|
الثابت والمتغير في مواقف السياسة العربية
نشر بتاريخ: 05/02/2020 ( آخر تحديث: 05/02/2020 الساعة: 11:40 )
الكاتب: د. سليمان عيسى جرادات
المؤشرات والدلائل تؤكد بان امريكيا وحلفائها ماضون في مشروعهم التصفوي للقضية الفلسطينية التي لن تكون معبدة لتنكرها لكافة الاعراف والمرجعيات والقرارات الدولية ، والمؤشرات والدلائل تؤكد بان الرئيس محمود عباس والقيادة السياسية والشارع الفلسطيني أينما تواجد وبمساندة ودعم الشارع العربي سيواصلون وسيمضون في مقاومة الصفقة بعنوانها وتفاصيلها وتمسكهم بالشرعية الدولية ، بالرغم من الحشد وتحييد وعمل شرخ بالموقف العربي الرسمي من قبل الادارة الامريكية لتسويق وترويج الصفقة سياسيا وماليا التي دعت الى التروي والدراسة ، فالشعب الفلسطيني ماضي في المواجهة السياسية والدبلوماسية للحفاظ على قضيتهم العادلة التي اقرتها المرجعيات والقرارات الدولية.
لقد اصبح لدى الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم السياسية والفصائلية قناعة سائدة مفادها بأن بعض المواقف العربية الرسمية أصبحت دون المستوى المطلوب وأصبح الموقف الاوروبي متقدما عليها وان القيادة السياسية الفلسطينية والشعب الفلسطيني اصبح وحدة في الملعب في مواجهة التحديات والأزمات والمؤامرات حتى ايجاد حل سياسي على اساس القرارات الدولية يلبي الحقوق الفلسطينية بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وبالتالي فإن الحديث عن صفقة القرن مضيعة للوقت وستمنى الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال وبعض الدول العربية المتآمرة بالفشل الذريع وتأزيم الوضع السياسي المتأزم اصلا للتخلي ودفن حل الدولتين ، ويأتي ذلك وسط تراجع عربي بالمواقف في الرد المباشر وبجراءة على الإدارة الأمريكية ، هذا يتوجب على الامتين العربية والإسلامية الاتفاق على برنامج دعم ومساندة والاستمرار في توفير الغطاء القانوني والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في المحافل والمنظمات الدولية وتعزيز صموده على ارضه ، والإسراع في فتح ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية وإتمامها التي دعا اليها لرئيس محمود عباس لمواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية لأنها قضية مقدسة عند الشعوب العربية والإسلامية وأي انحراف عن البوصلة التي لا تعيد الحقوق الفلسطينية كاملة وما لا يقبله الفلسطينيون سيكون محط انتقام شعبي . فبعض الاعلام العربي الرسمي والمواقع الاعلامية على سوشيال ميديا ، وإطلاق العنان لبعض المحلليين لتحليلات صحفية مأجورة داخل دولهم لنقد ورفض الرئيس محمود عباس والقيادة السياسية والحكومة والشعب الفلسطيني صفقةَ القرن ولغة التهديد والوعيد والمزايدات على الشعب الفلسطيني بصمودهم وتضحياتهم التي يدفع ثمنا باهضاً نتيجة الاتفاقيات التي عقدت في الثلاثينات من القرن الماضي التي اعطت اليهود وطنا يقام في فلسطين التاريخية ، بالرغم من هناك دولاً لها مواقف إستراتيجية ثابتة لم ولن تتزحزح عن الثوابت الفلسطينية ، ولكن حالة التخاذل العربي الرسمي غير الجاد بمواجهة علنية مع الإدارة الامريكية كان واضحا في قمة وزراء الخارجية بالرغم من اقرار رفض الصفقة لكن كان تباين المواقف والبيانات والخطاب الرسمي الغير مدعوم شعبياً لرؤساء الوفود كان واضحاً فبعضهم يطالب التروي والتعامل معها ، وخطاب يناصر الشعب الفلسطيني بدل الشجب والاستنكار والتنديد بالصفقة ، وخطاب يشكر جهود ترامب وفريقه والإدارة الامريكية ، وخطاب داعم خجول وغير صريح ، بدلا من اتخاذ موقف جرئ من الصفقة وموقفا حازما بالالتزام بمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية وعدم التطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ومحاصرتها سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وان لا تكون بيع المواقف للإدارة الامريكية على حساب الحقوق الفلسطينية . اخيرا لن تبقى القيادة السياسية والحكومة والفصائل والشعب الفلسطيني عاجز عن أي تحدي في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية ومواقف الادارة الامريكية المتآمرة على الأرض والحقوق الفلسطينية ، ولن يسمح لأي عربي يمهد الأجواء تطبيق بعض بنودها على مراحل زمنية ليخدم أهدافه هو ويحقق الفوائد لحكمه ، معتمدة القيادة السياسية على المراجعة الشاملة للمرحلة السابقة والإصرار على المكاشفة والصدق مع الشعوب العربية والإسلامية والعالم الحر في من يستهدف الشعب الفلسطيني في حقوقه وثوابته بشتى السبل ، وإنها ستعد العدة الصحيحة والناجعة للدفاع عن نفسها بكافة الوسائل المشروعة ، ووضع ترتيبات ترقى الى حجم المعركة المصيرية على مستقبل الأجيال القادمة في الحرية والاستقلال ، والقول الفصل للشعب الفلسطيني العمل الجاد بالوحدة والابتعاد عن تعكير الاجواء ووحدة الصف الداخلي الصادق والمخلص والهادف فهي الطريق الوحيدة إلى النجاة ولا طريق سواها. |