية اكتشاف عملية البيع تحدث ابو بعقوب قائلا: "كان يسكن بالمنزل مواطنة وهي احد الورثة، وبعد وفاتها، أصبح المنزل فارغا مهجورا، وأصبحت العين عليه، وكأن الاحتلال ينتظر لحظات وفاتها، وأخذ يتردد عليه أحد الغرباء، عن طريق سمسار، وهو الذي كان مكلف ببيعه، ولا نعلم ان كان يعلم ان عملية البيع ستتم لمستوطن اسرائيلي ام لا، تلقينا معلومة من قبل جهاز الوقائي في سلفيت ان سيتم بيع المنزل وعلينا المتابعة، وهذا ما أكده لنا الورثه المقيمون بالخارج بعدم اعطاء معلومات عن المنزل، لأنه سيتم بيعه لمستوطن كما وصلت المعلومة لديه". ويضيف "بدورنا وبالتعاون مع الامن الوقائي في سلفيت باشرنا بإجراءاتنا وأخبرنا مديرية الحكم المحلي ومحافظ محافظة سلفيت، وبقينا في حالة تعقب ومتابعة للقضية من أجل إفشالها طوال الوقت، لأنها قضية تمس أمن البلد وأمن الوطن بشكل عام، فتواصلنا مع مجلس الوزراء الفلسطيني وقمنا بعدة خطوات أولها كان الاعلان بالجريدة وبعد انتهاء فترة الاعتراض وتخمين الارض قدمنا الاوراق للمجلس، وبدوره قام بإصدار قرار رسمي بإستملاك قطعة الارض للبلدية". يقول ابو يعقوب: "هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها إبطال عمليات بيع للاحتلال، ففي عام 2007 تم إبطال بيع قطعة أرض في حوض رقم 6، ومساحتها 5 دونم، حيث قام الاحتلال بمسح 47 دونما، وتم كشف بيع الارض بعد أن قامت البلدية بتكليف محام من أجل متابعة القضية مع الورثة خارج البلاد، وإخراج قيد لأصحاب الاراضي المجاورة لها، وبالتالي ابطال بيع ال 47 دونم". يضيف، "بالنسبة للمنزل سنقوم بترميمه والحفاظ عليه لأنه جزء من أملاك البلدية، وبالتالي إستخدامه لأغراض تخدم مصالح المواطنين". وينهي حديثه لـ "معا"، بلدة كفل حارس مستهدفة من المستوطنين وجنود الاحتلال بإستمرار، لوجود ثلاثة مقامات فيها يدعي الاحتلال بيهوديتها، وهي النبي كفل والنبي يوشع والنبي نون، وتتعرض البلدة لاقتحامات متكررة، من قبل المستوطنين والجيش، يرافق ذلك اغلاقات للبلدة واعتداءات على المواطنين واملاكهم، علاوة على ذلك تتضاعف معاناة المواطنين بعد اغلاق مدخل البلدة الرئيسي وهو عبارة عن بوابة حديدية تخضع لامزجة جنود الاحتلال. محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل عقب على ذلك "سنضرب بيد من حديد كل شخص يساهم أو يقوم بتسريب الاراضي او املاك فلسطينية للاحتلال وسنتعامل مع من يسرب ويساهم في البيع على انه خائن وعميل". وأوضح أنه أصدر تعليماته لمدراء المؤسسة الامنية في سلفيت بعدم التهاون في هذا الامر. وحذر كميل المواطنين من عمليات البيع، مؤكدا على وجوب تبليغ وأخذ الموافقة الامنية عبر المحافظة بأي عملية بيع وخاصة لحاملي الهوية الزرقاء. |